حل شهر رمضان بخصوصياته الدينية و الثقافية و الفنية, وقبل أن نناقش كل بند على حدا, سأكون منصفا مع نفسي, و اخص الموضوع الآتي حول رمضان بالمغرب. رغم ان هناك تشابه بين العديد من الأقطار العربية و الإسلامية. لننطلق لكن لا داعي لان تشدوا أحزمتكم .
الخصوصية الدينية.
رمضان بالمغرب و التأهب نحو المساجد , التي تعيش اكتظاظا لا مثيل له طوال السنة , اللهم إلا ادا استثنينا أيام الجمعة, تلك عادة لزمت بعض المغاربة دوال عقود خلت. التهافت على اقتناء الملابس التقليدية و الحرص على أداء الصلوات الخمس في مواعيدها, تم الاكتار في قراءة القرءان طوال النهار بخلاف الشهور الأخرى, مجرد مناسبة. للبعض في لمس القرءان الكريم مرة كل سنة.
يظل جل الصائمين على أعصابهم حيت تحدت بعض المناوشات بسبب النرفزة المبالغ فيها من لدن بعض الصائمين, و كأنهم مجبورون على الصيام حيت ان هؤلاء يتحولون إلى ثيران هائجة و خصوصا داخل الأسواق الشعبية, أما حوادث السير فحدت و لا حرج. مع اقتراب موعد الإفطار, و لا أبالغ ادا قلت ان هناك سباق جنوني بين السائقين, للوصول إلى البيت في الوقت المحدد تفاديا للتأخير عن موعد الإفطار, و الحرص على عدم تضيع ثانية واحدة, سباق من أدان المغرب.
شهر رمضان الكريم مناسبة لكل مواطن و حسب إمكانيته المالية, إلى اقتناء كل ما لد و طاب من الشهوات, حيت مؤشر الاستهلاك يرتفع بشكل كبير جدا, شهر للشراهة بامتياز حيت لازالت كل الأسر المغربية تحرص على استقبال شهر رمضان , بمجموعة من الأطباق و الحلويات التقليدية, حقا أنها أجواء خاصة جدا.
بعد الإفطار يتحول الليل الرمضاني المغربي إلى لوحة فولكلورية. حيت المدمنون على المخدرات يستهلكون كميات كبيرة , انتقاما من تلك الساعات الطويلة التي مرت عليهم, , أما أصحاب العربدة و عشاق القنينات الكحولية فلا يجدون دوائهم و مسكن لأعصابهم, إلا في الحشيش الذي يكتر الطلب عليه, بشكل يعود بالنفع على تجار المخدرات و ما اكترهم في شهر رمضان, حيت تتحول بعض الحارات تتحول الى مهرجان يجمع كل الفئات من بعض شبابنا المدمن.
من جهة أخرى يظل عالم الدعارة اقل رواجا فقط بعض المومسات المعوزات من يفضلن الخروج ليلا, بلباس محتشم , و يفضلن المقاهي , حيت تتم الصفقات الجنسية على ألا يتعدى وقت المعاشرة موعد أدان الفجر. أما المراقص و العلب الليلية فتظل مغلقة خلال شهر رمضان, و تعوضها قاعات تنظم حفلات غنائية على إيقاع, هز يا وز على خمسة وقت بداية يوم جديد من الصيام. حفلات يجدها الشباب متنفس و موعد مناسب لعقد لقاءات حميمية بين الفتيان و الفتيات, و تبادل القبل و اللمسات…الخ .
الخصوصية الثقافية.
نمر إلى الجانب الثقافي , حيت أرباب المكاتب هم المستفيد الأول, فالكتاب يشهد ازدهارا لا مثيل له هادا مع العلم ان عالم القراءة يشهد ركودا طيلة السنة, فالأمية تقارب 65 في المائة, و الشباب المغربي ميال بطبعه إلى عالم الموضة , لكن فقط بعض من الشباب المتنور من تجرهم أجواء رمضان لاقتناء كتب دينية , لكن الأمر يظل محصورا خلال رمضان, ليعود الخمول رفوف المكاتب فقط الغبار يلازم هادا النوع منن الكتب الفقهية, انه موسم القراءة بامتياز فحتى الجرائد تاخد نصيبها و ترتفع مبيعاتها و ت شهد ازدهارا و انتعاشا كبيرا, حيت يتكاثر عشاق الكلمات المتقاطعة و محبي أخبار الرياضة.
الخصوصية الفنية.
أما المجال الفني فتلك فرصة لعدد من الفنانين العاطلين في تقديم أعمال تتسم بالميوعة و الخبث و التهريج و التكرار, ليكون المشاهد المغربي ضحية أمام القناتين الأولى و الثانية, و تلك النقطة السوداء و الذكرى المفجعة التي ترافق المغاربة خلال شهر رمضان.
ننهي الموضوع بالحركات العضلية و النشاط الرياضي التي تشهد الملاعب الرياضية , بعد خمول دام 11 شهرا حيت تتفتق أدهان اغلب الصائمين على مزاولة الرياضة, لأجل الحفاظ على رشاقة الجسم.
نقلت لكم الأجواء بما لها و ما عليها و في نيتي تقريب القراء الكرام من أجواء رمضان بالمغرب, مع كل احترام لمشاعر المسلمين في كل أقطار العالم العربي و الإسلامي .متمنيا للجميع رمضان مبروك و كل مرة في السنة و انتم تتعبدون تحت أجواء الخشوع لكنها تظل موسمية, و هنا مربط الفرس.
خاتمة كوحلالية.
الغرض من هده الإطلالة على أجواء رمضان بالمغرب هو الخداع الذي يمارسه بعض الصائمين و الازدواجية التي يعيشها اغلب المسلمين, حيت يشدهم الحنين إلى المساجد و تلك عادة اقرب إلى موضة , و هادا في نظري هو برج الخداع و النفاق. و بعد انتهاء شهر رمضان تعود الأمور إلى عهدها و تصبح المساجد شبه فارغة, باستثناء يوم الجمعة. نماذج بشرية الفت النفاق و الخداع و إنما يخدعون أنفسهم لأنهم مجرد ماركات تظهر خلال شهر رمضان, و تنتهي مع آخر يوم منه.
هادا ما أظنه و للقارئ واسع النظر. حياكم الله و السلام عليكم.