خيري حمدان
يبدو أنّ الليلَ لم ينتهِ،
جزءٌ من القلبِ ينتظرُ دفقَ النهار.
فكيفَ أمضي إلى حافّةِ المساء؟
ربّما أُكْثِرَ منَ الهمسِ في زمنِ الثرثرة!.
ربّما أمضي دون النَظَرِ إلى الخلف حيث عِطْرُكِ، هَمْسُكِ، جلبةَ شَهَواتُكِ،
حُضورُكِ المشحونُ بأنوثَةٍ لا تنتهي مع ساعات الليلِ.
حَلَماتُ مَشاعِرُكِ تَدْلُقُ عصائِرَ التكوين.
وأنا وأنتِ نَقْضي غَرّةَ النهارِ بين مشاريعِ قُبَلٍ قدْ لا تتَحَقّقْ.
عُذْراً، ينفجِرُ القلمُ دونَ إنْذارٍ مُسْبَقْ.
ينفجَرُ لحَظاتٍ قَبْلَ البُكاء فوقَ كُثْبانِ الورَقْ.
عُذْراً، نَسيتُ الوَرْدَ في جَدائِلِ شعرُكِ،
كيف أنامُ الليلَ دون العتقِ من رحيقِ سِحْركِ،
عُذْراً، قَدْ أموتُ بينَ أحْضانُكِ كطَفْلٍ يبحثُ عن جناحيّ فَراشة.
مضى عِقْدٌ آخر،
والحياة تسيرُ مكابرةً رُغْمَ المَطَرِ.
تكادُ الأسئِلَةُ لا تنتهي.
أتدرينَ لماذا انتحَرَ الجَمالُ في لُجّةِ المَشاعِرِ فجأة؟
وكيفَ انساقَ الفتى معصوبَ العينينِ نحوَ عالمكِ الليلة،
كانَ يبْحَثُ عن رجولتِهِ المَسْفوحَةِ في شوارِعِ المُدُنِ المَهْزومَة.َ
أنْساقُ نَحْوَ القَصيدَةِ، والأغنية تملأ فضاءاتُ القلب،
من هُنا مَرّ تُجّارُ الحِريرْ. فأينَ جيدُكِ سيّدَتي!ِ
لَعَلّي أدَثِرُكِ بريشِِ الحمام.
أنساقُ نَحْوَ رَحيقَ فيك، والكناري يَحْجلُ زَهْواً،
أينَ أمّكَ الطاووس تقلّمُ أظافِرَ المساءِ؟
انتهى الليلُ الآنَ، أغْمِضُ عينيّ وأرحلُ في حُلُمي
نحوكِ سيّدتي.
لا تصدّيني!
ربّما تَنكَسِرُ الرغبةُ وينْدَلِقُ كوبُ الحليبِ دونَ علمِ البقَرَةِ في
هولندا!
ربّما يتوهُ العِشْقُ عِنْدَ أوّلِ السريرِ خَجَلاً!
وأسْتَجْدي الكَلامَ المنَمّقِ، أسْتَجْدي قْرْبَكِ
المُفْتَرَضِ المُغَيّبْ.
وأحبّكِ بجميعِ لُغاتِ الدُنيا
الآنَ قبْلَ أنْ يطرُقَ الماضي أبوابَ المُسْتَقْبَلْ.