من المؤكد أننا جميعا ندرك إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعي أنها الراعي ألأول في العالم لحقوق لإنسان وتطور الشعوب ورفاهيتها , وندرك أيضا أنها تعمل على خلاف ما تعلن وأمام أنظار العالم وان كانت قد بلغت درجة عالية من التقدم العلمي والرقي والرفاه الاقتصادي فإنها في المقابل بنت ذلك على تعاسة غيرها من شعوب الأرض من خلال استعبادها ونهب ثرواتها واحتكار الإنسان فيها وحتى في داخل مجتمعها بين مواطنيها فهم في المواطنة على درجات وفي الحقوق لا يتساوون, وامتنا العربية قد عانت الكثير من سياستها العدوانية تلك وضغطها على من تحالف معها لإحكام سيطرتها على شعبنا ولازالت الإنسانية تعاني من سطوتها وما تسببت به من تشريد لشعبنا العربي الفلسطيني لتكمل ما بدأته أمها بريطانيا بسلب وطن كامل لتنشئ عليه كيان مسخ أسمته إسرائيل ولا زلنا نحن أبناء العراق الذين نعيش في داخله وحتى من يعيش منا خارجه نعاني من غزوها بجيشها الهمجي الذي أعدته لغيرنا بما يناظرها في العديد والعدد ونتائجه , فقد دمرت بلدنا واستباحت دمائنا وانتهكت أعراضنا ونهبت ثرواتنا ودمرت اقتصادنا وبعثرت تراثنا في سابقة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيل فلم يفعل حتى هولاكو عند غزوه لبغداد عام 1258 ما فعله الجيش الأمريكي فيها ولا احد بحاجة إلى التذكير بذلك إلا عملائها الذين أعمى الانتقام وأموال السحت التي يسرقونها من بين فتات ما يتركه لهم أسيادهم الأمريكان بصيرتهم , ولسنا بأحسن حال من إخواننا في العديد من أقطارنا العربية المحتلة فهناك الصومال وألأحواز وغيرها وحتى الأقطار التي تدعي الاستقلال فهي مسلوبة الإرادة والسيادة لا تمتلك من قرارها شيء وساستها دمى بيد الإدارة الأمريكية تحركهم كيفما شاءت ومن يخالفها فان كرسيه في خطر وزوال حتمي لا محال وبديله من العملاء جاهز وبالانتظار .
إن أمريكا أوجدت لها حلفاء يشتركون معها في هدفها تتخذهم كقواعد انطلاق أو اذرع حقيرة في تنفيذ مآربها الخبيثة فتعاون معها الفرس وكيانها الصهيوني المسخ الذي أعدته لمثل هكذا يوم وهناك من تحالف معها من دول شمال الأطلسي , كما لم يغب ابن العلقمي عن المشهد الامبريالي أبدا فقد خلف أحفادا اشد منه تنكرا للوطن وللعروبة والإسلام حيث لم يكتفوا بمساعدتها على غزو هذا القطر أو ذاك بل كانوا يدها التي تلوثت بكل جرائمها وآلتها التي تبطش فيها وسكينها التي غرزتها في ظهرنا ونحن في عنفوان ربيعنا بعد أن ناضل وجاهد آبائنا للفترة السابقة كل ظلم الاستعمار .
ونحن في العراق العربي قلعة الصمود وقاعدة الأحرار في خضم ذلك كنا قد عقدنا العزم بعد الاتكال على الله القدير العزيز على مشاركة أبناء شعبنا الأبي في معركة الكرامة التي يخوضها ضد المحتل الباغي الأمريكي وأعوانه الشعوبيين الجدد أرباب الفكر ألصفوي وعملائهم , حيث توحد بريفه وحضره من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه تحت راية الله اكبر التي رفعتها جبهة الجهاد والتحرير فحملنا بنادقنا معززة بالإيمان بالله الذي يملأ صدورنا وبعدالة قضيتنا لمقاتلة المحتل وعملائه نستلهم عزيمتنا من صبر شيخنا البار المجاهد عزة إبراهيم الدوري , إذا بنا نجد ساعة يمكن أن نستغلها في مزيد من القتال من خلال الكلمة الصادقة المعبرة عن ضمير شعبنا لتكون رمحا نغرسه في جسد الاحتلال يؤازر رصاصة الحق لنعجل من ترنيحته الأخيرة فسعينا إلى التأسيس لمركز القادسيتيين للدراسات والبحوث القومية ليكون منبرا إضافيا يعني بتربية أبنائنا وفق ما نراه من نور في الفكر القومي التحرري الوحدوي فاستلهمنا اسمه من معركة القادسية الأولى سنة 15 هـ , 636 م التي صد فيها جند الإسلام بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص عدوان الفرس بقيادة رستم فرّخزاد , واستمرت إلى يومنا هذا , واستحضرنا معركة القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة التي كانت صدا لعدوان الفرس بقيادة دجالهم الجديد خميني ومن خلفه , فكانتا من معارك العرب القومية الخالدة .
عندما بدأنا العمل في المركز تعرض موقعه على رابطه القديم إلى التلف والتخريب المتعمد مما اضطرنا إلى التوقف للفترة الماضية ونحن بالكاد قد بدأنا ولكن بفضل الله الواحد الأحد وهمة المخلصين من أبناء وطننا ها نحن نعود بحلة أجمل وإصرار اكبر على مواصلة الجهاد فنضم صوتنا إلى أصوات الحق التي ترهب باطل الاحتلال فنفتح جبهة جديدة تساهم في إزهاق شرهم الذي انتشر في ربوع وطننا الجميل ولنساهم في إعادة البسمة إلى أطفالنا .
إننا بحلتنا الجديدة نحاول إن شاء الله فتح ذراعينا لنحتضن مع من سبقنا من مواقع الجهاد كل صوت يجاهد في سبيل الله لنغرس مسمارا في نعش الاحتلال لتحرير وطننا العربي الكبير ونصل به إلى أقصى بقاع الأرض نعلن عن ظلم أمريكا وحلفائها الصهاينة والفرس لشعبنا العربي ليس في العراق فحسب بل في كل وطننا الكبير , فننقل الخبر الصادق اليقين والكلمة المعبرة الهادفة والرأي المخلص البناء ونساهم في نشر ثقافتنا القومية والإسلامية ننشد غدا عربيا مشرقا فاعلا في الحضارة الإنسانية .