بإطلالة جديدة يعود الينا السامري هذه المرة يدعو الى تبني لغة الغرب الديمقراطية والتي بحسب إعتقاده واعتقاد من يلهث خلفه ومن هم على شاكلته ان الارث الاسلامي عاجز عن تحقيق العدالة والامان والاستقرار لشعبنا العراقي، لذلك حسب مايرمي إليه السامري وجب علينا ان نتبنى الديمقراطية اليونانية ديمقراطية امريكا ودستورها الوضعي.
البعض يعتقد ان السامري الذي تحدث عنه القرآن كان شخص جاهل لذلك دعا قومه من بني إسرائيل الى عبادة العجل ولم تجف اقدامهم بعد من عبور البحر مع موسى عليه السلام :
قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) (طـه:85)
جاء في تفسير القمي ج : 2 ص : 62
“ … عن أبي جعفر (ع) و قوله فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ قال بالعجل الذي عبده و كان سبب ذلك أن موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة و الألواح إلى ثلاثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك و ذهب إلى الميقات و خلف هارون على قومه فلما جاءت الثلاثون يوما و لم يرجع موسى إليهم غضبوا و أرادوا أن يقتلوا هارون، قالوا إن موسى كذبنا و هرب منا فجاءهم إبليس في صورة رجل فقال لهم إن موسى قد هرب منكم و لا يرجع إليكم أبدا فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه و كان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق الله فرعون و أصحابه فنظر إلى جبرئيل و كان على حيوان في صورة رمكة فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع فنظر إليه السامري و كان من خيار أصحاب موسى فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل و كان يتحرك فصره في صرة و كان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس و اتخذوا العجل قال للسامري هات التراب الذي معك فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل فلما وقع التراب في جوفه تحرك و خار و نبت عليه الوبر و الشعر، فسجد له بنو إسرائيل فكان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل …”
فالسامري كان من خيار أصحاب موسى عليه السلام وهذا ما مكنه من إبصار مالم يبصره الآخرين …
قال تعالى (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) (طـه:96)
فالفتنة تاتي ممن يظن به خيراً ويظن به انه قريب من الانبياء والمرسلين فلا معنى للفتنة على يد من يذمه الناس فالفتنة تأتي ممن يظنه الناس ظاهراً بأنه مثال التقوى والايمان فيفتنهم بتقواه وايمانه ولكن حقيقته كحقيقة السامري لعنه الله
“قال علي أمير المؤمنين عليه السلام : إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ وَ يَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ وَ لَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ يَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنَى …”
وجاء في شرح كلامه (شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 243): ” … و اعلم أن هذا الكلام الذي قاله ع حق إذا تأملته و إن لم تفسره على ما قدمناه من التفسير فإن الذين ضلوا من مقلدة اليهود و النصارى و أرباب المقالات الفاسدة من أهل الملة الإسلامية و غيرها إنما ضل أكثرهم بتقليد الأسلاف و من يحسن الظن فيه من الرؤساء و أرباب المذاهب و إنما قلدهم الأتباع لما شاهدوا من إصلاح ظواهرهم و رفضهم الدنيا و زهدهم فيها و إقبالهم على العبادة و تمسكهم بالدين و أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر و شدتهم في ذات الله و جهادهم في سبيله و قوتهم في مذاهبهم و صلابتهم في عقائدهم فاعتقد الأتباع و الخلف و القرون التي جاءت بعدهم أن هؤلاء يجب اتباعهم و تحرم مخالفتهم و أن الحق معهم و أن مخالفهم مبتدع ضال فقلدوهم في جميع ما نقل إليهم عنهم و وقع الضلال و الغلط بذلك لأن الباطل استتر و انغمر بما مازجه من الحق الغالب الظاهر المشاهد عيانا أو الحكم الظاهر و لولاه لما تروج الباطل و لا كان له قبول أصلا …”
قال تعالى سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (العنكبوت:2) وقال تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)
أما التبرير التي جاءنا به السامري في دعوته للانتخابات انقله لكم كما ورد الخبر من سراديب النجف المحتل :
((( قال مصدر في مكتب السيستاني إن المرجع الأعلى يؤكد أهميةَ التسجيل لأن سجلات المفوضية المستقلة للانتخابات تعتبر وثائق رسمية تعترف بها الأمم المتحدة))).
http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1673802&cid=5
بعد أن كانت الشرائع والفتاوى تصدر استنادا الى كتاب الله والسنة الشريفة وحديث اهل البيت عليهم السلام أصبح تسنتد الى أسباب واهية والى ما ينسجم وقوانين الامم المتحدة …
وهنا نسأل السامري بماذا استفادت الشعوب التي سلبت حقوقها من الوثائق التي اودعتها لدى الامم المتحدة وأكبر مثال على ذلك اخوتنا من الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني … أوليست الامم المتحدة هي من سرقت المليارات من ثروات الشعب العراقي طيلة فترة الحصار من خلال لجانها الفاسدة ؟؟؟ أوليست الامم المتحدة هي من كانت تتفرج علينا ونظام صدام المقبور يذبح أبنائنا ؟؟؟
الامم المتحدة هي اداة بيد امريكا الدجال الاكبر وامريكا هي من صنعتها واعطتها هذه التسمية وقوانينها تصب بمصلحتها وما أن تتعارض مع مصالحها تضرب بها عرض الحائط وتستخدم الفيتو وهذا ما حصل في غزو العراق فالامم المتحدة لم توافق على غزو العراق فهل التزمت امريكا بذلك ؟؟؟ والان السامري يأمرنا بأن نطيع العجل ونحتكم له ويعتبره مصدر موثوق عنده، سبحان الله فبأي مذهب وأي دين تدين ياسامري آخر الزمان ؟؟؟ أو نحتكم الى من لا يدين بديننا ؟؟؟
أو لم يجرب شعبنا الانتخابات الاولى التي أفرزت لنا مجموعات همها الوحيد ملئ جيوبها من ثروات البلد ومنافعها الشخصية وشرد الملايين في داخل البلد وفي الغربة وأصبح بلدنا في المراتب المتقدمة في لائحة منظمة الشفافية للبلدان الأكثر فساداً وحتى شعائر الله جعلتم النصيب الاكبر لخاصتكم والذين يريدون الذهاب الى الحج لم ينجوا من افعالكم الخسيسة فهناك شواهد كثيرة سيذكرها التاريخ عن افعالكم المستهجنة !!!
والنتيجة لما يدعو اليه السامري الآن معروفة مسبقا ً فأنهار الدم لم تجف والجرح لم يندمل بعد وتبرير الفشل معروف ايضا وهو أما ان يخرج الينا نفس المصدر الذي صرح فيقول ان السيستاني لم يصرح لعدم وجود أي اثبات ورقي أو يأتينا من يقول افصلوا الدين عن السياسة وينتقد الحكومة لذر الرمال في العيون والناس في الفتنة واقعون ولا منجى لهم الا بتركهم السامري وحرق العجل!!!
ولانقول للسامري إلا كما قال عز وجل على لسان موسى (ع) اذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس …
قال تعالى عز وجل (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) (طـه:97)
ولكن هذه المرة الى يوم الوقت المعلوم وفي حينها الوضع مختلف لان حجة الله عليه السلام ومن تتدعي نيابته سوف يأخذ الذي فيه عينيك جزاء ما اقترفته يديك انت ومن معك بحق هذا المذهب وبحق هذا الشعب المظلوم… ولن ينفعكم ما تدعونه من قرابة لرسول الله (ص).
جاء في نهج البلاغة – باب حكم أمير المؤمنين عليه السلام، الحكمة (رقم:96) – وصيتة أمير المؤمنين لولديه الحسنين (ع) : ان اولى الناس بالانبياء اعلمهم بما جاءوا به . . . ان ولي محمد (ص) من اطاع الله و ان بعدت لحمته و ان عدو محمد من عصى الله و ان قربت قرابته …
وجاء في الارشاد – الشيخ المفيد ج 2 ص 384 ” روى أبو الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل أنه ” إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة ، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح ، فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ويدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ، ويقتل مقاتلتها حتى يرضى الله عز وعلا…”
يا عباد الله إن القرآن الذي بين أيديكم ليس قصص وحكايات لتمروا عليها مرور الكرام … وما كان كتاب الله ليذكر لكم هذه القصص الا تحذيراً وعبرة لأولي الالباب منكم ولتكون عليكم حجة عندما تواجهون نفس الاحداث والقصص…
قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (الأنعام:25) الم يخبركم كتاب الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انكم ستركبون مثل سنن الماضين …
نقل المجلسي في (البحار) ج53 ص141، والطبرسي في (الشيعة والرجعة) ج2 ص54 عن الزمخشري في تفسيره (الكشاف) عن حذيفة عن النبي الأعظم (صلى الله عليه و آله وسلم ) أنه قال: أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبنّ طريقهم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة حتى لا أدري أتعبدون العجل أم لا.
وهذا المعنى الوارد في هذه الأحاديث يؤيده القرآن المجيد في عدة آيات منها قوله تعالى:(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) [الإنشقاق/20].
وقد روى القميّ في (تفسير) هذه الآية ج2 ص413 عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) أنه قال:
لتركبنّ سنّة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ولا تخطؤن طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع، حتى أن لو كان من قبلكم دخل جحر ضبٍ لدخلتموه …
جاء في كنز العمال: 14|573ـ574 حديث (39639) عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن علي (ع)، قال: قال رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم : «من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة، وأضاعوا الاَمانة، واستحلّوا الكبائر وأكلوا الربا، وأخذوا الرشى، ((( اسألوا الحكومة عن ترتيبها العالمي في نسبة الفساد والرشى ))) وشيّدوا البناء، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القرآن مزامير، واتخذوا جلود السباع صفافاً، والمساجد طرقاً، والحرير لباساً، (((أسألو آل الحكيم ومن لف لفهم))) وكثُرَ الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق، وأئتُمِنَ الخائِنُ، وخُوِّن الاَمين، وصار المطرُ قيظاً، والولدُ غيظاً، ((( اسألوا الفرات والدجلة وقطر السماء ))) وأُمراء فجرةً ، ووزراءُ كذبةً، وأُمناء خونة، وعرفاء ظلمة، ((( أسألوا لجنة النزاهة في مجلس النواب (النيام) عن التقارير التي لديها عن الحكومة))) وقلَّت العلماء، وكثرت القرّاء، وقلّت الفقهاء …. ، وشيدَ البناء واستغنى الرجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ، وكثر خطباء منابركم، (((مثل الصغير والقبنجي … ))) وركن علماوَكم إلى ولاتكم، فأحلّوا لهم الحرام وحرَّموا عليهم الحلال، وأفتوهم بما يشتهون، ((( أسألوا وكالات الأنباء عن عدد زيارات مسؤولي الحكومة للحوزة ومن أين تصدر الفتنة و القرارات المصيرية ))) وتعلّم علماوَكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم واتخذتم القرآن تجارةً، ((( أسألوا طلاب الحوزة عن صلاة وصوم الإجارة الباطل))) وضيّعتم حقَّ اللّه في أموالِكم، وصارت أموالكم عند شراركم، وقطعتم أرحامكم، وشربتم الخمور في ناديكم ((( اسألوا بائعي الخمور الذي يعملون بحماية الدولة والدستور واصبحوا اكثر من بائعي الخضار))) …
صدق رسول الكريم (ص) وعبدتم العجل وكذب فقهاء السوء الخونة وكتبة العرائض من ورائهم يطبلون ويقولون لماذا لا تنتقدون الباقين من مردة ومنافقين … ونعود ونقول لهم كيف ندعو الباقين للأصلاح وفي بيتنا شياطين ولصوص يلبسون رداء رسول الله وعمامته ويتقولون بأسم المذهب والدين مدعين انهم نواب عامين لبقية الله عليه السلام ويسرقون اموال الناس وحقوقهم باسم الامام (ع) ويدعون الى حاكمية الناس والشورى ويؤيدون الدستور الوضعي ويخالفون كتاب الله … نحن نكلمكم ونستشهد بكتاب الله والسنة الشريفة وحديث العترة الطاهرة وانتم تجيبونا بالسفسطة والنحو والكلام الفارغ فالحق انطقنا واخرسكم … فعودوا الى رشدكم وأقرؤا ما كتب من الحق في كتبكم ولا تأخذكم العزة بالإثم … والعاقبة للمتقين
عبد الله الابراهيمي
النجف الاشرف
شهر رمضان 1429