اتهمت تحليلات صحافية وزارة الإعلام المصرية بالاستناد إلى دوافع سياسية في قرارها حجب مسلسل “ناصر” عن القنوات الأرضية والفضائية الرسمية بمصر, والتي تحظى بالنسبة الأكبر من متابعة المشاهدين داخل الجمهورية, وذلك بعد قياسها حالة الجدل الشديد التي أثارها مسلسل الملك فاروق في العام الماضي وتعاطف الناس معه.
رفض مؤلف مسلسل “ناصر” القول ان مخاوف من تعبئة الناس وتفجير ثورة على الحالة الراهنة وراء قرار وزير الاعلام المصري بمنع عرضه في رمضان الحالي بالقنوات الأرضية والفضائية لبلاده.
لا يمكن لمسلسل “ناصر” أن يفجر ثورة حتى وإن تعاطف الناس مع العصر الذي يتناوله يسري الجندي إلا أن وزير الاعلام المصري أنس الفقي وصف تحليلات المراقبين التي ذكرت أن الدولة وراء منع العرض “خوفا من تأثيره على الرأي العام”, بأنه “كلام ساذج”, لأن جهة رسمية وهي اتحاد الاذاعة والتليفزيون انتجت من قبل فيلم “ناصر 56”.
وكان مسلسل الملك فاروق في رمضان الماضي خلف حالة شديدة من الجدل السياسي والاجتماعي في الشارع المصري وفي الأعمدة الصحافية ومقالات كبار الكتاب والباحثين, بعد أن كشف جوانب جديدة من شخصية الملك وأبعادها الانسانية كانت مجهولة للأجيال الحالية.
وقال المؤلف وكاتب السيناريو يسري الجندي ل¯”العربية.نت”: هل يعقل أن يشعل مسلسل ثورة, حتى وان تعاطف الناس مع العصر الذي يتناوله والمختلف كثيرا عن الواقع الذي يعيشونه اليوم.
السيرة الذاتية
ويحكي المسلسل السيرة الذاتية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الفترة ما بين عام 1926 إلى يوم وفاته في ايلول عام .1970
من جانبه عبر منتج المسلسل محمد فوزي عن صدمته من هذا القرار, قائلا: لا أعرف حتى اليوم السبب الحقيقي وراء منع عرض المسلسل وعدم طلب لجنة المشاهدة له لتقييمه.
وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي قال في تصريحات بجريدة “الجمهورية” المصرية شبه الحكومية في 28-8-2008 إن المسلسل لا يصلح للعرض في رمضان لأن مسلسلات هذا الشهر للتسلية فقط.
وقال إن محاولة الإيحاء بأن الدولة وراء منع مسلسل “ناصر” كلام ساذج, فالفيلم الوحيد عن عبد الناصر كان من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون التابع للدولة وهو فيلم ناصر 56″.
وأضاف أن “طبيعة المسلسل ينبغي أن يشاهد بعناية ودقة ولا يصح أن نضع زعيما بحجم عبدالناصر في موضع واحد مع مسلسلات فكاهية وتراجيديا وفوازير وتسال, فمسلسل عبدالناصر يؤرخ لزعيم تاريخي ولا ينبغي الاستخفاف به أو عرضه على عجالة”.
واعتبر المنتج محمد فوزي هذا الرد غير منطقي وقال “لست مقتنعا بهذا الكلام أبدا, لأن شهر رمضان يشهد كل عام نخبة كبيرة من الأعمال الدرامية المتنوعة ما بين فكاهي ودرامي وتاريخي واجتماعي وديني, ولعل التاريخية منها تلقى رواجا واقبالا اكبر من الناس, لذا لم يكن شهر رمضان حكرا على نوعية معينة من المسلسلات ابدا”.
وحول ما تردد عن اختيار جهة الانتاج للمخرج السوري- الفلسطيني الأصل باسل الخطيب لإخراج المسلسل, هي ما حالت دون عرضه, بدعوى أن هذا الاختيار جاء مخيبا للآمال لأن المخرج ليس مصريا ولن يحس بأهمية وعمق الشخصية, قال فوزي: إن جمال عبد الناصر ليس شخصية مصرية, بل زعيم عربي ورجل له بصمته على الأمة العربية ككل وليس في التاريخ المصري الحديث فقط.