دعت منظمة “هيومان رايتس ووتش” التي تعنى بحقوق الإنسان، المسلمين في شهر رمضان إلى استغلال روح التسامح التي يفرضها الصوم لتحسين معاملة العاملات المنزليات والأطفال العمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة وأن الشهر عادة ما يشهد الكثير من النشاطات التي تطيل ساعات عملهم.
وقالت سارة لي وايتسون، مسؤولة المنظمة في المنطقة، إن الكثير من العاملات المنزليات يعاملن “بصورة مخزية” وأن عدداً كبيرا من أرباب العمل “يجهلون أن لهن حقوق،” ودعت إلى الأخذ بعين الاعتبار المعاني الروحانية لرمضان و”إنهاء إساءة معاملة النساء المسؤولات عن تنظيف وإطعام الأسرّ.”
وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن على أرباب العمل احترام معايير أساسية تتعلق بحقوق العاملات المنزليات، بينها أولاً دفع كامل رواتبهن دون تأخير، وتسديد مستحقاتهن عن ساعات العمل الإضافية التي يجبرن على القيام بها خلال رمضان.
وذلك إلى جانب منحهن يوم عطلة واحد أسبوعياً على أقل تقدير، يتاح فيه لهن الخروج من المنزل، وحظر كافة أشكال الاستغلال أو التعدي الجنسي عليهن، والإبلاغ عن حالات مماثلة للسلطات المعنية، بالإضافة إلى توفير مسكن ملائم من حيث شروط الإقامة.
وقالت المنظمة إنها ترصد مجموعة محددة من المشاكل التي تعانيها العمالة المنزلية، بينها عدم دفع الرواتب بشكل منتظم في لبنان وتعريض العاملات لإساءة لفظية وجسدية وزيادة ساعات عملهن في ظروف وصفت بأنها “تؤدي تداعيات مميتة” حيث تشير الإحصاءات إلى موت مدبرة منزل واحدة كل أسبوع.
أما في السعودية، التي تضم 1.5 مليون عاملة منزل، معظمهن من اندونيسيا والفلبين وسريلانكا ونيبال، تسجل حالات زيادة ساعات العمل بصورة كبيرة والحرمان من الأجور، في حين لا تتلقى معظم مدبرات المنزل في الإمارات أجوراً لقاء ساعات العمل الإضافية، وتحرمن من أيام الراحة الأسبوعية.
وفي المغرب، تبرز ظاهرة عمالة الأطفال، حيث يتعرض الفتيان للحرمان من الدراسة أو الراحة، إلى جانب الضرب وفقدان الغذاء والدواء أحياناً، في حين تعاني نسبة كبيرة من الفتيات جراء التحرشات الجنسية والفصل عن الأسرة.
وختمت المنظمة تقريرها بدعوة وزارة العمل والزعماء الدينيين في المنطقة إلى اغتنام فرصة حلول شهر رمضان لحث أرباب العمل وعائلاتهم على احترام حقوق العملات المنزليات بدافع قوة الإرادة التي يعززها الشهر بين الكثير من الناس.