عراق المطيري
بعد أن نشرت الحلقة الأولى عن مواقف النظام السوري المخجلة من الشعب العربي
عراق المطيري
بعد أن نشرت الحلقة الأولى عن مواقف النظام السوري المخجلة من الشعب العربي في العراق وردتنا رسائل عديدة من قسم من إخواننا القراء الكرام تتحدث حول الموضوع فمنهم من بارك وأكد ما ذهبنا إليه وأضاف معلومة جديدة وطلب منا تكملة الموضوع ومنهم من تحسب لرد فعل النظام السوري من إخوتنا وأبنائنا العراقيين المقيمين حاليا في سوريا وأخذته الخشية عليهم ونحن نتمسك كل التمسك باحترامنا الشديد لشعبنا العربي في سوريا وبما يتمتع به من كرم أخلاق وحسن ضيافة وشهامة ومروءة ككل امتنا العربية وبسيادة الرئيس بشار الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد ونظام حكمه طيلة السنوات الماضية ولسنا بصدد المساس بأحد بشكل شخصي أو الانتقاص منه أو من سلوكه لا سامح الله ولكن يأخذنا الإحساس بالحيف والظلم من ذوي قربانا وأهلنا وإخوتنا فنتمنى عليهم أن يتجاوزوا سلبيات الماضي التي نطرحها وبحسن نية يعودوا إلى ما نتفاخر به جميعا كأمة واحدة تتوفر فيها كل مقومات الوحدة وتجمعها روابط قلما وجدت بين أمم الأرض وشعوبها .
إن وجود قسم من أبناء العراق الآن وفي هذا الظرف في سوريا لا يشكل مصدر خطر بالنسبة لها لما هو معروف عن نشاط الأجهزة الأمنية فيها وحسها العالي وهي أي سوريا تستخدمهم ورقة ضغط لصالحها في كثير من المناسبات على الصعيد الدولي أو العربي أو حتى مع حكومة الاحتلال إضافة إلى أنها تستطيع تسليم من تشاء منهم إلى أجهزة سلطة الخيانة والعمالة القابعة في المنطقة الخضراء التي اعترفت بها رسميا خلافا لقرارات المقاومة العراقية الباسلة التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي وخلافا لرغبة الشعب العراقي من خلال استقبال رئيسها العميل جلال طلباني وكذلك استقبال رئيس وزرائها القذر نوري المالكي وتنفيذ طلباتهما بالتشديد في فرض شروط على إقامة العراقيين في سوريا وقد سلمت قسم من البعثيين العراقيين إلى السلطات الأمريكية المحتلة كما فعلت مع السيد سبعاوي إبراهيم الحسن عندما سلمته إلى حكومة الاحتلال وكذلك فعلت وتفعل مع غيره عند الحاجة كما إن العراقيين يمثلون يد عاملة رخيصة بالقياس إلى اليد العاملة السورية ناهيك عما ينتج عن وجودهم من تنشيط للاقتصاد وحركة السياحة , أما من ترعاهم سوريا ممن ظلوا الطريق ولفضهم حزبنا لخيانتهم لشعبنا وللمبادئ أمثال محمد يونس الأحمد ومن تخاذل معه فأنهم في مأمن من أن تغدر بهم أو تتخلى عنهم لأنهم اليوم يمثلون يدها في النفوذ إلى العراق وتتبناهم وتدعمهم على ذلك الأساس وهي تحاول فرضهم الآن على القيادة الشرعية بمختلف الوسائل بعد أن جندتهم المخابرات السورية لصالحها وبين أيدينا الكثير من الوثائق التي تثبت صحة ذلك .
قبيل العدوان الأمريكي وأثنائه قامت عناصر المخابرات السورية بالاتصال بقسم من شيوخ العشائر في العراق مستغلة انشغال الأجهزة الأمنية الوطنية العراقية بالدفاع عن القطر وعرضت عليهم أموال مغرية بهدف الحد من مشاركتهم وأبناء عشائرهم للقوى الوطنية في الذود عن العراق العظيم ونظام الحكم الوطني فيه , وبعد احتلال العراق وتدمير دولته وثورته اندفع هذا النظام بقوة لاستثمار ما حصل لقتل الحزب واجتثاثه من الأعماق فكان هو الحليف الإستراتيجي الأول لحكومة الملالي الفارسية التي اشتركت في حلف استراتيجي مع الامبريالية الأمريكية والصهيونية لغزو العراق وقتل شعبه وتدمير بناه التحتية , وقتل الفرس علنا وعلى رؤوس الأشهاد قرابة مليون ونصف عراقي منهم قرابة المائة وخمسون ألف من مناضلي حزب البعث بالتعاون مع المحتل وتحت مضلته ولازال حلف الشر هذا قائم يستهدف البعثيين ويطاردهم ويدمر مجتمعهم إلى حد الدرجة العاشرة بل وحتى من يتعامل معهم معرض للتصفية والاغتيال .
لقد عمل النظام السوري بعد الاحتلال مباشرة على الاتصال بعدد من البعثيين السابقين الذين طردوا من الحزب لأسباب مختلفة وأكثرهم رفض العمل وشكل مجموعة خطوط عملت على تشكيل قيادة قطرية بديلة للقيادة القطرية الشرعية التي تقاوم الاحتلال ومعظم الرفاق أعضائها في اسر المحتل وفشلت باستثناء احد الدمويين الذين لعبوا دورا في تجربة الحزب السابقة في العراق وكان أول قرار لهم بدفع سوري هو فصل الرفاق المناضلين صدام حسين وعزة إبراهيم وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وعلي حسن المجيد وأول بيان أصدره القائد الشهيد رحمه الله ورحم كل شهداء العراق والأمة العربية وأرضاهم فيه نقد شديد للنظام السوري ويحذرهم فيه من الاستمرار بهذا النهج , وبعد فترة قصيرة اختفت هذه القيادة وتنظيمها تحت أقدام مناضلو الحزب ومجاهدوه , ثم عادوا ليشكلوا تنظيم آخر سموه حزب الإصلاح الوطني وأيضا اختفى بعد فترة قصيرة , ثم شكوا تنظيم جديد أطلقوا عليه تسمية حزب العودة واختفت جميع التشكيلات ولم يبقى منها إلا عناوين خاوية في سجلات المخابرات السورية فتأكدوا إن ما انفرط من الحزب وتساقط بسبب الصدمة الأولى لا يصلح لكي يكون بديلا عن الحزب فبدأ عملهم داخل التنظيم مع عميل قديم لهم مشخص من قبل أجهزة الحزب الأمنية ومخابراته ومعزول ومراقب وهو الخائن محمد يونس الأحمد ومجموعة قليلة من المتساقطين .
إن ثورة الحزب في 17 – تموز المجيدة قام بها وقادها ونفذها خمسمائة بعثي صميمي مؤمن بحزب البعث العربي الاشتراكي وخلال مسيرتها الظافرة علق بها عدد غير قليل من المنتفعين والانتهازيين فكان الاحتلال هزة تساقط خلالها الدرن والعلق النتن وبقي من الرجال الصادقين اللذين زادتهم هذه المحنة إيمانا وعزيمة فقادوا المقاومة الباسلة جهادا بالغالي والنفيس صامدين في ارض الوطن حتى التحرير بينما أغدقت سوريا أموالا طائلة على سقط المتاع فلم تفلح بل سحقت كل نواياها ومؤامراتها أمام صعود الحزب السريع وصعود المقاومة الباسلة السريع فراحوا يتشبثون بالرفاق بالقيادة القومية وبأساليب خبيثة للنيل من وحدة الحزب , وكأنهم يتجاهلون إن الرفاق في القيادة القومية لهم تقلهم الحزبي وتاريخهم النضالي الذي لا يمكنهم التفريط به وتلويثه.
إن النظام السوري يقف اليوم أمام خيارين :
الأول هو أن يتخلى دعمه للفرس ويجند نفسه لخدمة القضايا العربية المصيرية ويصطف في خندق الجهاد ضد الامبريالية سواء كانت أمريكية أو صهيونية أو فارسية وأن يدعم المقاومة الوطنية المجاهدة في العراق فهي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة مستفيدا من التجارب السابقة لان اندحارها لا سامح الله يعني القضاء على حركة الثورة العربية و تدمير الأمة من المحيط إلى الخليج .
الثاني هو أن يستمر في نهجه كحليف للفرس وبالتالي حليف ضمني للأمريكان والصهاينة في تدمير الأمة العربية والمقاومة العراقية والهروب عن النهوض بواجباته القومية فما تقدم من حقائق دامغة وغيرها الكثير كافية لإدانة النظام السوري ونهجه كحليف لأعداء الأمة .
إن جماهير شعبنا العربي على امتداد وطنها قادرة على التميز بين المواقف الوطنية والقومية فتلتف خلف قيادتها وبين التستر خلف شعارات فضفاضة فتفضحها فذلك واجب كل مواطن عربي شريف وان غدا لناظره قريب .