غير مباليات بالرياح الهوجاء والسحب الكثيفة من الدخان الأسود، تجمعت عشرات الآلاف من العذارى عاريات الصدر في القصر الملكي بمملكة سوازيلاند الجبلية الصغيرة وهن يحملن أعواد القصب لتقديمها للملكة الأم في احتفال سنوي بهيج. وقدر عدد المشاركات في «رقصة القصب» هذا العام بحوالي 60 ألف فتاة مقابل نحو 40 ألف فتاة في العام الماضي. وتشكل هذه الرقصة أحد أهم الأحداث الثقافية في سوازيلاند، كما أنها مناسبة للملك مسواتي الثالث لاختيار عروس جديدة على الرغم من أن السكان المحليين يستبعدون أن يختار الملك زوجة رابعة عشرة له هذا العام. وغذت الرياح القوية حرائق الغابات المشتعلة على التلال حول القصر الملكي في لودزيدزيني (25 كم جنوب العاصمة مباباني) لتغطي كل شيء وكل شخص بالأتربة والدخان.
وتقدمت الفتيات وهن يسرن ويرقصن لتقديم القصب، الذي تم إرسالهن لجمعه من على ضفة نهر خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الملكة الأم. وتستخدم أعواد القصب في صنع الأكواخ والاسيجة في سوازيلاند.
ثم عادت الفتيات في «أفواج» إلى ساحة مفتوحة أسفل مجمع القصر الملكي حيث من المقرر أن يقوم الملك الذي يرتدي مئزرا من جلد النمر فوق تنورة ملفوفة ويحمل معولا تقليديا على شكل رمح بالرقص حولهن. وتأتي رقصة القصب هذا العام في ظل تكهنات وأنباء كثيرة حول الحفل المترف المقرر في عاصمة البلاد الأسبوع المقبل للاحتفال بعيد ميلاد الملك الأربعين والذكرى الأربعين لاستقلال سوازيلاند عن بريطانيا.
يذكر أن الملك مسواتي يتعرض لانتقادات كثيرة في الداخل والخارج لإنفاقه 100 مليون راند (13 مليون دولار) على حفل يقول كثيرون إن الدولة الفقيرة لا تستطيع تحمل كلفته. ويبلغ تعداد سكان سوازيلاند مليون نسمة معظمهم من سكان الريف الفقراء، وهي واحدة من أفقر بلاد العالم. وتوجد في سوازيلاند أعلى نسبة من الإصابة بمرض الإيدز في العالم. ويحمل المرض قرابة نصف عدد النساء في الفئة العمرية بين 25 و29 عاما.
وكان أكثر من ألف متظاهر معظمهم من النساء الحاملات لفيروس «إتش آي في» المسبب للايدز قد خرجوا إلى شوارع سوازيلاند الأسبوع الماضي للاحتجاج على الحفل بعد أن تكشف أن ثماني من زوجات مسواتي وأطفالهن وخدمهن وحراسهن قمن برحلة إلى دبي لشراء مستلزمات الحفل