شن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الاحد هجوما شرسا ضد الزعيم الليبي معمر القذافي وحمله ‘مسؤولية شخصية’ عن اختفاء الامام موسى الصدر قبل ثلاثين عاما. وقال بري في احتفال اقيم في النبطية (جنوب) في الذكرى الثلاثين للاختفاء الغامض للامام الشيعي ‘نقول لرأس النظام الليبي معمر القذافي، ان اخفاء الامام الصدر ورفيقيه مسؤوليتكم الشخصية ولن يسكت هذه المسؤولية (…) كل سياسات الانفتاح’.
واضاف امام شخصيات سياسية ودينية والاف من اللبنانيين شاركوا في الاحتفال ‘لا يحلمن احد ان يضيع ايماننا في النسيان (…) او يخضع للمساومة لاننا في كل يوم سندق على باب صمت العالم’.
وتابع رئيس مجلس النواب ‘سنتابع هذه القضية كما نفعل وستكون هناك ايام مشهودة في قضية الامام الصدر الذي ستطاردكم صورته في قيامكم (…) وكوابيسكم’.
ويأتي هذا الموقف بعدما اتهم القضاء اللبناني المختص في 27 آب (اغسطس) الزعيم الليبي بالتحريض على ‘خطف’ الصدر بما يؤدي الى ‘الحث على الاقتتال الطائفي’ وهي تهمة تصل عقوبتها الى الاعدام.
وكان الصدر وصل الى ليبيا بدعوة رسمية منها في 25 آب (اغسطس) 1978 يرافقه مساعده الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وشوهد في هذا البلد للمرة الاخيرة في 31 آب (اغسطس) ومنذ ذلك الحين انقطعت اخباره مع رفيقيه.
والصدر هو مؤسس حركة امل الشيعية التي يتزعمها بري حاليا والمتحالفة مع حزب الله الشيعي.
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وصف الصدر اخيرا بانه ‘امام المقاومة’.
من جهة أخرى، طالب بري بأخذ التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان ‘على محمل الجد ‘، واصفا إسرائيل والارهاب بأنهما ‘وجهان لعملة واحدة’.
وبشأن الاتهامات الاسرائيلية للمقاومة بإدخال صواريخ الى جنوب لبنان، قال بري للاسرائيليين ‘أوقفوا طائراتكم عن خرق الاجواء اللبنانية’.
واتهم الدولة العبرية بأنها تسعى الى تغيير مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ‘وهي تريد تحويلها الى حرس حدود’ لها.
لكن بري قال إن ‘مقاومتنا وشعبنا وجيشنا سيتمكنون من ردع اي عدوان اسرائيلي’.
واعتبر بري ان المقاومة ‘كانت وستبقى ضرورة لبنانية’، ولفت الى انه كان سجل 67 اعتداء اسرائيلياً على لبنان قبل العام 1967، أي قبل وجود المقاومة.
وقال ان المقاومة كانت ‘نتيجة تقاعس الدولة.. والتقاعس العربي عن دعم لبنان والعجز العربي للدفاع العربي المشترك’.
واشار بري الى ان فشل الحرب الاسرائيلية على لبنان في العام 2006 أدى الى مخطط ‘الفوضى .. عبر التوترات الطيارة والفتن الطائفية والمذهبية’.
ودعا الى ايجاد لجنة بين الجيش والمقاومة لمتابعة الوضع الميداني.
وبشأن اتهام المقاومة بتلقيها دعما خارجيا قال بري ‘لم يحصل في التاريخ ان شعبا استطاع ان يحرر ارضا الا وتلقى مؤازرة من صديق’.
وتوجه بالشكر ‘لكل بلد يساعد بالتحرير’.