مع بداية شهر رمضان ظهرت في الأفق ملامح حرب مسلسلات مصرية وعربية شاركت فيها فضائيات الطرفين، بعدما استمرت فضائيات الدراما المصرية في تجاهل المسلسلات العربية المنافسة، خصوصا السورية، وردت الفضائيات العربية بقصر عرض مسلسل مصري واحد ضمن برامجها، وجعلت الأغلبية للدراما السورية والعربية.
فعلى الرغم من أن عدد المسلسلات المصرية في رمضان بلغ 50 مسلسلا مصريا إجمالي ميزانيتها مليار جنيه (190 مليون دولار)، مقابل 20 مسلسلا سوريا فقط، فقد اهتمت غالبية الفضائيات العربية في رمضان الحالي بعرض أكثر من مسلسل سوري وعربي مقابل الاقتصار على شراء حق عرض مسلسل مصري واحد؛ ما أثار تكهنات لدى المنتجين من أن تكون هذه “ضربة درامية” موجهة من الفضائيات العربية للدراما المصرية ردا على منع رئيس نقابة الممثلين في مصر “أشرف زكي” مشاركة أي ممثل عربي في أكثر من عمل سينمائي أو درامي واحد في مصر فقط سنويا.
ويقول منتجون إن هذه الحرب ستعود على المنتجين المصريين بخسائر كبيرة؛ كون شهر رمضان يمثل موسم بيع هذه الدراما، وعدم شراء الفضائيات العربية سوى مسلسل مصري واحد للعرض يعرضها لخسائر كبيرة، علما أن المشاهد المصري والعربي سيضطر لمشاهدة كل هذه المسلسلات على الفضائيات بصورة مكثفة صعبة لتكرار عرضها على الفضائيات بمعدل 168 حلقة يوميا من المسلسلات، كما قدرته صحيفة مصرية.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “المصري اليوم” عن عدد من المنتجين المصريين توقعهم خسائر كبيرة بسبب انسحاب الفضائيات الخليجية من السباق على المسلسلات المصرية، والاكتفاء بعرض مسلسل واحد في كل فضائية، وتركيزها على المسلسلات السورية والعربية الأخرى، مؤكدين أنه بعدما كانت الفضائيات الخليجية هي السوق الوحيدة التي تستحوذ على جميع المسلسلات المصرية كل رمضان، وحقق من ورائها المنتجون أموالا طائلة، انسحبت تقريبا هذه القنوات هذا العام من السوق المصرية.
وأكد معظم منتجي الدراما أنه بعد قرار أشرف زكي نقيب الممثلين الخاص بعدم السماح لأي ممثل عربي بتقديم أكثر من عمل واحد في العام، عقد رؤساء القنوات الخليجية عدة اجتماعات سرية، واتفقوا على شراء وعرض مسلسل مصري واحد فقط على كل قناة من قنواتهم، والاعتماد على الأعمال السورية والخليجية، وبذلك تعرض المنتجون المصريون إلى خسارة كبيرة، لم ينقذهم منها سوى انطلاق ٣ فضائيات جديدة مصرية متخصصة في الدراما، اشترت أعمالهم، وهي: «بانوراما دراما ١»، و«بانوراما دراما ٢»، و«الحياة مسلسلات»، بحسب المصدر نفسه.
وطالب المنتج محمد فوزي القائمين على صناعة الدراما المصرية بأن ينتجوا عددا أقل من المسلسلات بعدما عجزت الكثير من المسلسلات عن تغطية تكاليفها، وأن يعتمدوا على الكيف حتى لا يصل الأمر إلى «التدليل» على أعمالهم، مؤكدا أن “موقف الخليج من الدراما المصرية هذا العام يعد جرس إنذار للمنتجين يجب أن ينتبهوا إليه”.
من جانبه، قال المنتج مصطفى عبد العزيز: إن أشرف زكي، نقيب الممثلين، هو السبب في هذه الأزمة؛ فقراره جعل الخليجيين يقررون أيضا عدم شراء أو عرض أكثر من عمل مصري على أي فضائية خليجية، مؤكدا: “نحن نعيش الآن أزمة حقيقية بعدما تخلت عنا قنواتهم الفضائية، وبالتالي سيقل إنتاجنا الدرامي العام المقبل، ومعه ستقل فرص الممثلين في تقديم مسلسلات”.
وأخذت حرب المسلسلات أشكالا مختلفة، منها شراء مسلسل مصري واحد فقط، أو اشتراط بعض الفضائيات العربية عدم بيع المسلسل الذي تشتريه لفضائيات أخرى؛ ما يقلل من أرباح المنتجين، ويضطرهم لرفض هذه الشروط، ومن ثم عدم شراء الفضائيات الخليجية لهذه المسلسلات.
انتقادات برلمانية
على صعيد آخر، تقدم نائب عن جماعة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب (غرفة البرلمان الأولى) بسؤال عاجل إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، وأنس الفقي وزير الإعلام، بشأن العدد الكبير من البرامج الترفيهية والمسلسلات والأفلام التي خصصتها قنوات التلفزيون المصري لشهر رمضان، مستنكرا أن تكون مهمة الإعلام في رمضان هي “إهدار الدقائق والساعات الثمينة في حياة المسلمين، وتضييعها في حل الفوازير، ومشاهدة المقالب، والاستهزاء بكرامة المواطنين، والاستخفاف بعقولهم”.
وطالب النائب سعد الحسيني بمحاسبة المسئولين عن “إنفاق مئات الملايين من أموال الشعب، وتسخيرها لتضييع وقته وإفساد صومه، وتوزيعها على الممثلات والراقصات، في الوقت الذي يتكفف الناس الطعام على موائد المحسنين في شهر شعاره التكافل، وحكمته الشعور بآلام الفقراء”.
وتساءل الحسيني عن سر تخصيص شهر رمضان دون غيره من الشهور بهذا السيل الهائل من البرامج التافهة، والمسلسلات والأفلام، مشددا على أن “الترفيه والتسلية أمر لا ينكره الإسلام ولا يرفضه؛ شريطة أن يكون في وقته المناسب، وفي إطاره المنضبط بالقيم والأخلاقيات الصحيحة”، ونفى وجود هذه القيم في الخطة التلفزيونية لبرامج شهر رمضان.
كما طالب نائب البرلمان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بإعلان حكم الشريعة الإسلامية في هذه “المخالفات”.
——————————————————————————–
المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت