الشاعر مظفر النواب
يسافر في ليلة الحزن صمتي غيوماً …. تبعته ممطراَ
واشتريت دروب المتاعب …… ألوي أعنّتها فوق رسغي
ليالٍ أطول من ظلمات الخليقة ” خالٍ سوى من فتات الصبر “
في ركن زاويتي ، و الدجى ممطر .. أ أنت الوديع كساقيةً ؟؟
من خبايا الربيع قتلت ! …. وغصّ بنعيك من قتلوك كأنّك مقتلهم
لا القتيلً
لما استفردوك بقبر عدوٍّ وراء الضباب … وفيم تساءلت ذات
مساءٍ من الحزن عمّن سيأخذ ثأرك هل كنت تعرف أنّ الرجال
قليلَ ؟
هل التصفيات بديل عن الأرض ، و الفشل المستمرّ ، و أي مقايضاتٍ
تلك خير الرجال بشرِّ النقودِ ؟؟ ومن شركاء الجريمة ؟؟ ماهذه المسرحيّة
بالدم ، و النّار ؟؟ تبكي التماسيح فيها ، و الصبغ سال على
أوجه البعض … ألا ننتهي ؟؟ صار صوت الملقّن أعلى من صوت
البهلوان المهرّج فوق رؤوس الجماهير ، هل سوف نخرج مما عل
نفسنا ؟؟ نتضاحك ؟؟
أم ستعاد الفصولُ ؟؟
يقولون : يا زهرة الحزن ! مت ، و ضاع أريجك خلف الضباب
و أغلق عَكَرٌ جميل ٌ من الحزن ، و الاحتجاج الطفوليّ ، وعمر
حكيم ٌ من العشقْ
تحتضن في جناحيك فلسطين دافئة كالحمامة تطعمها بشفاهك
تسمع نبضها … تتضور قبل تضوّرها
تحرث الأرض ، و الطبّ ، و الصيدليات تبحث عمّن يداويكما
ترسم صمتاً نظيفاً … فان المدينة تحتاج صمتا نظيفا ……
و ترسم نفسك متجها للجنوب … البقاع …. العروبة …..
.. كلّ فلسطين