……مرة تلو الأخرى….والرسالة تلو الرسالة …..والمناشدة تلو المناشدة…والمقالة تلو المقالة…والبيان تلو البيان….،خاطبنا كل قادة وزعماء هذه الأمة،وأحزابها ومؤسساتها،وقلنا لهم القدس تتعرض لمخاطر التهويد والأسرلة،وقدمنا لهم كل الشواهد والدلائل على ذلك،ووضعناهم أمام مسؤولياتهم التاريخية والدينية والوطنية والقومية،ولكن كل ذلك لم يجد الاذان الصاغية.
وكلما كانت اسرائيل تلمس وتشعر وتجد أن ردود الفعل الفلسطينية والعربية والاسلامية،لن تتعدى لغة البيان والشعار والادانة والشجب والاستنكار،كلما زادت من وتيرة قمعها وشددت من اجراءتها العقابية بحق المقدسيين العرب،على طريق تهجيرهم وطردهم من أرضهم،فعلى سبيل المثال لا الحصر سياسة هدم المنازل زادت عشرات الاضعاف،وأصبح عدد المنازل المهددة بالهدم بألاف لا بالمئات،والمقدسيين أصبحوا ممنوعين من التعبير عن شعورهم القومي والوطني،وحتى اقامة أي نشاط ذات صبغة اجتماعية أو انسانية،حتى لو كان اقامة حفل تخريج لطلبة ناجحين أو اقامة بيت عزاء لشهيد أو قائد وطني،أو حتى اقامة أمسية رمضانية أو سهرة فنية ،والنسيج المجتمعي المقدسي آخذ بالتفكك والتحلل بدرجات سريعة وكبيرة،والانسحاب نحو العشائرية والقبلية والجهوية والطائفية،يزداد ويتعزز،”ومافيات” التزوير والاعتداء على الأملاك العامة والغائبين وجمع “الخاوات”،تجوب الشوارع والحارات بسياراتها الفارهة،وتنسج لها خيوط وقنوات وعلاقات مع النافذين والذين يعتبرونهم مصدر قرار ونفوذ،ويضمنون دعمهم وحمايتهم لهم،ومن كان منبوذاً أو مقاطعاً وعلى سلوكه الوطني والاجتماعي مليون علامة استفهام وسؤال،أصبح اليوم يصول ويجول علناً وجهراً،بل ويفتي في الشأن والهم العام،والشيء المضحك المبكي أن من خدموا ويخدمون في شرطة ومؤسسات الاحتلال الآمنية،يتباكون على المصلحة العامة،والكثيرين منهم في شهر رمضان الفضيل يتحولون الى دعاة ووعاظ؟،وهم لو نظروا الى ما فعلته أيديهم،أوالشعار الذي يزين الطواقي الموضوعة على رؤسهم،لربما خجلوا أو استحوا قليلاً،وأيضاً الناشطون في التطبيع والتطويع،يجدون من يدافع عنهم ويبرر لهم سلوكهم وأعمالهم،بفضل أموالهم ومشروباتهم وحسناواتهم،والحبل على غاربه،والمرحلة القادمة ستشهد مطاردة أعضاء الحركة الوطنية وجلبهم للمحاكم والمعتقلات،عقاباً لهم على دورهم الوطني والاجتماعي،في وقت تغيب فيه الفواصل والتخوم،والمساءلة والمحاسبة،والمرجعيات والعناوين.
واسرائيل في حربها الشاملة على المقدسين،تستهدفهم كبشر وشجر وحجر،وفي كل مرة تقيس وتدرس وتخطط للخطوة التالية،والتي تلي الخطوة التي اتخذتها تجاه المقدسيين وردود أفعالهم،والفعل الفلسطيني والعربي والاسلامي تجاه ذلك،فإذا ما وجدت على سبيل المثال لا الحصر،ان ردة الفعل على اقامة أحياء استيطانية يهودية ،في قلب الأحياء العربية،سلوان، المكبر، صورباهر وغيرها،لم يتجاوز الندب والبكاء والشجب والاستنكار،خطت خطوة أخرى بالاستيلاء على المنازل والأملاك العربية،أو شرائها من بعض مرضى النفوس والسماسرة،والذين أصبحوا يسرحون علناً ويجاهرون بما قاموا به،دون أي حسيب أو رقيب،أوحتى قليل من الحياء،تماماً كالفتيات العربيات اللواتي يتباهين من عرب 48 ،بالخدمة المدنية في أجهزة شرطة ومخابرات الاحتلال ،ويقمن احتفالاً بذلك.
هذا الحال شجع الكثيرين من الصهاينة المشبعين بالأفكار التوراتية والايدولوجيا المغرقة بالعنصرية، للقيام بالكثير من الأعمال على طريق هدم المسجد الأقصى،واقامة الهيكل المزعوم مكانه، والخطوة الأولى على هذا الطريق كانت،قيام أحد المتطرفين وغلاة المستوطنين بعملية حرق المسجد الأقصى في اب/ 1969 ،ورئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة”غولدا مائير” والتي قالت أنها لم تنم طوال الليل خوفاً من زحف عربي- اسلامي شامل على اسرائيل،كردة فعل على هذه الجريمة البشعة،عندما وجدت أن الميت قد يتحرك ولا تتحرك هذه الأمة،بدأت مرحلة جديدة على طريق هدم الأقصى،ومن خلال سياسة رسمية مشرعة،حيث جرى حفر الكثير من الانفاق تحته بقصد أن ينهار،وجرت الكثير من المحاولات لاقتحامه من قبل عناصر يهودية متطرفة،ووضع حجر الهيكل فيه،ناهيك عن خطط جرت وجارية على طريق تقسيمه بين المسلمين واليهود،على غرار الحرم الابراهيمي في الخليل،تمهيداً للسيطرة عليه وهدمه واقامة الهيكل المزعوم.
وخطوات هدم المسجد الأقصى أو السيطرة عليه،تجري على قدم وساق،وهناك الكثير من الظواهر والشواهد تدلل على ذلك،عدا عمليات حفر الأنفاق واقامة المعابد والكنس الاسرائيلية تحته،فهناك حديث جدي وقوي عن أن هناك معلومات استخبارية اسرائيلية،تقول بنية عدد من غلاة المستوطنيين ادخال عدد من قاذفات الصواريخ الى البلدة القديمة لقصف المسجد الأقصى بها،وهذا التسريب قصد منه،قياس ردة الفعل الفلسطيني والعربي والاسلامي على مثل هذا العمل،وعليه تج
ري وضع خطط التنفيذ الفعلية،والية السيطرة على المسجد الأقصى،ولعل عملية اعتقال الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية في الداخل أكثر من مرة ،وابعاده عن القدس والأقصى،تندرج في هذا الاطار والسياق،وما قامت به أجهزة المخابرات الاسرائيلية العامة” الشاباك”، من اغلاق لمؤسسة اعمار الأقصى في شفا عمرو وعرعرة قبل ما لا يزيد على عشرة أيام،سوى خطوات على هذا الطريق،ونحن نلحظ مع بدء شهر رمضان،خطوات وتحركات اسرائيلية في هذا الاتجاه،حيث الكثير من الكاميرات،تنصب حول الأقصى،ويتم احاطته بالكثير من الأسلاك الشائكة.
ري وضع خطط التنفيذ الفعلية،والية السيطرة على المسجد الأقصى،ولعل عملية اعتقال الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية في الداخل أكثر من مرة ،وابعاده عن القدس والأقصى،تندرج في هذا الاطار والسياق،وما قامت به أجهزة المخابرات الاسرائيلية العامة” الشاباك”، من اغلاق لمؤسسة اعمار الأقصى في شفا عمرو وعرعرة قبل ما لا يزيد على عشرة أيام،سوى خطوات على هذا الطريق،ونحن نلحظ مع بدء شهر رمضان،خطوات وتحركات اسرائيلية في هذا الاتجاه،حيث الكثير من الكاميرات،تنصب حول الأقصى،ويتم احاطته بالكثير من الأسلاك الشائكة.
ان ما يجري في القدس،وما يمارس اسرائيلياً على الأرض من خطوات وأفعال،بحقها وبحق مقدساتها وبالتحديد مسجدها الأقصى،يثيت بشكل قاطع حقيقة الأهداف والنوايا الاسرائيلية تجاها،وأن هناك مخاطر جدية وحقيقية وغاية في الخطورة،تحدق بالمدينة وسكانها،والذين هم وحدهم يشكلون رأس الحربة،في التصدي للممارسات والاجراءات الاسرائيلية،ولكنهم رغم كل ثباتهم وصمودهم وتشبثهم بأرضهم،فإن حجم الهجمة الاسرائيلية الشاملة عليهم،أكبر وأوسع من امكانياتهم وقدراتهم وطاقاتهم،وهذا يستدعي وقفة عربية واسلامية شاملتين،ودعم فعلي وعملي لصمودهم وثباتهم،وليس مجرد خطب وشعارات،وبيانات شجب واستنكار،فهذا لن يشكل بأي شكل من الأشكال حماية للمدينة وسكانها من الأسرلة والتهويد،واذا كان هناك من يتحفظ على تقديم الدعم والعون والمساعدة للمقدسيين،بسبب أن العديد من الشخوص التي قدم من خلالها الدعم،أساءت استخدامه أو استغلته لأغراض وغايات شخصية،أو استثمرته في مشاريع خارج القدس،فهذا لا يعني أنه لا توجد الكثير من العناوين والمؤسسات المقدسية،التي تحظى بالثقة والمصداقية،ويمكن لها أن تشكل عنواناً لهكذا دعم أو مساعدة.
راسم عبيدات
القدس – فلسطين
29/8/2008