سمعت بمثل هذا الموقف وقرأت عنه ؛ والذي يعد من النوادر في زمننا هذا ، لكن لم يدر بخلدي أن أشهد عليه في أقرب الناس لي ، وبكل هذا الوضوح.
وما كنت سأكتب عنه لولا إصرار البعض علي بذلك لما في الأمر من عظة وأي عظة ؛ خاصة لمن نسى أو تناسى الحكمة من وجوده في هذه الدنيا.
أحدثكم عن إبنة أخي ” ندى ” ذات الإثنين وعشرين ربيعا ، توفاها الله عز وجل في سجود صلاة فجر الأثنين الماضي ، وهي صائمة ، فمنذ سنين ؛ لا إثنين ولا خميس يمضيان دون أن تصومهما.
قبل أسبوعين من وفاتها قالت لوالديها – وهي البعيدة عن اللغو والتافه من القول – : ” يمكن ما يعدّي هالشهر وأنا بينكم ” وكررت ذلك أكثر من مرة ، مع أنها لم تكن بالمريضة أبدا ، لكنه إحساس عجيب بقرب الأجل.
يقول أخي ما أعجب الإبتسامة التي رأيتها في وجهها عندما رفعتها عن مصلاها ، وشهد على ذلك المشيعون ومن واراها اللحد.
تسأل الناس : ماذا كانت تفعل حتى أكرمها الله بهكذا حسن خاتمة ، وأشارك القراء الكرام بالإجابة ، فبإختصار كانت عينها على الآخرة ، فقد آمنت بأن الآخرة هي الباقية ولا نهاية لها ، ولا مقارنة بينها وبين دنيا فانية لا يُعرف حلوها من مرها ولا طولها من قصرها ، ومن لا يرى هذا فهو لا يؤمن بكتاب الله عز وجل ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإن رأى أن ذلك حق وما عمل من أجله فهو أحمق الحمقى !.
لذا توجهت لكل ما يقربها من الفوز بالآخرة ؛ صلاة وصياما وقياما والتدبر في كتاب الله عز وجل ، كانت تستحقر مغريات الدنيا ، وكانت تستحقر اللواتي أتخذن من أبطال مسلسلات الضياع ! آفاتهم وشواذهم كقدوة لهن ، و هي التي رأت في الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة للجميع.
أسأل الله عز وجل الهداية وحسن الخاتمة لي ولكم