عشتروت
اوروك .. أيتها المرأة التي هجرتها فأعادتني على أطراف اصابعي أجر خيبات الخلود .. أين أهرب من قلبك أيتها الواقفة على مرمى جسد مثقوب وجثة مجهولة ورأس مقطوع ومقبرة جماعية وسياف ينتظرني عند أسوار بابل واور وآشور ليقدم جسدي قربانا لالهتك إحتفاءا بموتك الباذخ ..
اوروك .. سافرق دمك على عشاقك وأتبرأ منك .. وقلبي الذي يقطر طينا جنوبيا .. سأمنحه إلى عشاقك وناحريك مع دمك الذي تفرق بين طوائف القبائل وجيوش الرب وقراصنة الغرب وميليشيا الدرب وعلى إخوانك الذين لوثوا قميصك بالدم ونسبوا فعلة نحرك للذئب ..وشقوا قميصك من الدبر وتبرأوا من الذنب .. اوروك .. أبغضيني وأكفري بي لكن لا تتبرأي من عشقي كما تبرأوا من قتلك .. انه ديني الذي سيولد بعدي من يحمله كتابا ينطق عليك بالحب لا الموت.. فلن أترك بصمات عشقي على قميصك ونصل فجيعتك والوث دمي بيديك ..
اوروك .. ياوجعي المتسكع على أرصفة الموت ومدن المنافي والغربة والصقيع وخيم التهجيرواللجوء ومقابر الغرباء ..
ترى ماذا ستقولين لهذه الاجساد التى هجرتها والتى مزقتها ..؟! كيف يمكن لقلب عاشق أن يلوث وجه حبيبته بالاحمر القاني ؟!. أنت يامن اخترت أن تقفي على مشارف تخوم شفتي فجيعتي وحدود جنوني .. أنا طفلك العاق فلميني ..
اوروك .. أنا غريب مثلك ياسيدتي .. لقد تركتني البلاد التي أعشق فوجدت عينيك .. من لي بتخوم يصعد قلبي إلى منتهاها .. أي جنون وتعطش للقتل يستبد بك الان .. من يقف على عتبات جنونك يسجد الموت عند قدميه..
اوروك ..سأبتلع غصتي ولا أشي لك بهول قجيعتك وموتك الباذخ الذي بدأت اتجرع سمه كأسا كأسا ..وسيف سقوطك طعنة طعنة ..وألفظ أنفاس هزيمتي شهقة شهقة ..ما بين يدي سدنة سيافي مدنك .. سجونك .. معابدك ..قراصنة كنوزك..أُمراء حروبك .. سماسرة جسدك وآخر ملوك طوائفك ..عرابيك..عشاقك وذابحيك ..
سجن بوكا – 2007
الليلة الحادية عشر بعد الألف