وصلت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية إلى ميناء “باتومي” في جورجيا، في خطوة تنذر بمزيد من التصعيد في منطقة القوقاز، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الجورجية تقليص بعثتها الدبلوماسية في موسكو. وأكد متحدث باسم السفارة الأمريكية في العاصمة الجورجية تبليسي، أن سفينة حرس السواحل “دالاس”، التي تحمل نحو 38 ألف طن من المساعدات الإنسانية رست في ميناء باتومي، المطل على البحر الأسود.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن السفينة الأمريكية كان من المفترض أن ترسو في ميناء “بوتي”، التي ما زالت القوات الروسية تحتفظ بنقاط تفتيش هناك، مما دعا السفينة إلى تغيير وجهتها إلى باتومي، لتجنب “مواجهة محتملة” مع روسيا.
وتحمل السفينة “دالاس” 80 حاوية بها أكثر من 76 ألف باونداً (34.4 ألف كيلوغرام) من “الاحتياجات الإنسانية الأساسية”، وفقاً لما جاء في بيان صدر عن مكتب الشؤون العامة بالأسطول الأمريكي السادس.
ونقل البيان عن قائد السفينة، النقيب البحري روبرت واغنر، قوله: “أفراد طاقم دالاس يريدون في الحقيقة نقل هذه البضائع، التي من شأنها أن تصنع تغييراً في حياة مواطني جورجيا.”
يأتي وصول هذه السفينة، التي يبلغ طولها نحو 378 قدماً (115.2 متراً)، إلى ميناء باتومي، ضمن خطة أمريكية موسعة، لتقديم مساعدات تُقدر بأكثر من 20 مليون دولار، إلى الدولة السوفيتية السابقة.
وقد هبطت أكثر من 50 طائرة أمريكية تحمل مساعدات إنسانية في جورجيا، كما وصلت سفينة أخرى تابعة للبحرية الأمريكية “ماكفويل”، إلى ميناء باتومي، محملة بنحو 155 ألف باونداً (حوالي 70 ألف كيلوغرام) من المساعدات.
من جانب آخر، أعلنت وزيرة الخارجية الجورجية، إيكا تكيشيلاشفيلي، عن قرار تبليسي بخفض تمثيلها الدبلوماسي مع موسكو، في الوقت الذي أكدت فيه روسيا على “أهمية الحفاظ على الاتصالات العملية بالقنوات الدبلوماسية مع جورجيا.”
وقالت الوزيرة الجورجية إن بلادها قررت خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا، ليقتصر على دبلوماسيين اثنين فقط، وتابعت قولها: “لن يكون لنا سفير في موسكو، إنما فقط دبلوماسي معتمد، ودبلوماسي من المرتبة الثانية.”
وفي موسكو، ذكرت وكالة “نوفوستي” للأنباء أن نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين، التقى الأربعاء القائم بأعمال سفارة جمهورية جورجيا، غيفي شوغاروف، حيث بحثا “المسائل الثنائية العاجلة المرتبطة بالمجال الإنساني.”
كما جاء في بيان للخارجية الروسية، أن السفير الأمريكي جون بايرلي، سلم كاراسين رد الرئيس الأمريكي جورج بوش، على رسالة الرئيس دميتري ميدفيديف التي بعث بها في 26 أغسطس/ آب الجاري، إلا أنه لم يتم الكشف عن مضمون الرسالة.
إلى ذلك، أعلن مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أنها أجرت اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي الأربعاء، وصفت خلاله قرار موسكو بالاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن الجمهورية الجورجية، بأنه “انتهاك للقانون الدولي.”
وجاء في بيان صدر عن مكتب ميركل أن المستشارة الألمانية طلبت من الرئيس ميدفيديف، تنفيذ “خطة النقاط الست بشكل عاجل”، في إشارة إلى المباردة التى اقترحتها فرنسا لحل الأزمة ووافقت عليها موسكو