يوقع الشاعر محمد ياسين في السادسة من مساء يوم السبت الثلاثون من آب الحالي، في مقهى جفرا في وسط مدينة عمان، ديوانه الشعري الجديد “ما قالت الأفلاك” الصادر عن دار فضاءات للنشرو التوزيع في الأردن، والذي يعتبر التجربة الشعرية الثانية بعد مجموعته الشعرية الأولى التي أصدرها بعنوان “هي رغبةّ .. لكنما” قبل ست سنوات.
يقدم الشاعر في الأمسية مندوباً عن دار فضاءات الكاتب والصحفي مهند صلاحات، بينما يقدم الكاتب سليم النجار قراءة نقدية في الديوان، وفي تجربة ياسين الشعرية، والتي تعتبر من التجارب التي تحرص على الانفتاح على عوالم الحداثة دون أن تقطع صلاتها مع الموروث الأدبي سواء على صعيد مبنى القصائد أو معناها.
ومما يميز مجموعة ياسين الجديدة اقترابها من الحالة الشعرية اكثر على حساب الغنائية التي ربما تضمنتها قصائد المجموعة الاولى، إلى جانب التوغل في المعنى وتواصله مع المبنى، كما جنحت قصائد المجموعة إلى فلسفة الأشياء برؤية خاصة تشكلت خلال ست سنوات من الخبرة التي أفرزتها التجربة والاطلاع على ما قدمه المشهد الأدبي المحلي والخارجي.
وتحضر المرأة عبر المجموعة بصفتها حافزاً ووسيلة للتعبير عن فكرة أو حالة ما في بعض القصائد، وثمة موضوعات أخرى تضمنتها منها الوجدانية التأملية التي ادرجت تحت موضوعتي الحياة والموت بمعناهما الشمولي، وموضوعة الوطن، والكثير من التساؤلات الوجودية.
ومن مميزات المجموعة نزوعها لاستخدام الرمز التاريخي واستحضار الميثولوجيا للتعبير عن الواقع وقضاياه بطريقة غير مباشرة فقصيدة (من يوميات ابن زريق البغدادي) على سبيل المثال وكذلك الحال قصيدة (صفحة من مذكرات الشنفرى) هما حالتان من التقمص لهاتين الشخصيتين لمحاولة التعبير عن هموم الواقع التي يجابهها ابن زريق وشنفرى هذا العصر.
ويذكر أن دار فضاءات قد اعتادت توقيع كتبها الصادرة حديثاً مساء كل يوم سبت في مقهى جفرا، في بادرة تعاون ما بينهما بهدف الاحتفاء بالكاتب والمثقف الأردني، والارتقاء بمستوى التفاعل الشعبي حوله، وادخال المواطن العادي لداخل المشهد الثقافي ومشاكرته الاحتفاء بالكاتب، لذلك كانت فكرة اعتماد المقهى برواده من كافة الشرائح الاجتماعية مكاناً لتوقيع الكتب، علماً بأن حفلات توقيع الكتب ستتوقف خلال شهر رمضان، لتعود بعدها الدار والمقهى الاحتفاء بالمثقفين والكتاب وإصداراتهم الجديدة.