أصدرت هيئة الشئون الدينية التركية فتوى أثارت الجدل كثيرا، كما أثارت غضب العلماء خاصة في هذا التوقيت ومع حلول الشهر الكريم ،حيث أفتت الهيئة بجواز استخدام الصائم ” اللاصق الطبي”خلال نهار رمضان ، وهذا اللاصق عبارة عن ملصقات طبية تعمل علي تقليل الشهية وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق .
رمضان على الأبواب…
وجاءت هذه الفتوى ردا على بعض التساؤلات عبر الهاتف تم توجيهها إلى أحد البرامج التي تقدمها الهيئة على شاشات التلفزيون التركي حول استخدام اللاصق الطبي الذي يستخدم عادة في برامج الحمية والتخسيس أثناء الصيام، وهل ينطوي استخدامه في نهار رمضان على مخالفة شرعية تنافي المقصود من الصيام خلال هذا الشهر الكريم.
وحول هذه الفتوى برر محمد باريس عضو الهيئة ، ومفتي إقليم أدانا جنوب تركيا- فتواه بقوله: “إذا كان الصيام يساعد في الحفاظ على الجسم ورشاقته عبر تنظيم عملية التغذية، فإن هذا المنتج (اللاصق الطبي) يؤدي نفس الغرض من خلال تقليل إحساس الصائم بالجوع، وعليه فإن استخدامه مباح، وليس مكروها أو محرما”.
كما اتفق معه قال كريم يافز أحد علماء الدين بتركيا “لا يمكن اعتبار هذه الوسائل الطبية التي تفرز مادة فاقدة للشهية تدخل الجسد عبر الجلد مفسدة للصيام، لأن أثرها لا يعدو أن يكون شبيها بدهان الجلد، أو تغطيته بمرهم ما، بالإضافة إلى أنه لا يعد غذاء، يتم تناوله عن طريق الفم”.
وردا علي هذه الفتوى قال الدكتور يوسف القرضاوي :”إذا كان المراد من هذه اللاصق الطبي تقليل الشعور بالجوع خلال الصيام، فإن استخدامه مكروه، لكنه لا يبطل الصوم”. وأوضح قائلا “استعمال اللاصق يقلل من الحكم التي أرادها الشارع من الصوم”، مشيرا إلى أنه من الحكم الأساسية في الصوم هي تحمل المشقة، والشعور بمعاناة الفقراء.
رفض علماء سعوديين هذه الفتوى لأنها تنافي أحد الأهداف من الصيام وهو الشعور بما يعانيه الفقراء والمساكين من جوع
ويرى الدكتور القرضاوي أن “استخدام اللاصق الطبي يقلل من الأجر”، كما انه من المكروه استخدام الصائم خلال نهار شهر رمضان “لاصقا طبيا” يفقده الشهية للتقليل من شعوره بالجوع والمشقة طوال الشهر الكريم. ويتحكم اللاصق الطبي في الشهية، ويقوي العضلات، ويقلل المياه التي يفقدها الجسم، كما يقلل التعب والإرهاق، وذلك من خلال إفراز مادة تدخل إلى الجسم عبر الجلد.
كما رفضوا علماء سعوديين هذه الفتوى على اعتبار أنها تنافي أحد الأهداف من الصيام، وهو الشعور بما يعانيه الفقراء والمساكين من جوع وفقر.وكان أبرز العلماء السعوديين الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري الأستاذ السابق في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والذي شكك في صحة الفتوى التركية.
ليقول: ” إذا كانت هذه الوسائل الطبية تمد الجسد بالغذاء فإنها تكون محرمة على الصائم ، فالهدف من الصيام هو أن يشد من عزم المسلم ويدربه على مواجهة صعوبات الحياة ومشقاتها، كما يساعده في كبح رغباته وضبط نفسه والتحلي بالصبر”. وذلك بحسب صحيفة “سعودي جازيت” .وكما قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في حديث قدسي عن رب العزة انه قال” كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به “.