صالح صلاح شبانة
مثل يضرب في الذي تربيه لكي يكون عونا لك ، فيأتيك الشر من قبله ، وأصله : أن رجلا من مدينة الخليل كان يقيم في الكرك هو وأصدقاء له …. وبالمناسبة هناك ارتباط وثيق بين الكرك والخليل ومودة خاصة بين أهل هاتين المحافظتين ، وكانوا كل مرة يتشاركون في ذبيحة ، يشترونها معا ، ويذبحونها ويقسمونها بالتساوي ويطبخون اللحم في قدر واحد ، ويأخذ كل منهم حصته ، ويثردون في المرق خبزا يأكلونه معا ، ويحتفظ كل منهم بحصته من اللحم يأكلها على أيام …..!!
وكان الذي طبخ اللحم في منزله قد أبقى حصته تحت وعاء علاه السخام ، فجاءت بسة هذا الخليلي وعالجت الوعاء إلى أن كشفته ، وأكلت ما تحته من اللحم ، فلما نهض صباحا رأى بسته قد تلون وجهها بالسخام ، فأسرع إلى الوعاء فوجد اللحم قد أُكِل ، فخاطب البسة قائلا :
( ليش تتسخمي إنتِ ؟ ما أتسخم أنا اللي دفعت المصاري وما دؤتش اللحمه ) و(ما دؤتش ) أي لم أذق باللهجة الخليلية ، فذهب قوله مثلا للذي يهيء الخير لنفسه و يستأثر به غيره !!!
ونقول أن أهل الخليل هم مادة للنكتة والطرفة في فلسطين ، وعندما كنت أعمل في اذاعة صوت الحب والسلام في رام الله كان لي برنامج أسبوعي عنوانه (نفحات من التراث) وقد أستضفت ذات مرة الدكتور شريف كناعنة أستاذ علم الأجتماع في جامعة بير زيت ، عندما أصدر مصنفا بعنوان ( النكتة الفلسطينية ) دراسة وتحليل ، وسألته : لماذا النكتة الخليلية ؟؟ فأجاب : عندما بدأت مدينة القدس تتعرض لخطر التهويد إستشف الحاج أمين الحسيني رحمه الله الخطرالذي يتربص بالمدينة المقدسة ، فدعا العرب للقدوم إليها والأستيطان بها للمحافظة على عروبتها ، فلبوا النداء وخصوصا أهل الخليل ، ويعرف عن أهل الخليل مهارتهم بالتجارة ، فتفوق أهل الخليل على أهل القدس بالتجارة ، فصار المقادسة يطلقون النكات والطرائف على الخلايلة ، ومن هنا بدأت النكتة الخليلية ، وهي مما تبين غيرة وحسدا من أهل الخليل ، لا سذاجة وغباء كما يعتقد البعض .
وهذه الطرفة بعيدا عن الخلايلة والمقادسة ، هي هم سياسي مؤرق ، وأكثر ما يؤرق فيها الواقع العراقي الأليم فيما يحدث على الساحة العراقية التي تسيطر عليها أمريكا بالواجهة ، فأخذت ما يعنيها ( النفط والحضارة وخصوصا وثائق السبي البابلي لليهود ، وأمن إسرائيل وطرد العروبة من العراق وقلع جذورها) وتركت لإيران أعادة الأمجاد الصفوية والسيطرة الروحية والسياسة التامة بواسطة ملالي إيرانيو القلب والهوى ، وملالي إيرانيو الدم والجنس ، ونقول بكل صراحة وصدق أن العراق العربي إن لم يكن قد مات فعلا فهو يحتضر ، وإن مأساة العراق أنه ربّى وتعهد أولئك مثلما ربّى الخليلي البسة أو البزونة باللهجة العراقية ، لتكون له عونا باصطياد الفئران والزواحف الأخرى من الصراصير الى الحيايا والعقارب ، فإذا بها تأكل قوته وتتركه يتضور جوعا …..!!
ألا نرى الموت والطاعون والدم في كل بيت عراقي ، والأيرانيون ينعمون بالسيادة وتدمير أهل السنة والجماعة واستئصال شأفتهم ، والعراقيون ضحايا يدفعون عمرهم وحياتهم حتى تكتمل عليهم دائرة الموت ، فالرحمة والسلوان للعراق الذي يموت بأيدي أبناءه ، والرحمة والخلود لبطل الأمة العربية الخالد ، لصدام حسين الذي صان العراق وكرامة العرب لخمسة وثلاثين عاما ، وعندم كبا سقطت العروبة !!!!
ويييييييييييييييييييييييييييينك يااااااااااااااا عرووووووووووووووووبة بعد صدام ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
بقلم: الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة