منير مزيد / رومانيا
أماه..
صباح الخير
بداية دعيني أُقبّلُ قدميك الطاهرتين
ليغفر الله كل ذنوبي..
أماه..
لا تحزني
سأكتب إليك مثل طفل
ما زال يتهجئ الكلمات
ويبكي فزعاً حين تغيب عيناك
هكذا كنت وما زلت.. ..
كنت تخافين علي من الغرباء
لا تقلقي
تهللي وقري عينا..
بوخارست ، أماه
لا تنام قبل أن تطلق كل عصافيرها
لتغني لي
لتأتيني بلالئ الحكايا
وتهدهد أحلامي..
حين أستيقظ
تغسلني بالندى وعطر الياسمين
تعد فطوري
هي تعلم أنني فلسطيني
تعلم ما اشتهي
من الزيتون و الزعتر
من اللوز و العناب
وتجهز حقيبتي المدرسية
تَمْلأُها الفراشات الذهبية
والآن أسائلك : من هم الغرباء ..؟!
آه أماه ، ما أقسى بني الأعراب..
ما أقسى بني الأعراب…!
أنهم بلا منازع
اسفل، اسفل أمة أخرجت للناس..!
حين يتكلمون
يتقيأون سفالة وقذارة
عهرا ونفاقا..!
واقذرعاهرة في الوجود
تخجل من عهرهم
رأيتهم مثل ذئاب تعاني الجرب
تود افتراس خراف أحلامي البريئة…!
أماه
قرأت كل كتب الحكايا
والأساطير
وجدت ربة عمون
تمارس البغاء مع كل شيطان رجيم…!
أماه
بالقلم وآيات الشعر …!
كل شيء سينتهي قريبا
تحت حوافر خيولي
المتلهفة للحرب والإنتصار …!
وسألقي بهم جميعًا
إلى أقذر مزبلة في التاريخ …
أنا منير مزيد
أَنا القلمُ والسيفُ
الحرف و الكلمة
عاشق الجمال
عدو الظلام
ما ولـدت .. إلا لـ لحرب والشعر
بفخرِ أمتطي خيول السماء البرية
تحيطني النجوم بالبهجةِ المطلقةِ
الشمس بضوئِها المجيدِ
و القمر بأشعته الفضية
حين أَغنّي
تقرع كُلّ أجراس الحبِّ
تَرْقصُ العصافيرُ
والفراشات
في النشوة الإلهية
ويسكر العالم
ليتحول إلى قصيدة شعر…
أماه ، أن مت ، لا تبكي
أنثري قصائدي في السماء
لتضيئ عتمة الوجود
و شهبا تحرق رؤوسهم
ولا تسمحي لبني الأعراب بدفني
حتما
سيحاولون أكل جثتي..
ولا تسمحي لهم بالنظر إلي
لا أريد لنظراتهم
أن تتبعني إلى الضريح
حتى لا تفارقني الملائكة
العصافير والفراشات ….