بعد هدأت العاصفة ، وانفضت بيوت العزاء التي نصبها الرياضيون العرب ، وجفت الدموع، وانتهى حفل البكاء والشقاء ، وواسى الرجال انفسهم في غياب النساء الا فيما ندر، ودبجت مقالات النعي في صحف العرب، وفضائياتهم حتى الراقصة منها، واسدل الستار نهائيا على اولمبياد بكين، يمكننا ان نتوقف ولو قليلا، امام هذه المأساة والهزيمة المذلة المدوية التي سجلتها امة العرب في بكين.
واعترف انني لم يكن لدي أي اهتمام على الاطلاق بالرياضة، ولم اشاهد مباراة لكرة القدم او غيرها على التلفزيون في حياتي، ولم اذهب الى ملعب ايا كان نوعه ولا لمرة واحدة ، حتى وان كان فارغا، ولم اشاهد حتى حفل افتتاح الاولمبياد ، ولكني سمعت عنه وعن حفل الختام وقيل انهما كانا باهرين وان الصين ابدعت من كافة النواحي.
وكان يمكن ان يمر اولمبياد بكين دون ان اشعر به وكانه لم يحدث كغيره من (الاولمبيادات) السابقة، لولا انني وخلال عملي المعتاد في الوكالة، وجدت نفسي بالصدفة امام ارقام اذهلتني ، تقول ان العرب كلهم بدولهم ال 23 وبكل شعوبهم التي يصل عددهم الى 300 مليون نسمة، لم يحصلوا سوى على ثمانية ميداليات من بين 823 ميدالية وزعت على الرياضيين الفائزين في اولمبياد بكين.
يعني اقل من 1 بالمائة، كانت نتيجة ابطال الرياضة العرب، لاحظوا وشددوا على كلمة ابطال.
فسرت في الجسد رعشة، سرعان ما تحولت الى حمى، ليس حزنا على ابطالنا (مجازا) الرياضيون، بل لان هذه النتائج ليست نتائج رياضية، بل انها نتائج سياسية، وثقافية، وفكرية، واقتصادية، وتجارية، وتربوية، وتعليمية، وصحية، وغذائية، وزراعية، وعمرانية، أي باختصار انها نتيجة حضارية، تعكس بشكل مقرون بالقسوة الواقع الحضاري لهذه الامة، التي لم يعد ينطبق عليها قول الله عز وجل ” خير امة اخرجت للناس” منذ زمن بعيد يمتد لالف عام او يزيد، بل اكثر الامم تخلفا وجهلا، وضعفا وتفككا، واكثرها بعدا عن الحضارة والتحضر، وكانها ما زالت ترعى الابل في الصحاري ، ديدنها الغزو، وسبي النساء واسترقاق الغلمان.
هذا ما رايته وهذا ما تبادر الى ذهني وانا اقرا نتائج اولمبياد بكين.
ولكن بعد ان ذهبت اثار الصدمة تساءلت وهل كان متوقعا ان تكون نتائج العرب افضل مما جائت عليه ، وتابعت السؤال بسؤال، ولماذا يمكن ان تكون افضل وعلى أي اساس؟، اليست هناك قاعدة فلسفية تقول “ان درجة التخلف لا يمكن الا ان تكون شاملة، و درجة التحضر لا يمكن الا ان تكون شاملة”.
فالولايات المتحدة فازت ب 110 ميداليات، لانها تتربع على عرش الحضارة في العصر الراهن، وتلتها الصين بعدد 100 ميدالية، لانها تمكنت من كنس بضائع ومنتجات الولايات المتحدة واليابان وكل دول اوربا عن الارفف حتى في اصغر قرية بدائية في اقصى اصقاع الارض، كما ان روسيا ولانها وريثة امبراطورية كانت احد قطبين يهيمنان على العالم، وتمكن الرئيس بوتين بحنكة ودهاء وعزيمة لم تلن من تجاوزكل الاثار التي ترتبت على تفتت الاتحاد السوفييتي فحازت بلاده على 72 ميدالية لتحتل المركز الثالث.
وجاءت بريطانيا في المركز الرابع بعدد 47 ميدالية وفرنسا على 40 ميدالية، وبذلك تتكون الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن تصدروا كما هم دائما دول العالم، ولكن المانيا الموحدة السائرة بقوة لتحتل مركزها بين الدول الكبرى تفوقت على فرنسا وحصلت على 41 ميدالة وهي منذ سنوات تشغل مقعد مراقب في مجلس الامن، لكن المفاجاة كانت استراليا التي حصلت على 46 ميدالية متفوقة على المانيا وفرنسا، ويبدو انها تنافس بقوة على مقعد في مجلس الامن الذي يجري البحث لتوسيع عضويته خلال فترة قادمة.
وهذا يؤكد تماما صحة القاعدة السابق ذكرها ” التخلف شامل والتحضر شامل”، فها هي الدول الصناعية الكبرى ، كما هي سيدة العالم في السياسة والاقتصاد والتجارة والابداع والاختراع والثقافة والمسرح والسينما والفنون بانواعها والعلوم بانواعها ، والهندسة والعمران، والتربية والتعليم ، والازياء والملبس والماكل والمشرب، وكل نواحي ومجالات الحياة ها هي تتفوق في الرياضة ايضا بانسجام تام مع الرقي والتحضر في مختلف المجالات الاخرى.
وها هي امريكا تحصل في دورة واحدة من الاولمبياد على عدد من الميداليات اكثر مما حصلت علية امة وشعوب ودول العرب في تاريخ الدورات الاولمبية منذ عام 1928،حتى الان، حيث بلغ مجموع ما حصلت عليه الدول العربية في تاريخها 83 ميدالية فقط.
اذن لماذا
الغضب ولماذا التوتر ولماذا نصبت السرادق وذرف الرجال الدموع امام شاشات التلفزة، (كما قيل لي ولم اشاهد).
وللامانة كان يمكن ان احتفظ بكل ما احدثته تلك الارقام من صدى في نفسي، رغم الابعاد والدلالات الشاملة لها، لكن حدثا اخر فجر الاهتمام بها من جديد ، هذا الحدث اوردته نشرات الاخبار يقول بان الرئيس حسني مبارك امر بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على الفشل المدوي الذي حققه الرياضيون المصريون في بكين، وكذلك جاء بالاخبار ان فعاليات عديدة في المغرب طالبت باقالة وزيرة الرياضة، كرد فعل على اخفاق الرياضة المغربية من تحقيق نتاج مرضية، واعتقد ان مبادرة الرئيس المصري ستدفع معظم الحكومات لتشكيل لجان تحقيق، وايضا ردة الفعل المغربية، سيقلدها الكثير من شعوب العرب.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا يتم تشكيل لجان تحقيق ، ولماذا يقال وزراء الرياضة؟
فالاسباب معروفة تماما لكل من له عقل، وانعم الله عليه بالبصيرة، وهي موجودة وظاهرة ومتفشية في كل زاوية من زوايا ديار العرب والمسلمين، (بالمناسبة تركيا وحدها من بين دول الاسلام من حصلت على ميداليات).
فاذا اراد الرئيس او الملك او الامير او السلطان او الامبر اطور في بلاد العرب ان يعرف لماذا عاد ابطال الرياضة في بلده صفر اليدين من بكين، فلينزل الى الشارع في أي ساعة من ساعات الليل او النهار، وليشاهد بام عينه صور التخلف والفوضى والجهل والتسيب، وبامكانه ان يقتحم فجاة بعض منازل وشقق وعشش السكن التي يحيا بها شعبه ، ليرى الفوضى والقذارة، والاوساخ ، وكيف تاكل الاسرة وكيف تنام وكيف تغسل السيدة العربية ملابس زوجها واولادها، وكيف تنشر غسيلها، وما هو لون الستارة على النوافذ وكم هي غير متناسبة مع لون المقاعد والاثاث، وبامكان القادة الذين نحبهم ونجلهم ونقدرهم ان يمروا بطريقهم على المدارس، ويتاملوا مشهد الطلاب ، لباسهم، شعورهم، كتبهم، اللغة التي يتخاطبون بها، الاهتمامات التي تشغلهم، وكم عدد الذين يقفون خلف الاسوار خارج المدرسة، وكم منهم يدخنون السجائر ، وليكلف انفسهم قادتنا ويفتحوا كتاب أي طالب او طالبة يصادفونها في الطريق، ويتاملوا شكله وكمية القذارة، والاهمال والصفحات الممزقة، وكم كتابا بدون غلاف، عدا عن الرسومات والصور، وبعضها مخلا بالحياء.
وحال الجامعات اكثر سوءا وبشاعة من المدارس، ويا حبذا لو قابل قادتنا المدرسين والمدرسات الذين يفترض انهم مربوا الاجيال بالمدارس والجامعات، ويستمعوا اليهم (لكن بشرط عليهم اعطائهم الامان) حتى تسمعوا حجم المرارة والمعاناة والالم الذي يعانون منه هؤلاء مربوا الاجيال وصانعي رجال المستقبل. وانصح سادتي بعدم خوض نقاش مع أي دكتور او بروفيسور بالجامعة لانكم ستحرجونهم جدا ، فمعظمهم يا سادة لا يعرفوا شيئا في هذه الدنيا سوى ما قرأوه في الكتب وهم على مقاعد الدراسة.
وانصح القادة بعدم القيام بجولة في باحات وساحات وكافتيريا الجامعات لانهم ربما يطالبوا بانزال القوات الخاصة لمكافحة الفساد الاخلاقي وامتهان الكرامات وسفالة وانحطاط بعض السلوكيات.
ولا باس فبعد هذه الجولة ليدخل القائد الزعيم الى أي مطعم في طريقه لتناول طعام الغداء، وانصحه الا يدخل الى المطبخ، لانه سيصوم شهرا،بعد ان رشى اصحاب المطاعم موظفي الرقابة الصحية في الهيئات الحكومية، وليشاهد الرئيس بنفسه نوعية الخدمة حتى في مطاعم الخمسة نجوم، وليدقق النظر في الزبائن ويشاهد بام عينه كيف ياكلون، وبماذا يمسحون ايديهم، وكم منهم يستخدم الشوكة والسكين، وكم منهم لا يتوانى عن العطاس او تفريغ انفه على مسمع ومرآى الاخرين، وكيف يقف العمال يسدون الطريق عليك عند الانتهاء من تناول الطعام، ولا يتحركوا حتتى ياخذوا (بخشيش).
وبما انه ما زال الوقت مبكرا فنرجوك سيادة الزعيم ان تذهب الى أي مؤسسة حكومية في طريقك، واراهنك انك لن تجد 20 بالمائة من عدد موظفي المؤسسة في مكان عملهم، وبما انك متنكر بملابس مواطن عادي فحاول ان تطلب أي خدمة (في اطار المعاملات القانونية) اتحدى ان يقبلها منك الموظف عاديا كان او مدير، فطالما ان صلاة الظهر قد انتهت فان الجواب الفوري والاكيد هو “تعال بكره”. لكن بكره هذه ستتحول الى حالا وفورا اذا المحت بانك مستعد لدفع رشوة.
سيادة الرئيس لا باس طالما انك مهتم بمعرفة اسباب الهزيمة الرياضية، بان تخطف نفسك الى أي مصنع من مصانع البلد ويا ليت تختار اكبرها واشهرها، في القطاع الخاص، فلا شك ان سيادتك تعرف حالة البؤس والتردي والتخلف التي تعشعش القطاع العام، ولا تشعر بالدهشة عندما تجد ان المصنع الخاص ليس بافضل حال كثيرا عن مثيله بالقطاع العام، بل يمكن ان يكون اكثر سوءا بسبب والتلاعب بكونات ال
منتج.
وطالما انك سيادة الرئيس لن تقم بزيارة المصانع فما رايك لو قمت بجولة في احد الحدائق العامة، لترى بنفسك مستوى ثقافة الناس وسلوكياتهم الهمجية، فالقمامة في كل مكان، والصراخ يصم الاذان، والاطفال سوف يصطدموا بك من ذات اليمين وذات الشمال ، وسوف يلوثوا ملابسك بالاطعمة والايسكريم، وبعض الشباب او حتى الشابات ممكن ان يصدمك ويقول لك “شو بيك مش شايف والا اعمى) ، واذا صدمتك شابة او سيدة وهذا متوقع جدا فقد تجد نفسك بورطة، فسامحهم سيادة الرئيس فهم لا يعرفونك، فهذا سلوك معتاد، ثم اود ان اقدم لك نصيحة، لا تضحك بوجه شابة حتى لو ضحكت بوجهك، ففي ذلك خطر كبير، فالكثير ممن يتواجدن في الحدائق وممراتها والطرق المحيطة بها هن صيادات، محترفات صيد، فانتبه جيدا. ولا تستاء سيدي وانت تشاهد طرق ووسائل التتحرش الجنسي.
ولما كانت امامك صيدلية فارجوك ان تدخلها واطلب شراء دواء ممنوعا، او دواء مهربا، وبرر ذلك بانك لا تفضل الصناعة المحلية، ولا باس سيدي لو دفعت مبلغا مضاعفا عدة مرات فذلك لن يكون الا مرة واحدة.
ويا حبذا لو ذهبت سيدي الى مستشفى خاص ، لتقابل اطباء يفترض ان مهنتهم اكثر المهن انسانية، ويا حبذا لو اخترت مستشفى اسلاميا، (سنيا او شيعيا) لا فرق، لترى سيدي كيف ان الطبيب لا يقوم باي عمل جدي، وتكتشف ان كل همه ان يدفعك لانفاق اكبر كمية من الفلوس، وارجوك الا تزور مستشفى حكوميا، لان قلبك سيتقطع حزنا، وراسك سيصاب بالصداع الشديد من الروائح والاوساخ والقاذورات، والافضل الا تشاهد الاطباء هناك لانك لن تستطيع ان تميز بينهم وبين الباعة في سوق الخضار.
ولا تدخل الى أي دكان في السوق لانك ستكون سببا في دفع البائع لارتكاب الاثم، فانه سوف يقسم باغلظ الايمان ان السعر مثلا 20 دولارا، وان هذا سعر التكلفة، ثم وبعد مساومته يمكن ان يبيع بخمسة او سبعة دولارات، فالكذب والغش والخداع سيدي في الاسواق لا يمكن احتماله، واصبح سلوكا معتادا بالرغم من ايات القران الكريم التي اكدت على اخلاق التاجر.
ولا تحدث نفسك سيدي بزيارة المكاتب الصغيرة وما اكثرها ، لانك في الحقيقة لن تجد فيها أي نوع من العمل والنشاط، وغالبا ستقابل مدير وسكرتيرة، واحيانا يمكن تجد بعض صديقات السكرتيرة وبعض اصدقاء المدير، فلا داعي لزيارتها وهي اكثر من الهم على القلب، ومعظمها عبارة عن مقاهي في الادوار العليا.
واتمنى عليك وارجوك واستسمحك عذرا سيدي، ان تقبل دعوتي الى سهرة في المساء في واحد من اشهر وافخم المطاعم والنوادي الليلية، فما ستراه هناك يشيب له الولدان سيدي، البعض يرمي على الراقصة مئات الدولارات ليفوز بها اخر السهرة، والعمال يغشونك بكل شيء، والحضور سيدي من علية القوم، وفيهم من يفترض انك تأتمنهم على الناس، ومصالح الوطن.
وبما انك قررت سيادة الرئيس ان تقف على الاسباب الحقيقية للهزيمة وكي تكتمل الصورة فيا حبذا لو قمت بزيارة الى الريف، انا اعرف ان لديك معلومات كافية عن الاحوال المعيشية البائسة للسكان هناك، ولكن ادعوك لزيارة الريف لترى درجة الكسل، والاهمال، ونقص الخبرة، والتلقائية، والبدائية في مهنة الزراعة.
اخيرا سيدي الرئيس وانت الملك والامير والسلطان وكل ما شئت من الالقاب، ادعوك لتامل وجوه الناس في الطرقات ولاحظ ان من الصعب جدا ان تشاهد احدا يبتسم ، وراقب الازياء، ولا باس لو دققت النظر باللباس الاسلامي، واستمع باذنك سيدى الى العبارات الجارحة وغير الجارحة التي يقذفها الشباب على اسماع الفتيات في الشارع، وعلى الارصفة، والاسواق، ان التحرش الجنسي سيدي في كل مكان.
سيدي الرئيس لا يوجد ما يدعو لزيارة مسجد او جامع ، فلن تسمع هناك شيئا جديدا، فالخطاب الذي قد تسمعه هو نفسه منذ 1300 سنة، فالائمة والخطباء ممنوع عليهم الاطلاع على المنجزات الفكرية للبشرية، ويحرمون معظم الكتب والدراسات والابحاث باستثناء الكتب الدينية، حتى لو كانت لمدع مغمور، يبيع الوهم والخديعة عن ابليس والشيطان وعذاب القبر وفضل اطلاق اللحية ونتف الشارب، لكن سيدي انتبه ، فمعظم هؤلاء ينتمون لاحزاب الاسلام السياسي، ولديهم عيون كثيرة، فربما تتعرض للاغتيال على يد احدهم، فمعظمهم يعتبرون الحكام خونة وكفرة يجب قتلهم والقضاء عليهم، لاقامة دولة الخلافة المزعومة، ولو سالت مستشاريك لوجدت ان الثقافة التي يشيعها هؤلاء تقف سببا رئيسيا في تخلف الرياضة، فربما نمى الى علمك سيدي ان الكثير من تجار الدين هؤلاء يحرمون الرياضة وهناك فتاو لكثير من كبرائهم تحرم الكثير من الانشطة الرياضية للشباب، وتحرم بالقطع ممارسة الاناث للرياضة، علما سيدي ان فتيات الدول المتحضرة حازت على ميداليات لبلادها اكثر مما حصل عليها الشباب.
سادتي الكبار الكبار ان اقالة وزيرة او وزير الرياضة لا يصلح حال الرياضة، لان المشكلة ليست في الوزير او الوزارة ، ان المشكلة “بالسيتسم” باكمله، فحتى لو كان وزير الرياضة اكثر الناس اخلاصا وخبرة في هذا العالم فلن يستطيع ان يتقدم بالرياضة خطوة واحدة، الا اذا كان هناك تضافرا كاملا لجهود جميع الوزراء والمؤسسات والهيئات، أي حتى يطور وزير الرياضة قطاع الرياضة، فيجب ان يكون جزءا من خطة شاملة للحكومة تتضمن تطوير الاقتصاد والتعليم والثقافة والامن والزراعة الى اخره.
وهذا ايضا وحده لا يكفي، فيجب ان يتعلم الناس كيف يعتنوا بصحتهم، وكيف يرتبوا منازلهم، وكيف يتعاملوا مع الطريق العام، وكيف يختاروا ملابسهم، وكيف يتحاوروا ، ويقبلوا بالراي الاخر، ويحترمون وجهات نظر الاخرين، ولا يلقوا القمامة بالطرقات، ولا يتلفظوا بالفاظ سوقية، ولا يعتدوا على الاخرين.
ولتطوير الرياضة مطلوب سيادة الرئيس ان تطلب من الاجهزة الرسمية تقارير صحيحة اؤكد على كلمة صحيحة، لتتمكن من معرفة درجة التسيب والنفاق والخداع والوصولية والانتهازية والفساد والرشوة المتغلغلة في مؤسسات الدولة.
باختصار سيدي الرئيس حتى تطور الرياضة وتحصل بلاد العرب على ميداليات على الاقل مساو لتلك التي حصلت عليها كوريا الجنوبية، فانه مطلوب ثورة حقيقية تشمل كافة جوانب الحياة وقاعدتها الرئيسية برنامج طموح جدا للتنمية البشرية
ولخبراء السياسة وعلم الاجتماع والاقتصاد فيما يلي قائمة بتوزيع ميداليات اولمبياد بكين، امل ان يتوقف عندها الخبراء باهتمام شديد، ولا بد من لفت الانتباه ان بناء الدول وبناء الحضارة ، لا يتم من خلال شتم الحكومة والتطاول على راس الدولة، واصدار بيانات الشجب والنديد والاعتراضات، بل يكون بتقديم رؤى واقتراحات عملية تساعد على البناء والتقدم والازدهار.
توزيع الميداليات:
الولايات المتحدة الأمريكية تصدرت الدول من حيث مجموع الميداليات التي بلغت 110 لتأتي ثانياً الصين بمجموع مائة ميدالية روسيا فجاءت في المركز الثالث من حيث المجموع الذي بلغ 72.
بريطانيا (مجموع 47 ميدالية) ؛ أستراليا (46) ؛ ألمانيا (41) ؛ فرنسا (40) ؛ كوريا الجنوبية (31) ؛ إيطاليا (28) ؛ أوكرانيا (27) ؛ اليابان (25)؛ كوبا (24)؛ روسيا البيضاء (19)
إسبانيا (18) ؛ كندا (18) ؛ هولندا (16) ؛ البرازيل (15) ؛ كينيا (14) ؛ كازاخستان (13) ؛ جامايكا (11) ؛ بولندا (10) ؛ هنغاريا (10) ؛ النرويج (10) يوزلندا (9) ؛ رومانيا (8) ؛ تركيا (8 ؛ إثيوبيا (7) ؛ الدنمارك (7) ؛ أذربيجان (7) ؛ الشيك (6) السلوفاك (6) ؛ جورجيا (6) ؛ كوريا الشمالية (6(..
أما الدول العربية مجتمعة فقد انتزعت 8 ميداليات: الجزائر (2) فضية وبرونزية؛ المغرب (2) فضية وبرونزية؛ البحرين ذهبية وحيدة؛ تونس ذهبية وحيدة؛ السودان فضية وحيدة؛ مصر برونزية وحيدة.
ابراهيم علاء الدين