بدأت الفصائل الفلسطينية حوارا منقوصا فى القاهرة فى ظل استثناء حماس من الحضور ما جعل مراقبين لا يتوقعون أن تتمخض هذه الجولة عن انفراجة فى حالة الصدام الوطنى خاصة فى ظل تمسك فتح وحماس بمواقفهما. يأتى هذا الحوار المتعثر متزامنا مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.
وقد استبقت إسرائيل هذه الزيارة بإطلاق سراح 198 أسيرا من سجونها فى محاولة لإعطاء معنى ما لجهود التفاوض مع الفلسطينيين ولـ”تقوية” محمود عباس فى مواجهة حماس.
وقال مسؤولون قريبون من المحادثات الجارية فى القاهرة إن الخلافات الحادة بين مصر وحماس بشأن قضيتين رئيسيتين ستجعل من الصعب على القاهرة التوسط فى اتفاق بين حماس التى تسيطر على قطاع غزة حاليا وحركة فتح التى يتزعمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وأضاف احد المسؤولين “مصر ليست راضية لأن حماس قد علقت المحادثات حول صفقة جلعاد شليط لتبادل الأسرى وحماس غاضبة لأن مصر ما زالت مترددة فى استضافة محادثات لإعادة فتح معبر رفح”.
ولا يوجد تقدم واضح فى الجهود التى تتوسط فيها مصر لترتيب مبادلة ولم تقم مصر بأى تحرك لاستضافة محادثات جديدة بشأن إعادة فتح معبر رفح.
وقالت حماس إن مصر لم تدع بعد قادتها الى جولة المصالحة الفلسطينية الجديدة التى انطلقت أمس بمحادثات بين حركة الجهاد الإسلامى ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان.
وذكر مسؤول من حماس “أنا لا أتوقع حدوث اختراق فى الجولة الحالية من المحادثات وأرى بأن الأمور لم تتضح بعد وخاصة لأن الأوضاع فى قطاع غزة والضفة الغربية لا تشير إلى أن الطرفين جاهزان للصلح”. وفيما تغيب حماس ولو إلى حين وتتمسك بشروطها وتغلق باب الوساطة أمام مصر، وفيما تستقوى فتح بالضغوط الخارجية على حماس وعلى مصر ذاتها بأن تتحدث فى نقاط دون غيرها، فإن القاهرة بدأت تبحث عن مدخل جديد لتحريك الحوار.
وقال مسؤول قريب من المحادثات إن مصر تريد أن تتحدث مع جماعات أخرى غير حماس وفتح أولا لأنها لا تريد أن تفشل وساطتها.
وصرح خضر حبيب القيادى البارز بحركة الجهاد الإسلامى لرويترز بان “مصر أرادت أن تستمع إلى رؤية الفصائل أولا تحضيرا لعقد حوار وطنى شامل ربما يتم بعد إجازة عيد الفطر” فى أكتوبر تشرين الأول.
وفى سياق متصل بالملف الفلسطينى وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الاثنين الى تل أبيب فى زيارة جديدة لإسرائيل والأراضى الفلسطينية المحتلة لمحاولة التوصل الى اتفاق سلام بين الجانبين قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش على الرغم من تعثر المفاوضات.
وهبطت طائرة رايس فى مطار بن غوريون فى تل أبيب وعلى الأثر توجهت الوزيرة الأمريكية الى القدس المحتلة حيث تلتقى كبير المفاوضين الفلسطينيين قبل العودة الى تل أبيب للقاء وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك.
وتلتقى رايس الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت ثم الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى رام الله بالضفة الغربية.
وهى الزيارة السابعة لرايس الى المنطقة منذ مؤتمر أنابوليس “الولايات المتحدة” الذى عقد فى تشرين الثاني/نوفمبر 2007 لإحياء مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، والثامنة عشرة خلال عامين.
وفى تصريحات للصحافيين فى الطائرة التى أقلتها أقرت رايس بأنه مازال أمام الفلسطينيين والإسرائيليين “عمل كبير” يقومون به إذا كانوا يرغبون حقا فى التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام.
من جهته، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إنه لن يكون هناك أى اتفاق سلام مع إسرائيل من دون تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين فى المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
وقال عباس، خلال حفل استقبال 198 أسيراً فلسطينياً فى مقر الرئاسة فى رام الله، بعدما أطل
قت إسرائيل سراحهم كبادرة حسن نية تجاهه ولإنجاح زيارة رايس: “رغم الفرحة التى تغمر قلوبنا للإفراج عن هذه الكوكبة، إلا أنه تبقى فى قلوبنا غصة لأن أحد عشر ألف أسير لا زالوا ينتظرون”، مؤكداً أنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون أن تحل كافة القضايا دفعةً واحدة، وعلى رأسها الأسرى والقدس واللاجئون.
قت إسرائيل سراحهم كبادرة حسن نية تجاهه ولإنجاح زيارة رايس: “رغم الفرحة التى تغمر قلوبنا للإفراج عن هذه الكوكبة، إلا أنه تبقى فى قلوبنا غصة لأن أحد عشر ألف أسير لا زالوا ينتظرون”، مؤكداً أنه لن يكون هناك اتفاق سلام دون أن تحل كافة القضايا دفعةً واحدة، وعلى رأسها الأسرى والقدس واللاجئون.
ويقول مراقبون إن ملف الحوار الداخلى الفلسطينى يتعثر لأن ثمة تدخلات خارجية تريد له أن يحقق أهدافا خاصة بها، لكن فشل هذا الحوار يعنى آليا فشل المفاوضات على المستوى الآخر، أى بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل.
ويضيف هؤلاء أن جهود مصر ستظل تراوح مكانها ما لم يحدد الشركاء الفلسطينيون هدفا مشتركا، وما لم تأت القاهرة إليه بقلب مفتوح، بمعنى ألا تحمل معها أجندات خارجية.