وصف مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، كاظم جلالي، البيان الأخير الذي أصدره الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية بشأن الخطوات الإيرانية في الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات بأنه “خطاب تصعيدي متأثر بتوجهات القوى الكبرى و سياساتها الشيطانية.”
و قال جلالي السبت، إن السياسة الشيطانية للقوى الكبرى “تهدف إلى إثارة الشقاق و الخلاف في العالم الإسلامي وحرف الرأي العام عن القضايا الرئيسية،” ووضع إثارة قضية الجزر في إطار “إضعاف إيران” وذلك بعدما شبّه العطية الوجود الإيراني في الجزر بـ”الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.”
وأعرب جلالي عن “أسفه للطابع السياسي لطرح قضيه الجزر الإيرانية الثلاث” على حد تعبيره، وأكد بأن هناك “وثائق دولية و تاريخية كثيرة تؤكد سيادة إيران على الجزر الثلاث،” واعتبر أن القضية “باتت ألعوبة بأيدي القوى الكبرى لإثارة الخلافات بين الدول الإسلامية في المنطقة وبالتالي إضعاف إيران .
ورأى المسؤول الإيراني أن استخدام بعض الدول لبيانات وعبارات تصعيدية في هذا الصدد، “يأتي تحت تأثير الأجواء التي تخلقها الدول الكبرى على الساحة العالمية،” وقال إن طهران: “أعلنت دوما استعدادها لإزالة أي غموض و سوء فهم بشان الجزر، غير أنه أكد أن بلاده لن تسمح “باختراق حدودها الوطنية.”
واعتبر جلالي الدعوة التي طرحها البيان لإيران بقبول مبدأ التحكيم الدولي في قضيه الجزر “تدخل سافر في شؤون إيران الداخلية،” وقال إن سيادة بلاده عليها “أمر واضح دون محكمه لاهاي.”
وعاد المسؤول الإيراني و”جدد” موقف إيران بشأن العلاقات مع الإمارات، وأكد بأن طهران “ترى دوما بأن الإمارات بلد صديق و شقيق،” مبدياً استعداد طهران “لإجراء حوار ثنائي لإزالة الغموض في هذه القضية التي رأى بأنها خرجت من إطارها القانوني والفني لتصبح سياسية،” وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
وكان العطية قد أصدر قبل أسبوع بياناً استنكر فيه قيام إيران بافتتاح مكتبين إداريين في جزيرة أبو موسى، إحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها بين الإمارات وإيران، والتي تضم أيضاً طنب الصغرى وطنب الكبرى، معتبراً أن الخطوة “انتهاك صارخ وعمل غير مشروع على جزء لا يتجزأ من إقليم دولة الإمارات.”
وفي وقت لاحق،كان للعطية حديث تلفزيوني، قال فيه إن “مبدأ الاحتلال الذي تقوم به إيران للجزر الإماراتية الثلاث هو مبدأ مرفوض، ولا يجوز في الحقيقة أن تحتل دول أراضي الغير كما هو معروف في حالة النزاع القائم بين الجانب العربي والإسرائيلي.”
وكانت إيران قد أعلنت مطلع أغسطس/آب الجاري عن افتتاحها لمكتبين إداريين في جزيرة أبوموسى، والمتنازع عليها بين طهران وإمارة الشارقة منذ عام 1971.