المتتبع لما يجري في الجزائر بعد بتر جزء من النشيد الوطني قبيل زيارة الرئيس الفرنسي، الذي يُمثل الإرادة الشعبية في فرنسا ،وماتلى العملية من شجب وتنديد واستنكارفي ذلك الوقت ، يدرك بأن الشجب أصبح ثقافة وتقرُّباً للسلطة حتى ولو كانت هي الفاعل الرئيسي ،وليس مبنيا على مبدإ أو يخضع لمقاييس الوطنية المتعارف عليها في كل الأوطان .لو سألنا الكثير من شباب الجزائر اليوم ،وطلبنا منهم معرفة صاحب النشيد الوطني قسما وأين وافته المنية؟؟؟، ولو قلنا لهم بأنه مات في المنفى بتونس وقبضت وردة “الجزائرية” الأثمان بعده وهي تغني أشعاره ” بلادي أحبك “التي كانت حُرقة في قلبه ،وعلّق بوتفليقة لوردة “الجزائرية”وسام الأثير لما صدقونا ،ولربما لاتهمونا بالتحامل وبالزندقة وخيانة الوطن وأننا نسعى لتشويه الحقائق وتحريف التاريخ ونشر الفتن ، لكن ،تزول الغرابة عندما نتعرف عن صاحب النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله كيف عومل وهو في قبره، بعدما درسنا عقودا بأن الشعب الجزائري هو شعب مسلم ،ونطرح السؤال اليوم الذي إفتتحنا به مقالنا على من بيدهم الأمر، بعد حملة التنصير التي تشهدها الجزائر وأصبحت حديث السياسيين والرياضيين على حد سواء ،وهي رسالة للرجال للمخلصين أيضا من أبناء الوطن الذين مازالت عروقهم تنبض ليفيقوا من سباتهم ويتصرفوا ، وأنه ليس من الأمانة أن يُخدش قبر العلامة وأن يساء إليه وهو الذي ناضل وفدى الوطن بوقته وماله ونفسه من أجل أن تعيش الجزائر في ركب الحضارة عزيزة مكرمة إسلامية عربية لابشعار عزة بوتفليقة. لقد بدأ يدب الحديث في الناس وفي الكثير من الموائد المستديرة خاصة في الغرب أن قولوا أيها الناس ،إن الشعب الجزائري ليس كلّه مسلم ،ولكن في غالبيته وهي سياسة مقصودة لنزع كلمة مسلم من النشيد . ومع أن السلطات تحاول إخفاء هذا الأمر إلا أن السيل بلغ الزبى وجمعيات التنصير تنشط على أعلى المستويات خاصة عندما تحُلّ الكوارث ، بل جمعيات أيضا يهودية بأسماء مستعارة وحتى حركات التشيع مع أن هذه الأخيرة تلتقي مع الشعب في المصطلح الإسلامي مع فاصل الإعتقاد ،ولم لا جمعيات بوذية وأخرى نباتية وجمعيات الشذوذ باسم الحرية والتخنث مستقبلا؟؟؟. إنها الحرية العرجاء التي تحتل البلدان باسم العدالة والتسامح المزعومين وتمنع الذود عن حمى الوطن باسم الإرهاب والقاعدة . لست أدري هل أخطأ إبن باديس عندما قال شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب وكان يهري بما لايدري؟؟؟ هذا ماسيجيبنا عنه التاريخ والنشئ الذي هو رجاؤنا. وهذه الكلمة أيضا وحدها كافية لتخرج الجرذان من جحورها فهي مفتاح للناظرين.