في واحدة من الندوات السياسية والدينية التي عقدت مؤخراً بالقاهرة أكد العلماء ورجال السياسة والفكر علي أن الأزهر الشريف يتعرض منذ ربع قرن أو يزيد لأكبر عملية اختراق مزدوج خصص لها قرابة ال36 مليار دولار لتخريب دوره الإسلامي ورسالته القومية، من قبل الولايات المتحدة والسعودية ، الأولى لخدمة مخططها في الهيمنة ومساعدة إسرائيل وتسهيل مهمة قبولها إسلامياً، أما الثانية (السعودية) فكان هدفها ولا يزال هو تعطيل الدور الحضاري للأزهر بإسلامه السمح المعتدل الذي يرفض الغلو والتطرف الوهابي، ذلك الفكر الذي يسهل ركوبه أمريكياً كما هو الحال في مملكة آل سعود اليوم، بالإضافة إلي الكراهية المتأصلة والمتوارثة في قلوب الأسرة السعودية ضد مصر شعباً ومؤسسات إسلامية والتي يأتي الأزهر في طليعتها.
* أكد المشاركون في الندوة أيضاً علي أن بعض علماء الأزهر الحاليين بدأوا يتأثروا بفكر الغلو الوهابي من خلال عملهم في الجامعات والهيئات السعودية التي أفسدت، من خلال البترودولار عقولهم وإسلامهم، فشرعوا يصدرون الفتاوى التي تكفر الآخر الإسلامي وبخاصة الشيعة في سابقة لم تحدث عبر تاريخ الأزهر الشريف منذ إنشاءه عام 358هـ علي أيدي الفاطميين، وفي مخالفة لمنهجه الإسلامي الوسطي ولتاريخ علمائه وشيوخه العظام الذين كانوا دعاة وقادة لتيار التقريب بين المذاهب بل وأنشأوا (دار التقريب) في عام 1948م بقيادة (الشيخ عبد المجيد سليم ـ الشيخ محمود شلتوت ـ الشيخ المراغي ـ الشيخ مصطفى عبد الرازق)، وكانت قمة دعوة التقريب هي الفتوى الأشهر للشيخ العلامة/ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر يوم 16 من شوال سنة 1379هـ الموافق 12/4/1960 التي أجاز فيها التعبد علي مذاهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية، اليوم ثمة (علماء سفهاء) كما أشارت الندوة يخالفون روح الأزهر التسامحية ويتبنون الفكر الوهابي التكفيري، والداعي لتكفير الشيعة كل ذلك خدمة لإسرائيل وأمريكا عبر مملكة آل سعود الوسيط التاريخي للاستعمار الغربي في بلادنا. وطالب العلماء والسياسيون بضرورة التصدي لهذه القوى التي تحاول اختراق الأزهر الشريف، لأن بقاء الأزهر حراً مستقلاً يعد ذلك صمام أمان لأمة الإسلام وحماية كبيرة لمقدساتها في الوقت الذي ضاعت فيه القدس بفعل الاحتلال الصهيوني، ومكة بفعل الاحتلال السعودي الأمريكي.
جاء ذلك في الندوة السياسية والإسلامية الهامة التي عقدت بالقاهرة مساء يوم السبت الموافق (23/8/2008) وشارك فيها علماء من الأزهر الشريف (فضيلة الشيخ الدكتور/ الغزالي عيد غزالي ـ الشيخ جواد رياض ـ الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر)، ومن السياسيين عبد العظيم المغربي الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب ـ د. رفاعي سليمان المفكر والكاتب السياسي ـ لواء د. علي الموصلي الخبير الاستراتيجي ـ أ. فاروق العشري أمين التثقيف بالحزب الناصري ـ د. عبد الكريم العلوجي المفكر والسياسي العراقي ـ د. عواطف أبو شادي أستاذ التاريخ الإسلامي ـ أ. ياسر أنور الباحث الإسلامي ورئيس منتدى الوعد الأدبي ـ د. فتحي حسين الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة ـ أ. محمد قاياتي الباحث بجامعة الأزهر ـ ولفيف من الإعلاميين والسياسيين والعديد من الصحف والفضائيات العربية التي حرصت علي تغطية فعاليات الندوة مثل [صحف: الدستور ـ الغد ـ المصري اليوم ـ الأحرار ـ الميدان ـ المسائية ـ الأهرام العربي]، وفضائيات [النيل للأخبار ـ الرافدين ـ المنار].
هذا وقد علمنا أن فاعليات وأبحاث الندوة ستنشر لاحقاً في كتاب واسع الانتشار يصدر من القاهرة.