استعصت الكلمات عن الخروج لتعبرعن ما نشاهده الان حول مجريات الاحداث في غزة المحاصرة والمأسورة بين براثن الظلم ومكالب العدوان.حتى اننا ما عدنا نتكلم عن غزة ..وهل من حديث جديدغير الدمار والقتل والبغضاء,وهمجية اعداء لا يرضيهم الا ان تغرق غزة في البحر او تدملها رمال الصحراء.
نفس الاعراض تعترينا ونحن نراقب من خلف شاشات التلفاز مناظر الموت واشلاء الشهداء ,هي نفس المشاعر واعراض الصمت التي اعترتنا ونحن نشاهد اجتياح مخيم جنيين وسقوط بغداد .وانتفاضة الاقصى ,وجسد الحسيني الشاب المجرور في شوارع القدس .وجنائز الشهداء حولها جماهير تزف الابناء الى مقابر الاعراس الابدية.
نغمض العيون فلا نجد في جنبات الذات ما يثيرنا اويحرك ذلك النزق المبتور من اعماق الوجد العربي او ما يثير نخوة او مروءة !!..كل شيء قد تجمد ..كل شيء قد انسلخ من الذاكرة ومن الوجدان.
اتذكرني اخي بغزة ؟؟اتذكرني بالضفة والقدس؟؟
واحسرتا عليك ايها المتامل المستبشر فينا !!
انتم هناك شهداء واشلاء يجمعها الصبية من فوق السيارات المقصوفة ومن ارصفة الشوارع وعن جدران البيوت التي انهكتها الضربات العشوائية…. .ونحن هنا اموات وجيف!!
انتم هناك اطفال يلقون على الاعداء الحجارة ويركلون باقدامهم العارية قنابل الدخان والموت ..ونحن هنا اطفال يلقون فوق تلال التخمة والمزابل..نخجل من عار لذتنا ولا نخجل من ذل كرامتنا!
اصبحنا سلاسل متكسرة ,نجر اذيال الماضي .ونقذف بهمومنا الى المستقبل وقد تلطخت اجسادنا بذل التخاذل وحمرت عيوننا من بكاء الاستجداء, فلا نصير ولا والي ,نطحن كل يوم الف مرة, وتذرونا الرياح فوق مزابل التاريخ فلا وجود ولا موقف,.فكت احزمتنا.. وقلبت نفوسنا وكسرت سيوفنا ,و فتات البترول لم يخصص ولا يحتمل ارادة الكرماء الجالسين في انتظار مواكب الشهداء والجهاد,لان صفقات الذل العربي الموثقة في الاتفاقيات والمفاوضات قد خذلتنا وارقدتنا بلا قيام.
عتبي وحزني اخرسني ..ذلي افقدني الشعور ..ما عدت قادرة على التعبير ..فقدت بوصلتي في عتمة الاستهلاك والبحث عن موقع بين الشعوب ..صرخات الناس في غزة تهيب بعزائم النفوس.. وتذيب الجليد المتراكم فوق الضمير العربي ..تشق افاق الفرقة والشرذمة.
اكتموا الصراخ اهل غزة ..ولعقوا الجراح اهل غزة ..وجمعوا سلاسل القهر والذل الصهيوني ..وصهروها من جديد ..مطارق حديد فوق رؤوس الاعداء وخونة البشرية والانسانية والوجود..ايامكم ملاحم شرف واجسادكم قنابل ترهب الجبناء ..العز والفخار قادم اليكم ..ورعاية الخالق تحفكم.. اذا ما رجعت اصداء اصواتكم خاوية ,تصدها ابراج العرب وقصور المترفين ..واساطيل وجبروت العالم المتحرر الجديد.ومسكنة الضمير المنحني ليضع قلائد الذهب والفضة حول رقاب الثعابين الرقطاء ,يرقصون فوق اشلاء العرب والمسلمين,يلوحون بالسيف العربي, لتدك دبابات الصهاينة غزة ولينزف الجرح العربي من جديد .تقدم اليهم قهوة الذل ,يعرض الشرف امامهم سبايا دون خجل
يا غزة هاشم ..واحمد ياسين ..يا زهوة الضمير العربي ..وإتقاد عزائم الرجال ..تحية عز واباء لشعبك وارضك.