“مايوه المحجبات متوفر لدينا”.. بهذه اللافتة التي وضعها على مدخل متجره بوسط الجزائر العاصمة يلفت “رضا” بائع الملابس الرياضية أنظار الزبائن إلى توفر هذا الزي الذي نفد في متاجر أخرى بعد أن حققت مبيعاته أرقاما قياسية، على حد قوله.
ووصل الإقبال على الزي الشرعي للمحجبات على البحر، أو ما يُطلق عليه “مايوه المحجبات”، إلى درجة فاقت كل التوقعات بعد شهر واحد من ظهوره في الأسواق، حيث تعدت أرقام مبيعاته أرقام مبيعات المايوهات العادية، بحسب عدد من الباعة.
والزي المبتكر المستورد من تركيا وسوريا مصنوع من مادة لا تلتصق بالأجساد، وفي نفس الوقت فضفاض، بحيث يؤمن مرونة الحركة ولا يبرز مفاتن المرأة، ويتكون من قميص بأكمام طويلة وسروال وقبعة ملتصقة بالقميص.
وعادة ما يباع بالمحلات المتخصصة في بيع الملابس الرياضية، التي أكد أصحابها أن الطلب على هذا الزي يتزايد بشكل يخالف كل التوقعات، على اعتبار أن أي منتج جديد يحتاج إلى كثير من الوقت للتعريف به.
وفي هذا السياق قال البائع هشام خالد لـ”إسلام أون لاين” إن الكمية التي جلبها من أحد تجار الجملة المتخصصين في بيع الملابس الرياضية نفدت، الأمر الذي دفعه إلى طلب كمية أخرى ستأتيه بعد ثلاثة أيام.
وعن دوافع إقبال النساء على (مايوه المحجبات) يقول هشام: “الأمر واضح جدا، فالكثير من النسوة يرفضن التعري على الشواطئ، ويفضلن قصد هذه الأماكن في مظهر محتشم”.
“بحر النساء”
أما محمد (بائع) فلا يرى أن مجرد ارتداء زي شرعي على الشاطئ يقي النساء شر التصرفات المسيئة المعروفة على الشواطئ، “فالنقطة الأساسية في الموضوع تكمن في الاختلاط مع الرجال، وهو ما يحرم الكثير من النساء من ارتياد الشواطئ”.
والحل الأمثل في رأي محمد هو “إقامة شواطئ خاصة بالنساء لوقايتهن من شر السلوكيات والتعليقات المسيئة لهن”.
ويبدو أن الجزائريات رفضن منذ فترة انتظار إعلان جهة ما عن تبني فكرة إقامة شواطئ خاصة بهن واخترن “شاطئ سفيان” الواقع ببلدية الحمامات غرب العاصمة ليكون شاطئهن المفضل، وهو ما بات يعرف بـ”بحر النساء”، حيث تفد إليه النساء من داخل وخارج العاصمة، حتى أصبح محظورا على الرجال.
وطرحت صحيفة “النهار الجديد” الجزائرية في عددها الصادر الأحد مسألة إقامة شواطئ خاصة بالنساء على الداعية الجزائري الشيخ شمس الدين بوروبي لمعرفة وجهة نظر الشرع، فأفاد بأن “الشريعة الإسلامية لم تحرم السباحة على النساء، وإنما اشترطت ضوابط على النساء والرجال للالتزام بها، وإذا توفرت هذه الضوابط فلا حرج في أن تسبح المرأة”.
وأضاف أن من الضوابط “ألا تكشف نفسها لغير محارمها، وألا تكشف عوراتها أمام النساء، كما يجب أن يكون المكان آمنا”.
وفي ضوء تلك الضوابط خصص الكثيرون من الرجال شواطئ خاصة لهم بعيدا عن النساء، أشهرها شاطئ “الفار” الذي يقصده شباب متدين من العاصمة والولايات المجاورة لها.
وتشهد الجزائر في السنوات الأخيرة موجة تدين واسعة من مختلف الأعمار، فسرها مختصون في الدراسات الاجتماعية بتأثرهن بالفضائيات الإسلامية.