انتقد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) السيناتور الأمريكي اليهودي جوزيف ليبرمان، الذي دعا إلى انتخاب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسة الأمريكية جون ماكين؛ لأنه يمثل القيم “اليهودية المسيحية”، حيث اعتبر المجلس التصريح عنصريا، ويتجاهل الأقليات الدينية.
وفي بيان نشره المجلس قال داود وليد المدير التنفيذي لمنظمة كير في ميتشجان: “هذا النوع من الخطاب العنصري غير مناسب، ولا يؤدي إلا إلى تهميش الأقليات الدينية”.
وأشار وليد أيضا إلى تصريحات مشابهة للسيناتور جون ماكين أواخر شهر سبتمبر 2007، قال فيها إن الدستور الأمريكي أسس “أمة مسيحية”، كما عبر عن عدم ارتياحه لوجود رئيس ذي أصول إسلامية في البيت الأبيض، في إشارة إلى منافسه عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما.
لكن ماكين حاول التراجع عن هذه التصريحات بقوله: “يمكن أن أصوت لمسلم إذا كان هو المرشح الأقدر على قيادة البلاد والدفاع عن قيمنا السياسية”.
وجاءت تصريحات السيناتور ليبرمان (مستقل عن ولاية كونيتيكت) في المؤتمر الذي نظمته حملة ماكين في مركز الهولوكوست اليهودي التذكاري بولاية ميتشجان.
“إبعاد متعمد”
وتشكو (كير) من وجود محاولات يقوم بها أشخاص معادون للإسلام لـ”حرمان المسلمين من دخول العملية السياسية، وإضعاف صوتهم وتأثيرهم” في مقابل تزايد تأثير أقليات أخرى مثل اليهود.
ودفعت إحدى هذه المحاولات مستشار أوباما، للاستقالة من وظيفته أوائل أغسطس الجاري بعد جهود قام بها نشطاء معادون للإسلام للربط بينه وبين ناشط مسلم اتهم بتمويل حركة حماس الفلسطينية.
وقالت منظمة كير إن استقالة مازن صبحي -الذي كان قد تم تعيينه في يوليو ليكون مسئولا عن تواصل حملة أوباما مع الناخبين المسلمين- تشير إلى محاولات إبعاد المسلمين عن الحلبة السياسية، مبدية استغرابها من أن انتقاد صبحي لعلاقته بمسلمين تمثل “مفارقة”؛ لأن هذه العلاقات من المفترض أنها واحدة من متطلبات وظيفته.
وفي ذات السياق أظهرت صحيفة “ذا دترويت نيوز” الأمريكية في أحد تحقيقاتها الشهر الماضي استياء مواطنين أمريكيين مما وصفوه بتجاهل مرشحي انتخابات الرئاسة؛ الديمقراطي باراك أوباما، والجمهوري جون ماكين للأقلية المسلمة في حملاتهما الانتخابية.
وأرجع مراقبون هذا “التجاهل” إلى أن مواجهة أوباما حملة دعاية مضادة من منافسته السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية بسبب أصوله الإسلامية، جعلته ينأى بنفسه عن الأقلية المسلمة، كما عزوا تجاهل ماكين لمسلمي أمريكا إلى أنه يسير على درب الرئيس الحالي جورج بوش المحاط بدوره بالمحافظين الجدد الموالين للوبي الإسرائيلي.
وأيدت الصحيفة وجهة نظر مسلمي أمريكا حول اتجاهات أوباما وماكين إزاءهم بأن أيا من المرشحين لم يسعَ إلى الظهور في المساجد برغم الزيارات المتكررة للكنائس والمعابد اليهودية، أملا في الحصول على أصوات المتدينين المسيحيين واليهود.
ويعقد الجمهوريون والديمقراطيون اجتماعات متتالية على مدى الأسبوعين المقبلين لإعلان ترشيح ماكين وأوباما رسميا لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة يوم 4 من نوفمبر.