يوقع القاضي عامر عريقات الباحث في علم مقارنة الأديان والأساطير، في السادسة من مساء يوم السبت الذي يوافق الثالث والعشرين من آب الحالي، في مقهى جفرا في وسط مدينة عمان، كتابه “الهرم الذهبي، المرجع في الحكمة السرية” الصادر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، حيث سيقدم الكاتب والذي يعمل قاضي صلح في محكمة بداية الزرقاء، الشاعر والناشر صاحب دار فضاءات جهاد أبو حشيش، بينما يقدم الكاتب والصحفي مهند صلاحات قراءة نقدية في الكتاب.
ينطلق الكتاب من دراسة معظم طوائف العالم الدينية وبشكل خاص ذات التعاليم السريّة منها، وذلك بناء على معطيات بدأت مع أحداث الحادي عشر من أيلول، 2001، التي باتت علامة فارقة في التاريخ العالمي الحديث، تراجع المثقف الأميركي فوكوياما، صاحب أطروحة نهاية التاريخ، عما ورد فيها من “تنبؤات” بسيادة النموذج الرأسمالي الأميركي، وخصوصا بعد احتلال العراق، أما المثقف الأميركي الآخر صموئيل هنتنجتون، صاحب أطروحة: صدام الحضارات، فأشار بعد تلك الأحداث، وبعد أن تلقفها تيار المحافظين الجدد الحاكم في البيت الأبيض والبنتاغون، إلى أنه قد قرأ المستقبل وتنبأ بما حدث.
ويدري مَنْ قرأ تلك الأطروحة السامة والمسمومة بموقع الإسلام منها، ومدى الافتراءات فيها، ليس على الإسلام وحده، بل تطال معتنقيه أيضا على نحو عنصري بغيض يشير إلى طبيعة التربية الدينية لهذا المثقف، وللمحافظين الجدد الذين نشأوا عليها في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى أساسها ينظرون إلى العالم.
غير أن هذا الكتاب، الهرم الذهبي، ليس رداً مباشراً، أو غير مباشر، على تلك الأطروحة التي مرّ عليها قرابة عشرين عاما، بل الكتاب في جانب منه قراءة لمعتقدات دينية مقدسة نشأ عليها المحافظون الجدد، وتحديدا حركة المتجددين، التي ينتمي إليها القس العنصري بات روبرتسون، الذي اعتبر أن إصابة مجرم الحرب شارون بجلطة هو عقاب إلهي على انسحابه من غزة، حيث أن أرض إسرائيل هي لها بموجب أمر إلهي لا يمكن التنازل عـنه أو نقضه، وأن تعبير ( الصهيونيّة المسيحية ) يطلق أساساً على هؤلاء المتجددين، وهم متغلغلون في المجتمع الأمريكي ويجمعون التبرعات لصالح إسرائيل.
ومن جانب آخر هناك ترجمة وافية وممتعة لكتاب (مفتاح داوود) لإلياقيم بن حلقيا، الذي يشرح كاتبه من خلاله الكيفية التي ينبغي من خلالها فهم الكتاب المقدس بعهديه، وجملة التأويلات العنصرية تجاه الآخر، بل كل الآخرين إلى الحدّ الذي يبعث الخوف في النفس حقيقة.
يبقى القول إن هذا الكتاب ليس كتابا تجميعيا، بل اختيرت مادته بين الدراسة وعرض المفاهيم الأساسية والترجمة، بحيث يطلّع القارئ العربي على المبادئ الدينية الأساسية التي يتحرك من خلالها العالم الآن، في هذه اللحظة التي يتعرض فيها الإسلام لهجوم لا سابقة له، وتتعرض البلاد، التي خرج إلى البشرية منها، إلى غزو واحتلالات ونهب منظّم لثرواته وخيراته.