حملني الشاعر الفلسطيني محمود درويش أمانة نقل جملة شعرية واحدة من الكم الوجداني الهائل من الشعر الذي مثل نبض الوجدان الفلسطيني، ومثل المأساة الفلسطينية التي يتفرج عليها العالم على شاشات التلفزيون، جملة شعرية تعتبر خلاصة رأي محمود درويش، وتجربته، وقد ندف على أغصانها وجع السنين، ونبت من جذعها أراء الفلسطينيين، وتفتح زهرها بمنطوق أفكارهم ومخزونها، جملة شعرية تحسم أساسات الخلاف في واقعهم الممزق بسيف القطيعة والحصار، وتطلق العنان لخيالهم الجامح كحصان بري، وتفتح نوافذ أحلامهم بالوحدة، ورؤيتهم للمستقبل، وتهدئ من روعهم السياسي ولاسيما في هذه المرحلة الدولية، والإقليمية الحرجة، والمتغيرة، وفي هذه الفترة الدقيقة من آخر أيام الإدارة الأمريكية، وآخر جولة لوزيرة خارجيتها، وآخر لقاء لها مع المفاوض الفلسطيني والإسرائيلي، ومع آخر محاولة أمريكية إسرائيلية للحصول على توقيع الرئيس الفلسطيني على أي وثيقة كانت، يمكن توظيفها في المستقبل، واعتمادها مستنداً يسهل على الإسرائيليين تحقيق أهدافهم.يناشد الشاعر الفلسطيني محمود درويش الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يردد أمام الإسرائيليين، وفي وجه الضغوط الأمريكية، الجملة الشعرية التالية: خُذوا أرضَ أُمّي بالسيفِ لكنّني لن أوقعَ باسمي على بيعِ شبرٍ من الشوكِ حولَ حقولِ الذُرةْ.