سيد يوسف
من يعش ثمانين عاما، يشعر بالسأم ولقد يستدعى المرء قول الشاعر الجاهلى :
سيد يوسف
من يعش ثمانين عاما، يشعر بالسأم ولقد يستدعى المرء قول الشاعر الجاهلى :
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش *** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
وهى فكرة قد خبرها الجاهليون فما بال رؤساء اليوم المعاصرين لا يعون؟! وأنى لهم هذا الوعى؟! ألم ير هؤلاء الأغبياء مشاعر القوم فى بلدان عديدة وهى تستقبل نبأ استقالة رئيس باكستان بالفرح والترحاب؟ بل تمنى المصريون – وغيرهم- أن تنتقل تلك العدوى هنا فى مصر، ألم ير هؤلاء الأغبياء- الذين خربوا مصر ويتشدقون أن مصر تتقدم بأمثالهم وأنى لمصر أن تتقدم بالأغبياء- ألم يروا فرحة المصريين وتشفيهم فى حريق مجلس الشورى؟! بل حزن كثير منهم أن لم يكن بداخله أعضاء الحكومة وأعضاء الحزب الوطنى وهو شعور غريب ما كان ليحدث لو أن المصريين يشعرون بالتحام حكامهم بهم!!
ألم يسمع هؤلاء الأغبياء دعاء المصريين على حكامهم بأن يقصف الله أعمارهم هم وذويهم (من أولادهم)؟ ذلك أنهم عاثوا فى مصر فسادا، وخربوها وجعلوها فى ذيل الأمم، ألم يسمعوا تلك الدعوات فى (تابور) الخبز أو فى زحام المواصلات أو فى غلاء الأسعار أو حين التضييق على أرزاق الناس لا سيما الموظفين وأصحاب المعاشات؟! وما التضييق بالغباء المفرط على المعلمين عنا ببعيد!!
منذ عام تقريبا كتب كاتب هذه السطور مقالا يدعو فيه جموع المظلومين إلى استغلال شهر رمضان فى توحيد الجهود للدعاء على الظالمين من الحكام والمنافقين الذين يؤيدونهم فقد روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”. وفي كثرة دعاء المصريين على الظالمين المستبدين الذين خربوا البلاد ما يدعو إلى توحيد الجهود لعل السماء تستجيب لصوت مخلص يدعو الله مع الداعين، وفي ظل هذه المظالم فإن الدعوة ماسة في أن تتحد دعوات المصريين للدعاء على الحكام المستبدين، ولو أملك من الأمر شيئا لدعوت المصريين نساء ورجالا وأطفالا أولئك الذين يكتوون بظلم هذا النظام المستبد أن يجتمعوا عند كل إفطار يدعون ربهم ويبتهلون إليه بعد صيام بمثل – لا بنص- هذا الدعاء: اللهم إنا قد نفضنا أيدينا من القادرين فينا اللهم إن الظالمين وأعوانهم قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد…اللهم صب عليهم سوط عذابك… اللهم اقصم آجالهم…وأذن بزوال حكمهم…ومزقهم شر ممزق…هم ومن يعينهم بائعا دينه بدنياه.
أما آن الأوان أن يختطف الموت آجال الحكام المستبدين؟ قصم الله ظهورهم فقد استبطأ الناس أجل هؤلاء المعمرين حتى بات الناس ينتظرون بشغف بالغ أن يسمعوا ذات يوم بفرح بالغ انتهاء أجل الطغاة كما استقبلوا بفرحة غامرة نبأ استقالة رئيس باكستان وإن كان البون واسعا بين استقالة مرجوة هناك فى باكستان، وموت ينتظره الناس هنا فى مصر بشغف شديد لطاغية معمر بلغ من العمر حوالى ثمانين عاما لكنه لم يسأم بعد، ولم يشارك الجاهليين سأمهم كما شاركهم جهلهم.
سيد يوسف