زياد صيدم
كانت لثورة الاتصالات معها صولات وجولات .. تتحدث وتتواصل مع الجهات الأربعة.. كانت سهاد سعيدة منتشية.. تعرف عليها من خلال حديث عابر .. فتوطدت العلاقة بينهما لاحقا.. أثاره اندفاعها الغير محسوب أحيانا.. فرحت بكلماته.. و تململت أحيان أخرى.. في أول كبوة لها قام بتذكيرها بنصائحه.. تبدل حالها إلى الأحسن.. ففرح سائد وباركها حرصها.. من جديد غاصت أناملها في الشبكة .. فنسجت العناكب عليها شباكها الواهية.. فتثاقل تفكيرها واضمحل ذكائها.. فحزن على نفسه !..فقد فشل في إيصال نصيحته إليها بلغة عربية.. لم ييأس .. جرب لغات أخرى فهي إحدى القلائل المُميزات على قلبه.. وما يزال مصرا على إنقاذها بأقل خسائر ممكنة..!!
لم يتصور بأن يصل بها الحال إلى طلب حياكة فستانها بخيوط العنكبوت.. فهي تشعر بأنها الأحق به لشغفها وتعلقها بالشبكة ألعنكبوتيه .. علم بالأمر.. لم تستمع لنصحه .. واستمرت بالحياكة تريد أن تلبس ثوبها في مناسبة الاحتفال بعيد النصر !.. التف من حولها خياطون مهرة .. لكنهم تعاملوا بخيوط من قطن ونايلون وصوف.. فأساءوا الحياكة باستخدام خيوط العنكبوت.. وما تزال تنتظر فستانها الذي لم و لن ينجز .. فالي متى ؟ يبقى لها حارس أمين !!
كان يراقبها من شبابيك أخرى مشرعة من غير أن يلفت الأنظار.. فسائد هو الصديق الصدوق معها .. استمرت سهاد بالتعثر .. واستمر هو بالنصح.. كانت تطل على نوافذ متعددة غير آمنة أحيانا.. خاف عليها من برد قارص !.. فانتزع ردائه والبسه لها.. لكن العناكب الواعدة بالوهم ؟.. ما تزال تنسج شباكها حول النوافذ.. انتبه عليها مؤخرا وقد التفت من حول نافذتها .. فتذمرت منه لتدخله في شئون مملكتها الخاصة.. فابتسم .. ولكنه لم يضحك ولن يضحك ؟ .. فقد نسيت بأنه من عناكب تلك المملكة التائبين ..!!
إلى اللقاء.