حوار المعارضة اليمنية مع حزب المؤتمرالحاكم ، لغة لم تفضي الى ما كان يتوقع، بقدر ما زاد من تنامي حالة الخلاف ، واستفحال شرر التحدي، مع وجود ضعف واضح فيما تبدو عليه المعارضة من حال يرثى له ، إثر انفراد الحاكم باقرار التعديلات ليكون الحوار الذي ظل هو اللغة والآلية السائدة التي لم تتقن المعارضة غيرها، مجرد فقاعات ذابت في الهواء يوم الاثنين من الأسبوع الفائت ، ونعي المستقبل هو الذي أتقنته المعارضة كدور معتاد ، طالما شنفت به آذان الناس ، وملأت به مانشيتات الصحف ، كعنواين بارزة لم تحرك ساكنا ، فالحاكم مصر على أن يمضي قدما باتجاه تحقيق خياراته وما يريده ، فيما المعارضة مصرة على لعبة التسليم بالأمر الواقع وخوض انتخابات معروفة نتائجها سلفا، هكذا تبدو الصورة واضحة للعيان بحيث لا تحتاج إلى عدسات حتى يرى .
حكاية الصفقات السرية ، استبقت نتائج الحوار وانفراد كتلة الحاكم البرلمانية بإقرار التعديلات ، وهو ما يزيد من حالة اللبس والتكهن بحقائق و خفايا ما يحدث في الحوارات الانفرادية داخل الغرف المغلقة، ومع أن رئيس كتلة برلمانية حزب الإصلاح عبد الرحمن با فضل اعتبر انفراد كتلة المؤتمر بإقرار التعديلات هدم للوفاق الوطني ، إلا أنه تعبير غير موفق لأن الوفاق لم يحدث وأن وجد فهو شكلي وليس جوهري تحكمه الصفقات السرية والمصالح الخاصة التي يديرها متحاورون محترفون ، والحديث عن تعايش بين القوى السياسية يقود الى تحريك الذاكرة نحو الخلف للعثور على بقايا تحالف كان حدث من قبل للتديل على أن ذلك حدث يوما ، فالتعايش كان مجرد تعايش قائم على اقتسام غير موفق وغير مهموم بالناس ، وكان لايتحدث بلغة الوطن بقدر ما يتحدث بلغة الذات الضيقة الباحثة عن غنيمة ونفوذ ، هذا م ا أثبتته التحالفات والوفاقات المستمرة بين قطبي السياسية الفاعلين في البلاد” المؤتمر والاصلاح” منذ ما بعد حرب 1994م ، حتى اليوم.
وبحسب بيان صادر عن المشترك قال أن الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك لم تفاجأ بإنقلاب كتلة المؤتمر الشعبي العام يوم الاثنين الماضي على الديمقراطية برفضها التصويت على مشروع قانون الانتخابات الذي تم التوافق على تعديله، حيث صوتت كتلة المؤتمر على بقاء العمل بالقانون السابق وتشكيل لجنة للإنتخابات وفق أهوائها وأمزجتها بعيداً عن اشراك القوى الوطنية في اتخاذ القرار لأن هذا التصرف المشين الذي قام به حزب المؤتمر الشعبي العام قد تجلى واضحا في عدة مواقف يقدم فيها المؤتمر مصلحته الحزبية على مصلحة الوطن والمواطن وقد أعطى هذا التصرف عدة مؤشرات أهمها:
من خلا البيان يجد المتابع أن ذلك لم يكن مفاجئا لها ، فهي قد اعتادت ذلك ، مما يعني أن كتلة المشترك على دراية بنتائج ومآلات حواراتها واتفاقاتها مع الحاكم ، ولذلك ظلت تحاور وتلك هي المصيبة فإن كنت لاتعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم .