إبراهيم حسون
المحقق : قلت لي إن اسمك فجر , أليس كذلك ؟
فجر : نعم .. نعم .. ياسيدي
المحقق : وشو يعني فجر , يا أستاذ فجر ؟
فجر : يعني الصباح القادم قُبيل شروق الشمس وغروب الليل
المحقق : هل كان أبوك شاعراً , أم كان سيبويه , أم قاموس المحيط ؟
فجر : لا يا سيدي أبي لم يكن سيبويه ولا قاموس المحيط , أبي يا سيدي هو عبد الله بن عبد الملك بن عبد اللات بن عبد الذل بن عبد العدم بن عبد الصبر بن عبد القناعة بن عبد الرغيف بن عبد الماء بن عبد الخوف بن عبد الغريب بن عبد الغرب بن عبد الشرق بن عبد الشمال بن عبد القمر بن عبد شمس أحب أن يتخلص من العبودية بالاسم فقط … فقط بالاسم , كي لا يسوس لكم الشيطان بشيء , وترسل من يأتيك به . والدي هذا وتيمناً بمولدكم العظيم أسماني فجراً , ووالدي يا سيدي يقرّ ويعترف بأنه لا وجود لشاعر ولا لأديب ولا لقاموس وأنتم على رقابنا التي مدّيناها جسوراً لتعبروا أو لتشرفوا أو تطلوا على سهول وجبال ووديان وطنكم الحبيب وعلى عبيده وهم يُفلح عليهم من يوم مولدهم الميمون إلى أن يذوبوا في هذه الأرض وهم يقرضون الشعر والتراب بحبكم المقدس لكم ولمن تحبون وتوالون أو تُسْتَعْبَدون فأنتم القادة وأنتم السادة ونحن الخروق تمسحون بها ما تشاؤون لكم ولمن تشاؤون وإلى أن يشاء الله , ونحن ذيولكم التي لا تتوانى لحظة واحدة عن الكش عنكم , تهزونها متى شئتم وتكتبون بها عصماءآتكم وفتوحاتكم وترسمون بها دروب المستقبل العظيم ولوحاتكم الخالدة . نحن ألحفتكم وبطانياتكم في القر , وسجادكم في الحر , نحن الأسوار التي يخترقها الرصاص كي لا يصل إليكم في حروبكم المظفرة , ونحن بغالكم التي تحرس الأرض لتزرعها بالورد والقمح عربون المحبة الأبدية , ونحن ياسيدي قططكم التي صنعتموها من خشب نصطاد لتأكلوا وتتطعموا ما شئتم وتنفقوا في سبيل الله وتزكوا لا لمحو الذنوب فأنتم لا ذنوب عليكم , بل تقرباً ممن خلقكم هكذا, وخلقنا كذلك وهو الخلاق العظيم , وهو الذي يسأل ولا يُسأل لا عن ولا كيف ولا متى ولا أين ولا على ما ولا فيما وهو رب العرش العظيم .
المحقق : أيها الحاجب خذ فجر واطلق سراحه وخذ معلقته هذه وعممها على كل البلاد تحت عنوان
مقرر التربية الوطنية لجميع الصفوف حتى الدراسات العليا ومن المحيط الهادر بنقيق الضفادع إلى الخليج الثائر برقصة السيف ووأد البنات وذبح العرب بسكين النفط السوداء
حسنا : يافجر … يافجر .. ألا تسمع مني ..أنصحك .. أدلك .. يارجل حالتك تصعب على الكافر .. اذهب إلى طبيب إلى شيخ , لعلهم يرشدوك إلى طريق أو طريقة تريحك وتريحنا من هذه الكوابيس .