قالت تقارير إن حركة طالبان تضاعف نشاطها في ولايتي ورداك ولوغار غرب العاصمة الأفغانية كابول وجنوبها في إطار “زحفها إلى العاصمة”. وذكر مجلس سانليس وهو مجموعة دراسات مستقلة في تقريرها أن “أكثر من نصف ولاية ورداك التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة عن كابول خاضع لسيطرة طالبان”.
ويقول “هارون مير” الباحث في مركز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية لأفغانستان: “إذا بحثنا فيما حدث خلال الحرب على السوفيت نجد أن كابول كانت محاصرة من المجاهدين وها نحن نرى الوضع نفسه يتكرر”.
وأضاف أن “إستراتيجية تطويق كابول بدأت منذ وقت طويل والآن أصبحت الحكومة عاجزة عن التصدي لها. وهناك أيضًا هجمات عديدة على قوافل الإمداد” مشيرًا إلى تحالف بين طالبان والقاعدة وجماعة زعيم الحرب السابق قلب الدين حكمتيار.
وضاعفت حركة طالبان منذ بداية العام من العمليات القوية في العاصمة، كالهجوم الذي استهدف في 14 يناير فندق سيرينا الفخم، ومحاولة اغتيال الرئيس المدعوم من الاحتلال حامد كرزاي خلال عرض عسكري في 27 أبريل.
مصرع عشرة جنود فرنسيين:
ويكشف الكمين الذي أودى الاثنين بحياة عشرة جنود فرنسيين على بعد أقل من 50 كلم من كابول عن الإستراتيجية الجديدة لحركة طالبان والمتمثلة في تطويق العاصمة بعد أن كانت متمركزة في معاقلها في جنوب أفغانستان وشرقها.
فقد نصب نحو 100 من مقاتلي الحركة، يوم الاثنين، كمينا لدورية استطلاع فرنسية في منطقة ساروبي التي تبعد 50 كلم عن كابول؛ ما أدى إلى مصرع عشرة جنود وإصابة 21 خلال هذه المعارك في أكبر خسارة لقوات الاحتلال في أفغانستان منذ 2001 وللجيش الفرنسي منذ هجوم دراكار في بيروت عام 1983، والذي سقط فيه 58 قتيلاً.
ويدل وجود عناصر طالبان الذي لا سابق له في هذه المنطقة على محاولتهم التدريجية لمحاصرة العاصمة وتكثيف العمليات حولها.
طالبان تستعيد مكانتها:
من جانبه، يقول حبيب الله رافي المؤرخ والمحلل السياسي الأفغاني: “عندما أطاح الأمريكيون بنظامهم تفرق عناصر طالبان في الطبيعة لكن بسبب عمليات القصف التي كثيرًا ما تسببت في مقتل مدنيين نجحوا في استعادة مكانتهم لدى السكان”.
وأضاف: “هكذا تقدموا شيئًا فشيئًا نحو كابول باستخدام ممرات عبر ساروبي وورداك (شرق) ولوغار (جنوب) وقابيسا (شمال)”.
وقد بدأت حركة طالبان مقاومتها منذ احتلال أفغانستان عام 2001 على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتضاعفت كثافة أعمال المقاومة منذ نحو عامين رغم وجود 70 ألف جندي أجنبي.