نقلت صحيفة سعودية، عن مصادر وصفتها بـ”الإقليمية المطلعة” أن القيادي البارز في ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة في جنوب الجزيرة العربية” السعودي نايف محمد القحطاني، موجود منذ نحو عام في اليمن، ويتلقى الدعم المالي من قبل أشخاص إيرانيين وليبيين لتنفيذ عمليات تستهدف أمن اليمن والسعودية.
وبحسب صحيفة “الوطن” السعودية، الصادرة الأربعاء (20/8) فإن القحطاني واسمه الحركي داخل التنظيم (أبو همام)، يدير عمليات القاعدة في اليمن، إضافة إلى اليمني ناصر الوحيشي. ويحمل القحطاني شهادة الثانوية العامة، وهو من سكان إحدى مدن جنوب السعودية، ويبلغ من العمر 30 عاما، وهو متزوج وله طفل اسمه محمد، ومطلوب للسلطات السعودية بتهم أمنية تتعلق بالإرهاب.
وقالت الصحيفة السعودية “إن ثمة معلومات تم استقاؤها من اعترافات معتقلين من عناصر القاعدة وتحريات أمنية واسعة أكدت أن القيادة العليا لتنظيم القاعدة وجهت خلايا التنظيم في اليمن والسعودية إلى التسريع بإعادة ترتيب أوضاعها بما في ذلك تجنيد عناصر جديدة تمهيدا لشن عمليات مدروسة تستهدف ضرب مصالح ومنشآت حيوية في اليمن والسعودية في خطوة تصعيدية بعد هدوء نسبي ساد العامين الماضيين، الأمر الذي دعا المراقبين لتفسيرها بأنها عملية تنسيق متزامنة تأتي في إطار الضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي على إيران حول ملفها النووي”.
وتكشفت هذه المعلومات نتيجة اعترافات ستة معتقلين من القاعدة تم القبض عليهم على خلفية العملية الانتحارية التي استهدفت معسكرا لقوات الأمن اليمنية في تموز/يوليو الماضي. وأكدت المصادر أن القحطاني يقف وراء تمويل عدة عمليات استهدفت منشآت حيوية يمنية وقطاعات مهمة، منها عملية استهداف السياح الأسبان منتصف تموز/يوليو الماضي، وأشارت إلى أنه لم يشترك في تنفيذ تلك العملية حيث يتحصن برفقة اثنين آخرين من عناصر التنظيم في ملجأ جبلي متاخم لمنطقة قبيلة عبيدة بالقرب من الحدود اليمنية مع السعودية.
ودعا نايف القحطاني في رسالة له بعنوان “هيا إلى اليمن” نشرت في آذار/مارس الماضي عبر مواقع للقاعدة، عناصر التنظيم الموجودين في السعودية للتوجه إلى اليمن، مؤكداً لهم في ذات الرسالة عدم القلق من الجوانب المالية.
وحسب إحصائية لسلطات الجوازات اليمنية أفاد بها المصدر نفسه فإن عدد الإيرانيين الذين دخلوا إلى اليمن منذ يناير وحتى أغسطس الجاري سواء بالطرق المشروعة أو غيرها يبلغون 102 شخص، بينما بلغ عدد الليبيين 38 بينهم طلاب يدرسون في اليمن. وتواصل السلطات اليمنية إجراء تحقيقات مكثفة مع اثنين من عناصر خلية تريم في محافظة حضرموت عقب الكشف عن مخطط كان عناصر الخلية بصدد تنفيذه في كل من اليمن والسعودية قبيل إحباطه وقتل خمسة من عناصر الخلية كان أبرزهم حمزة القعيطي في مواجهات مسلحة مع قوات مكافحة الإرهاب اليمنية.
وأكدت المصادر أن التحقيقات الأولية مع كل من محسن صالح العكبري ومحمد سعيد أحمد باعويضان، وهما عضوان في خلية تريم تم احتجازهما إثر إصابتهما بأعيرة نارية وكلاهما يحملان الجنسية اليمنية، كشفت عن تفاصيل إضافية حول (المخطط الإرهابي) الذي كانت عناصر خلية تريم بصدد تنفيذه في كل من اليمن والسعودية ويستهدف ضرب منشآت نفطية وسياحية واقتصادية. وأشارت إلى أن الوثائق التي تم التحفظ عليها عقب مداهمة مقر تمركز عناصر الخلية، وما أعقبها بيومين من مداهمة لمنزل على مشارف المكلا تابع لعناصر التنظيم نفسه، تضمنت مخططات بيانية لعمليات كانت قيد التنفيذ من قبل عناصر الخلية وتستهدف ضرب منشآت اقتصادية ونفطية في اليمن والسعودية بالتنسيق بين عناصر التنظيم في كلا البلدين.
وأشارت المصادر إلى أنه من ضمن الوثائق التي تم العثور عليها عقب عمليتي المداهمة جوازا سفر سعوديان باسمي بداح بن مقحص بن بداح القحطاني ووليد بن راضي بن سميليل العتيب، منوهة إلى أن الاعتقاد الغالب لدى السلطات أن الجوازين يخصان سعوديين من عناصر تنظيم القاعدة من المفترض أنهما كانا يقيمان في المنزل الذي تمت مداهمته، وأن الأخيرين غادرا المنزل قبيل مداهمته. وأفادت بأن عضوي القاعدة العكبري وباعويضان نفيا أن يكون الجوازان تم استخراجهما بطرق غير مشروعة من سلطات الجوازات السعودية لتسهيل دخول اثنين من عناصر القاعدة في اليمن إلى الأراضي السعودية منتحلين هويات مزورة. وخلصت التحقيقات التي أجريت مع عناصر القاعدة المعتقلين في كل من أبين وتريم وسيئون إلى أن ثمة توجيهات صدرت من القيادة العليا لتنظيم القاعدة لعناصر خلايا التنظي
م في اليمن بتصعيد (العمليات الإرهابية) الهادفة إلى ضرب المصالح اليمنية والغربية في اليمن.
م في اليمن بتصعيد (العمليات الإرهابية) الهادفة إلى ضرب المصالح اليمنية والغربية في اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن التوجيهات التي كلف بالإشراف على تنفيذها قيادات نشطة في القاعدة في كل من اليمن والسعودية من أبرزها ناصر عبد الكريم عبد الله الوحيشي الذي يعتقد أنه الزعيم الجديد للقاعدة في اليمن عقب مصرع أبو علي الحارثي في عام 2002 بصحراء مأرب، إلى جانب نايف القحطاني الذي يمثل ضابط اتصال بين خلايا التنظيم في كل من اليمن والسعودية وأنه كان همزة الوصل لتمويل عمليات القاعدة الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية في اليمن.
وأشارت المعلومات التي تحصلت عليها صحيفة الوطن من مصادر إقليمية مطلعة إلى أن اختيار القاعدة لليمن كنقطة تمركز لعناصر التنظيم في كل من اليمن والمملكة جاء نتيجة لأن خلايا تنظيم القاعدة في السعودية فقدت معظم البيوت الآمنة كما تم العام الماضي الكشف عن مواقع عدد من معسكرات التدريب الخاصة بعناصر هذه الخلايا والتي كانت تتمركز بشكل رئيسي في المناطق الغربية والجنوبية من المملكة الأمر الذي أضعف وإلى حد كبير حضورها في المعادلة الأمنية في السعودية ودفع قيادة القاعدة إلى التفكير جديا في التوجيه باستحداث ملاجئ ومعسكرات تدريب بديلة في اليمن وتحديدا في المناطق الحدودية المتاخمة للحدود مع المملكة كمأرب وصعدة وخاصة مأرب التي أسهمت حادثة اغتيال زعيم القاعدة السابق في اليمن أبو علي الحارثي في عملية نفذتها المخابرات الأميركية بصحراء مأرب وما أعقب هذه الحادثة من إعلان السلطات اليمنية أن العملية نفذت بالتنسيق معها، في خلق تعاطف واسع في أوساط سكانها مع تنظيم القاعدة.
وأكدت الصحيفة أن ثمة توجهات حكومية يمنية حثيثة تسير بموجبها حملات أمنية لتمشيط وتعقب عناصر القاعدة في المناطق الحدودية بهدف محاصرة تحركاتهم، وإحباط مخططات تنظيم القاعدة لتوحيد صفوف عناصره في اليمن والسعودية وشن عمليات موجهة ضد مصالح البلدين. (قدس برس)