ما سبب وجود الطفل جون أندرسون ذي السبع سنوات على قوائم مراقبة المشتبهين بالإرهاب لدى الحكومة الأمريكية؟ هل لأن يوم ميلاده يتوافق مع عيد الاستقلال الأمريكي وهو ما يشغل الأمريكيين عن الاحتفال بعيد الاستقلال؟ أم لأنه دفع صديقه بخشونة أثناء اللعب؟ تساؤلات طرحتها كبرى المنظمات الحقوقية الأمريكية بعد تعرض الطفل للتوقيف في المطارات الأمريكية لوجود اسمه على قائمة المراقبة التي تجاوزت المليون شخص.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك انتقد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وضع العديد من الأشخاص دون مبرر على قوائم المراقبة التي تضم المشتبهين بالإرهاب لدى السلطات الأمريكية.
وتعليقا على وضع الطفل جون أندرسون قال أنتوني روميرو، رئيس الاتحاد: “الحقيقة أننا لا نعرف كيف دخل إلى قائمة مراقبة الإرهابيين أو كيف يمكنه الخروج منها”.
وأضاف روميرو: “لقد احتاج الأمر إلى قانون من الكونجرس من أجل رفع نيلسون مانديلا، الفائز بجائزة نوبل للسلام، من القائمة”.
وكان الزعيم الجنوب إفريقي قد تم رفع اسمه من القائمة بناء على طلب من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، التي وصفت وضع اسم مانديلا على القائمة بالأمر المحرج للإدارة الأمريكية.
وبحسب صحيفة يو إس إيه توداي فقد تم توقيف الطفل جون أندرسون (7 سنوات الآن) في مطار مينابوليس سانت بول الدولي في عام 2004 عندما كان عمره ثلاث سنوات فقط، وكان في أول رحلة طيران تصحبه فيها أسرته إلى ديزني وورلد.
وقالت أم الطفل: “لقد كنا نفحص التذاكر عندما قالت سيدة بنبرة صارمة: ’من هو جون أندرسون‘.” فأشارت الأم إلى الطفل الصغير.
وقالت الأم إن الطفل سُمح له بالطيران، ولكن بسبب وجود اسمه على قائمة المراقبة فإن أسرته لا يمكنها حجز التذاكر على الإنترنت ويجب أن يتم فحص أوراقه بشكل مباشر من قِبل مسئول في شركة الطيران بحيث يرى الطفل ويتأكد من كونه طفلا.
ومن جانبه وصف روميرو القائمة بأنها “غير فعالة” وتواصل “النمو” معتبرا أنها تظهر أن الخطأ الموجود في أسلوب الحكومة الأمريكية الحالي بشأن الأمن هو “الظلم وتبديد الموارد”.
وأضاف الناشط الحقوقي، في بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: “عندما تضيع حكومتنا الوقت والمال فإننا جميعا نوضع في خطر أكبر …”
وكان الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية قد أعلن في يوليو/تموز أن قائمة مراقبة المشتبهين بالإرهاب قد وصلت إلى مليون شخص، بحسب سجل أعلن عنه الاتحاد الأمريكي يعتمد على أرقام حكومية تتعلق بحجم القائمة.
وتتضمن القائمة عددا من الشخصيات الأمريكية والعالمية البارزة وأعضاء في الكونجرس، وآخرين لقوا حتفهم.
وتجدر الإشارة إلى أن القائمة تضم أسماء الأشخاص الذين يُعتقد أنهم قاموا بتنفيذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن، والمفترض أنهم لقوا حتفهم.
كما تضم القائمة أسماء الناشط البريطاني المسلم ومغني البوب السابق، يوسف إسلام، أو كات ستيفنز، حسبما كان يُعرف قبل اعتناقه الإسلام.
وتضم القائمة أيضا اسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي تم إعدامه في ديسمبر/كانون الأول 2006، وإيفو موراليس، رئيس بوليفيا، والسيناتور الأمريكي البارز إداورد كينيدي، وآخرين.
كما توجد على القائمة أسماء واسعة الانتشار لأشخاص غير معروفين، وهو ما جعلها تتسبب في إيقاف عشرات الأشخاص الذين تشابهت أسماؤهم مع الأسماء الموجودة على القائمة، مثل الطفل جون أندرسون.
وقد استضاف برنامج “60 دقيقة” الأمريكي الشهير عددا من الأشخاص ذوي الأسماء الشائعة في الولايات المتحدة، مثل جاري سميث وجون ويليامز، والذين تعرضوا جميعا للتوقيف في المطارات الأمريكية