لسنا في معرض الامتعاض لا سمح الله من المحاولات التفاوضية السورية ( الصهيونية ) لتقريب وجهات النظر حول مسألة الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان السورية أباً عن جد لغاية الخامس من حزيران / 1967 /…! فنحن كنا ولا نزال من أنصار السلام وبخاصة إذا كان من الصنف العادل..! وضد العنف والحروب في كل مكان وزمان غير أننا كنا نرى وما زلنا في هذا الاحتلال المديد و( المذِّل ) أنه يشي باختلال الداخل السوري من واقع أن تاريخ الاحتلالات على مرِّ زمن البشر هو تاريخ لا يحتمل السكون والشنططة لهذا كان تاريخ مقاومات أكثر منه تاريخ مفاوضات..! ثم إنه ومن كل بد إذا ما اقتصر أمر الاحتلال على المفاوضة وحدها فمن اللازم المحتَّم أن تترافق دوماً مع السعي ليكون هناك جوائز ترضية لا يستقيم معها خطاب سياسي مفعم بمفردات الوطن والوطنية..! ومن المعروف أن هذا النوع من الخطابات يقايس أصحابه بالشبر الترابي لفرط تعمشقهم الوطني الفريد و الذي لم تعد جارة الحزب ـ أم علي ـ تتغزل به بالمرة وهي التي ظلَّت تفعل ذلك طيلة أربعين سنة احتلالية تفرغ فيها الجد صاحب حزب الكلكة لغناء العتابا الصامدة والميجنا المتصدية..!؟
غير أن ومن ثم.. فإن ـ أم علي ـ لفرط أميتها الأيديولوجية أي عدم إدراكها أن الأيديولوجيا صارت عملة العصر إلى ما قبل يومين ثلاثة فقد أصرَّت على مخزون معلوماتها الفطري المرتكز على معادلة جبرية فحواها أن فعل الاحتلال كان باستمرار يستدعي فعل المقاومة قبل أي شيءٍ آخر وهي لم تغيِّر أو تبدل حرفاً واحداً من قرآنها المقاوم بالرغم من الجهود الكلكاوية التي بذلها عشاق السكينة من جيران الحزب حتى جاءت صباح اليوم أخبار مناورات السلام الإسرائيلية في الجولان الذي شرَّع الكنيسيت عملية ضمه لدولة إسرائيل منذ سنوات فنهضت من غفوتها لتطلق زغرودة التبشير بالسلام القادم لأنها ترى و( تقشع ) أنه ومن دون أدنى شك سيكون غير شكل ذلك لأنه كل سلام يحصل على وقع خطا الدبابات الإسرائيلية سيكون شاء من شاء وأبى من أبى سلاماً عادلاً.. ومشرِّفاً.. وغاية في الاحترام وحسن التقدير والكياسة وإلا لماذا تناور هذه الدبابات كل بضعة شهور هل ليقول قادتها مثلاً: طز في السلام وعلى أهل السلام لا سمح الله عن بعد وعن قرب..!؟
على كلٍ إنه على كل شيءِ قدير صدق الله العظيم.