ما كاد حبر وثيقة التفاهم بين “حزب الله” وممثلين لبعض التيارات السلفية يجف, حتى تفجر جدال في لبنان عموما والشارع السلفي خصوصا, حول هدف ومضمون الوثيقة وقدرتها على نزع فتيل التوتر المذهبي, الذي لطالما كابر الحزب في عدم الاعتراف بوجوده, حيث رفض مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الاسلامي الشهال الوثيقة رفضا قاطعا, فيما رأت الغالبية انها اعتراف ضمني بوجود فتنة سنية – شيعية, في حين لم يتبنها “تيار المستقبل”, الذي يعتبر الممثل الأكبر للطائفة السنية في الندوة البرلمانية. (راجع ص 33)
وشدد الشهال على ان الوثيقة “خرق من “حزب الله” للساحة السنية”, معتبرا انها “استغلال غير لائق من قبل الحزب لفريق صغير على الساحة السلفية السنية”.
وفي مؤتمر صحافي خصصه للرد على الوثيقة, رأى انها “محاولة مكشوفة لزعزعة الساحة السلفية وهي ستبوء بالفشل”, وانها “عمليا طبخة بحص”, واذ اكد انه مع مبدأ الحوار “انما وفق ضوابط وشروط تسهم في تخفيف حدة الاحتقان وتحقق التوازن في البلد”, وصف المحادثات التي أنتجت الوثيقة بأنها جرت “بسرعة غير مدروسة”.
كما قلل من اهمية الموقعين السلفيين وقال “ليس لهذا الفريق وزن على الساحة”, مشيرا الى ان الوثيقة محاولة فاشلة وفرقعة اعلامية, تهدف الى تلميع صورة الحزب بعد النكسة الاخيرة التي اصابته في بيروت.
واكد الشهال ان جروح الطائفة السنية لن تلتئم من جراء ما قام به الحزب في بيروت ومساندته لمن يهاجمون طرابلس, مشيرا الى “ان هذه الوثيقة خطأ في توقيتها وفي شكلها, وهي وثيقة جوفاء وليست ذات مغزى”, كما شدد على أن من وقع لا يصح أن يقال أنه وقع عن التيار السلفي.
من جانبه, أوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر ان ممثلين لبعض الجمعيات السلفية زاروه ووضعوه في جو الوثيقة التي ينوون توقيعها مع “حزب الله” بعدما كانوا قد حددوا موعدا لذلك, مؤكدا ان زعيم “تيار المستقبل” النائب سعد الحريري, لم يتم وضعه في جو الوثيقة على الإطلاق, واضاف ان “تيار المستقبل”, وان كان ينبذ العنف والتطرف, ودعوات الفتنة المذهبية والطائفية فهو لم يتبن هذه الوثيقة او غيرها”.
الى ذلك, رأت مصادر الاكثرية ان هذا التوقيع يشكل اعترافا واضحا بوجود فتنة سنية – شيعية كابر الحزب طوال ثلاث سنوات في عدم وجودها, معتبرة ان ما حصل يؤكد تسبب الحزب بممارساته وسياساته التي اتبعها بوجود هذه الفتنة التي كرسها الاتفاق المذكور.
وفي وقت سابق من امس, وقع “حزب الله” وممثلون لبعض التيارات السلفية, وثيقة تفاهم هدفها نقل الخلاف من الشارع الى الحوار بين العلماء لتجنب فتنة مذهبية, واكد الجانبان ان الوثيقة “ليست موجهة ضد احد” ومفتوحة لقوى سلفية اخرى.
وتضمنت الوثيقة ثمانية بنود شددت خصوصا على “حرمة دم المسلم على المسلم”, وعلى “الامتناع عن التحريض الذي يذكي نار الفتنة”, وعلى “السعي للقضاء على الفكر التكفيري” عند الطرفين.
واكدت “حق اي مجموعة باللجوء الى الوسائل المشروعة للدفاع عن النفس عند تعرضها الى اعتداء”, ووقوف كل طرف مع الاخر “بقوة وحزم”, اذا تعرض حزب الله او السلفيون “لاي ظلم ظاهر وجلي من اطراف داخلية او خارجية”, اضافة الى الوقوف في وجه المشروع الصهيو – اميركي.