في كل مرحلة من مراحل تاريخ الثورة الفلسطينية كان هناك “الندابون” محترفي تنظيم الجنازات ، الذين يبشروا بموت الثورة ، وخيانة قادتها ، واستسلام مناضليها ، فيتباروا برثائها ونعيها ، ويفتتحوا بيوت العزاء في الصحف والمجلات واحيانا باصدار الكتب والدراسات والابحاث، وحديثا على القنوات الفضائية وشبكة الانترنت.وعادة وكما اثبت تاريخ الثورة الفلسطينية فانه سرعان ما يجد هؤلاء انفسهم يسيرون نحو المقبرة بمفردهم وجوقة الطبالين والزمارين المرافقة لهم ، دون نعش او ميت، ولكنهم ومع ذلك يصروا على ان هناك نعش وهناك ميت ويتراكضوا في الشوارع يقفزوا على الارصفة يمسكوا بايدي الناس يرجونهم البكاء ولطم الخدود والعويل على ميت غير موجود فيردهم الناس ويرفسوهم باقدامهم ، واحيانا يبصقون عليهم وفي الكثير من المرات يضربونهم على “قفاهم”.وغالبا ما كان هؤلاء الناعقون محترفي تنظيم الجنازات من الكتاب “النكرات” الذين لم يتمكنوا بسبب ضحالتهم وضعفهم من ايجاد موقع لهم في احدى صحف المنظمات الفلسطينية او المؤسسات الاعلامية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وممن لفظتهم الثورة لعدم صلاحيتهم ، اما لانتهازيتهم المفرطة او عقلياتهم العفنة او انهم سرعان ما تم كشف سخافتهم وكذب ادعاءاتهم.ورغم محاولات هؤلاء “النكرات” وكانت بدايتهم بعد حوادث ايلول 70 وتموز 71 في الاردن حين كثرت الاقلام النادبة المولولة المبشرة بهزيمة الثورة وانتهائها ، لكن الثورة نهضت كالعنقاء من الرماد وسرعان ما استعادت وهجها وتالقها في لبنان ، وبعد اربع سنوات على وجود الثورة في لبنان وخلال طرح البرنامج المرحلي سطرت الاقلام المرتجفة الاف صفحات الرثاء والنعي للثورة الفلسطينية ، لكن الثورة خاضت موحدة بعد ذلك ما سمي بالحرب الاهلية عامي 75 – 76 ، في مواجهة مؤامرة التصفية على ايدي التحالف الانعزالي السوري ، لكن هذه الاقلام لم تخرسها الانجازات الهائلة التي حققتها الثورة انذاك وهزيمتها المشروع الانعزالي فواصلت قصفها للثورة وواصلت هجماتها فمنها من اصدر صحف الرصيف ومنها من اصدر صحفا صفراء في باريس ولندن ومنهم من انتشر في صحف الخليج وكلهم كان ديدنهم التبشير بنهاية الثورة وموتها واقاموا كالمرات السابقة بيوت العزاء ونظموا الجنازات ونصبوا السرادق واعلنوا استعدادهم تلقي العزاء.لكن الثورة واصلت مسيرتها بل ازدادت قوة وحضورا في اوساط شعبها وباقي شعوب العرب والعالم ورغم نباح الكلاب ظلت القافلة تسير ، الى ان اضطر العدو الصهيوني القيام بنفسه بشن حرب ضروس لتصفية الثورة، فغزا لبنان واحتل بيروت بعد حوالي شهرين من الصمود الاسطوري ، وانتهت الحرب بخروج مقاتلي الثورة من لبنان ليتنشروا في تونس والجزائر واليمن وسوريا والسودان وفي انحاء اخرى من الارض.فانبرت الاقلام ذاتها وضمت معها عناصر جديدة ، شامتة مزهوة ب” هزيمة” الثورة واندحارها امام جحافل العدو، واخذت تبشر بكل ما تيسر لها من وسائط اعلامية بموت الثورة وانتهائها ، لكن الثورة كذبت نبوؤاتهم وهرطقاتهم وادعاءاتهم ، ومن الجزائر واليمن عاد المقاتلون الى لبنان ليخوضوا معركة استقلال القرارالوطني الفلسطيني في طرابلس ضد اعوان النظام السوري، ومن تونس الخضراء قاد امير الشهداء ابو جهاد الانتفاضة ، ومن تونس الخضراء واصل القائد الشهيد ابو اياد حربه الضروس ضد الموساد الصهيوني يعاونه فرسان الامن الموحد المناضل امين الهندي وعاطف بسيسو وتوفيق الطيراوي وابو محمد وغيرهم من قادة الثورة الميدانيين ، وفي تونس الخضراء كتب شاعر المقاومة فقيد الشعب الفلسطيني محمود درويش وثيقة الاستقلال، وفي الجزائر اعلن زعيم الشعب الفلسطيني وقائد الثورة ياسر عرفات ابو عمار استقلال فلسطين.وواصلت الثورة مسيرتها وكانت اتفاقية اوسلوا التي اعادت قيادة الشعب الفلسطيني وعشرات الالاف من كوادر الثورة الى ارض الوطن، وبموجبها اعترف العالم لاول مرة في التاريخ بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وحقه باقامة دولته المستقلة.فانبرت اقلام الموتورين لتعلن للمرة الالف موت الثورة ونهايتها وينظموا من جديد جنازة الثورة بعد ان جهزوا القبر والنعش وجوقة الطبالين والزمارين.لكن امال هؤلاء الذين احترفوا تنظيم الجنازات للثورة الفلسطينية باءت بالفشل ، فالثورة انتخبت ولاول مرة بالتاريخ رئيسا لفلسطين ، ثم انتزعت الثورة الفلسطينية خارطة الطريق والتي تنص على اقامة دولة فلسطينية على كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 ، وعندما حاول العدو المماطلة واشترط قيام السلطة الفلسطينية باعتقال مناضلي حماس عندما كانت حماس لم تكشف عن نواياها الانقلابية بعد ، رفض ابو عمار المساس بحرية أي مواطن فلسطيني اندلعت الانتفاضة الثانية لتبرهن الثورة الفلسطينية للمرة تلو المرة انها وجدت لتبقى كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.ومع ذلك لم تكف الاقلام الصفراء عن المضي بهجومها على الثورة والغريب ان هذه الاقلام اظهرت حرصا وعزيمة على موت الثورة اكثر من حرص العدو الصهيوني ذاته.والاكثر غرابة ان احدا من محترفي تنظيم الجنازات لم يسال نفسه مرة واحدة لماذا لم تمت الثورة في ايلول 70 او في تموز 71 في الاردن، ولم تمت في الحرب الاهلية في لبنان ، او خلال الغزو الصهيوني للبنان، اواثناء الانتفاضة الاولى او الثانية، ولم يفتت عضدها التشريد والمنافي، ولم تقضي عليها المؤامرات وما اكثرها، فلو احدا سال نفسه لما وجدناه اليوم يعزف ذات
السيمفونية وينعي الثورة في كل مناسبة تتاح له حتى لو كتب عن افضل الطرق في زواج القردة .وللاسف ان كل من هب ودب ، رغب بدخول عالم الكتابة يجد اكثر الطرق سهولة هي التهجم على الثورة واعلان وفاتها والدعوة لتنظيم الجنازة لها، ويذهب بعضهم الى اكثر من ذلك فيعلن انتهاء الجنازة ومراسم الدفن ، فيما يسلط اخرون مدافعهم الثقيلة على قبر الثورة ليخفي معالمه حتى لا يتذكر احدا انه كانت هناك ثورة وهناك ثوار.ولكن هؤلاء الصغار لايدركوا ان الثورة لا تموت لانهم لا يعرفوا اصلا ما هي الثورة ومن هم الثوار، ولانهم لم يطلعوا على تجارب ثورات الشعوب ، فكل ما في مخيلتهم عن الثورة هي الثورة المسلحة. هي كلاشنكوف وشاب ملثم ، او عملية انتحارية ، او صواريخ عبثية.والى هؤلاء اقول ان كل عمل يؤدي الى تغيير جذري في واقع ما هو ثورة ، والثورات لها انواع عديدة ، فهناك ثورات اقتصادية واخرى علمية واخرى ثقافية واخرى تكنولوجية ، وهناك تورات التحرير، سواء من احتلال عدو اجنبي ، او التحرر من حكم ديكتاتوري تعسفي.والثورة التي تستهدف التحرر والانتقال بالمجتمع من حالة الى حالة تختلف وسائلها واساليبها وطرقها حسب الظرف القائم في كل مرحلة تاريخية. فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قام بثورة غيرت وجه الارض دون سلاح بل “بالدعوة الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” .والتجار اليمنيين والعمانيين احدثوا ثورة فكرية هائلة في ثقافات الشعوب الافريقية والشعوب الاسيوية في اندونيسيا وماليزيا وفي اجزاء كبيرة من الهند والصين دون مدافع او صواريخ. وعبد الناصر احدث ثورة هائلة في كل ما يمت بحياة مصر والمصريين بصلة دون نقطة دم واحدة، وحرر مصر من الاحتلال البريطاني بعد احتلال دام 88 سنة.وغاندي حرر الهند من الاستعمار البريطاني بعد احتلال دام نحو قرنين بالصيام واليوغا والنضال السلمي. وفلاديمير لينين قاد ثورة في روسيا قلبت وجه العالم بثورة شعبية كان سلاحها الرئيسي الاضراب والنضال الفكري والاعلامي قبل ان يقوم البلاشفة بانتفاضة اسقطت حكم القياصرة. اما في فيتنام فلم تكن ثورة بل كانت حرب بين دولتين هما فيتنام الشمالية والولايات المتحدة.اما الثورة المسلحة في اسبانيا فقد فشلت وانتصرت الديكتاتورية.وفي دول امريكا اللاتينية وخلال العقدين الاخيرين حدثت ثورات في خمس دول في القارة سقطت خلالها الانظمة الديكتاتورية وصعدت قوى معارضة بشدة للولايات المتحدة حققت انجازات هائلة في نطاق تحرير اقتصادها من هيمنة الشركات الامريكية دون قطرة دم واحدة.اما تجربة كوبا المسلحة فكانت ثورة داخلية على نظام حكم باتيستا الديكتاتوري المدعوم من الولايات المتحدة، وقد اخذت طابع الثورة المسلحة نظرا لطبيعة الجغرافيا والطابع الريفي للمجتمع في ذاك الوقت وضعف هيمنة النظام الديكتاتوري على المناطق الريفية.وهذه الظروف انطبقت على الثورة الجزائرية التي انفردت بخصائص مميزة ايضا تنسجم مع طبيعة الاحتلال الفرنسي وبنيته العسكرية الاستعمارية ، وخصائص الشعب الجزائري والجغرافيا الجزائرية ،وعدم احكام الاحتلال قبضته على الريف الجزائري الذي شكل قاعدة ارتكاز للثوار في المدن.ولكن لم يكن بالضرورة ان ينسخ الشعب التونسي او الشعب المغربي تجربة الشعب الجزائري للحصول على الاستقلال وطرد المستعمر الفرنسي ، وكليهما قام بثورة انهت الاحتلال وحررت بلادهم.اذن لا يوجد نمط واحد للثورة ولا يوجد قالب واحد على جميع الشعوب ان تخضع لشروطه لممارسة الثورة سواء على النظم المحلية او الاحتلال الاجنبي، بل ان لكل شعب ظروفه الخاصة عليه ان يبتكر الاساليب في كل مرحلة لتحقيق النجاح لثورته وانتصاره على العدو.والشعب الفلسطيني كغيره من الشعوب يبتكر في كل مرحلة الاسلوب المناسب لتحقيق اهدافه ، فعندما كان لا بد من الاختباء بالكهوف واقامة قواعد ومعسكرات صغيرة لمجموعات من المقاتلين في غور الاردن او جنوب لبنان ليمارس عملا عسكريا يزعج به العدو ويسمع العالم ان هناك شعبا مظلوما يصرخ لاستعادة حقوقه، مارس هذا النوع من من الكفاح.لكن هل هذا هو الاسلوب الوحيد الذي يجب ان يستخدم ليقال ان هناك ثورة، ثم هل الثورة الفلسطينية ومنذ انطلاقتها المعاصرة في عام 1965 كانت فقط كفاحا مسلحا؟لمن لا يعرف من الاجيال الشابة وحتى لا تؤثر فيهم الدعايات المضللة للاقلام الصفراء فانه قبل انطلاق الكفاح المسلح في عام 65 ، كان هناك ثورة فكرية سياسية ثقافية اقتصادية قام بها القادة الاوائل للثورة الفلسطينية، فابو جهاد ناضل بشراسة لاصدار مطبوعة اعلامية فلسطينية “فلسطيننا” وابو عمار وابو اياد قاما بدور هائل على المستوى السياسي لحشد طاقات الشباب الفلسطيني، وخالد الحسن وبعض الاخوة الاخرون بذلوا جهودا ضخمة لتوفير وسائل تمويل لاخوانهم العاملين في الميادين الاخرى، فيما كان ابو صالح وكمال عدوان وابو يوسف النجار منهمكين في تاسيس نواة الكفاح المسلح.وانطلقت الثورة المسلحة، فهل يظن “الكواتيب” من منظمي جنازات الموتى ان كل الشعب انخرط بالكفاح المسلح وكله التحق بالمعسكرات والقواعد العسكرية ، ام ان هناك من انخرط بالعمل العسكري واخرون بالعمل الاعلامي واخرون بالعمل السياسي واخرون بالعمل الطلابي ونشاطات المراة والطفولة وتنظيم الشعب في نقابات واتحادات وروابط وفي النشاط الفني سينما ومسرح وفنون تشكيلية ونشر الزي الفلسطيني والمقلوبة الفلسطينية، الى اخر الانشطة وفي كل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني.يغيب عن هؤلاء الحاقدين “غالبا لاسباب خاصة” ان
الثورة هي فعل شامل يشارك فيها كل الشعب بجميع فئاته كل في مجالة وكل قدر استطاعته. ولهذا لا تموت الثورات ولا تنتهي الا بالانتصار، لانها ثورة شعب باسره ، ولما كانت ثورة الشعب الفلسطيني تواجه عدوا يحاول انكار وجوده “أي ثورة ضد نفي الوجود من اصله” ، فان كل فعل او جهد او عمل يثبت حقيقة وجود الشعب الفلسطيني هو فعل ثوري، ولما كان الطالب عندما يجتهد في دراسته ويحصل على التفوق يثبت حقيقة وجود هذا الشعب وعندما تذبل عيون سيدة فلسطينية وهي تطرز ثوبا فلسطينيا تثبت وجود هذا الشعب، وهكذا الرسام والمصور والكاتب والاديب والشاعر والطبيب والمحامي والمهندس عندما يبدعون في اعمالهم يثبتون حقيقة وجود هذا الشعب ، فان كل هؤلاء ثوارا وهؤلاء هم الشعب الفلسطيني، فهل يمكن ان تموت الثورة اذن؟؟؟اليست الثورة هي هؤلاء الالاف من مناضلي فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وحركة الجهاد والقيادة العامة وجبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير العربية ؟ الا تضم هذه التنظيمات خيرة وغالبية شعبنا الفلسطيني ، هل مات هؤلاء وانتهت هذه التنظيمات ، الم يزل مناضلوها كل في موقعه يقدم لفلسطين ما يستطيع وفق وعيه وادراكه وبرامج قيادته، وهل هناك لدى أي منها برنامج غير اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.اما اذا ظن بعض “منظمي الجنازات” ان المفاوضات مع العدو الصهيوني يناقض الثورة فهذا الظن يدل على الجهل والغباء في احسن الحالات وفي حالات اخرى يكون هذا الظن نوعا من سلوكيات الطابور الخامس لاضعاف الجبهة الداخلية وزرع الشك والريبة في صفوف الشعب وفي ذلك اضعاف للقيادة الوطنية لصالح العدو.فانتبهوا يا “كتاتيب” مقطوعات النعي ، ايها المحترفون بتنظيم الجنازات، ايها المرتجفون المشككيين ، وكفا نعيقا، فاحلامكم ستذهب مع الريح، وامانيكم المعادية للثورة والشعب وحق تقرير المصير، تذروها الرياح كما في كل مرة وعلى الدوام، فباذن الله لن تشمتوا يوما بثورتنا ولن يحقق الله امانيكم لان الله سبحانه وتعالى مع الحق ومع الشعوب التي تناضل من اجل حريتها وتحرير بلادها، وشعبنا الفلسطيني العظيم ما زال مصمما على التحرير ولن ينكس رايته، راية فلسطين راية الدولة الفلسطينية المستقلة، راية حق تقريرالمصير.وتبقى هناك نقطة لا بد من توضيحها وهي ان هناك فرق كبير بين الثورة ورجالها، فالاولى لا تموت ، اما رجالها فيأتون ويذهبون، ومنهم من نقدر ونجل ومنهم من ننتقد ونقوم ونرشد ولكننا لا نعمم ولا نشمل الصالح بالطالح، فاذا كان الصالح لا يرجوا شكرا ولا مديحا، فان الطالح علينا ان نوجه النقد له مباشرة ودون لف او دوران ، لان التعميم يحمل في طياته نوايا غير بريئة ، بل ان التعميم يصب في خدمة اهداف العدو. ملاحظة : حتى لا يكلف البعض نفسه جهد تدبيج الاتهامات وعبارات التجريح والادعاء بانني من ابواق السلطة الى اخره، فانني اؤكد وادعوا كافة المخلصين لفلسطين ان يكونوا دائما وفي كل الاحوال والاوضاع مع الثورة وجزء منها وان يستمروا بالدفاع عنها ضد كل من يسول لنفسه النيل منها. والثورة هي السلطة الوطنية الفلسطينية ومكوناتها من فصائل وقوى وتنظيمات ومؤسسات، وعشرات الالاف من المناضلين منهم من هو خلف القضبان ومنهم من هو بالميدان، يرفدهم شعبنا الفلسطيني كله بالاف الاشكال والاساليب وكلها تمثل فعلا ثوريا في مواجهة الاحتلال. وتاكدوا اننا على ثقة تامة وايمان عميق بان ثورتنا الفلسطينية لن تموت لسبب بسيط وهو ان شعبنا الفلسطيني لن يموت. وسنظل نهتف ثورة ثورة حتى النصر .
ابراهيم علاء الدين