هذا السؤال لم يأت من فراغ، و هو ليس عنوانا لمقال ترويجي للقناة، و ليس أيضا تهجما عليها أو نتيجة لميول شخصية.
توصلت لطرح هذا السؤال من خلال متابعتي الدائمة و الطويلة للمشهد الإعلامي الفضائي العربي و لمجموعة قنوات MBC و خاصة MBC1 ، و ربما السنوات القليلة الماضية هي التي فرضت طرح هذا السؤال بعد تجدد دماء القناة و إنقاذها من الإفلاس و الغلق أو البيع.
أعمال كبيرة تعرض على هذه القناة و أعمال جديدة تصبح كبيرة بعد عرضها بها…..
لعل أحسن مثال و آخر هذه الأعمال المسلسلين التركيين “نور” و “سنوات الضياع” و المسلسل السوري “باب الحارة 2″، لو عرضت هذه الأعمال على قناة أخرى هل كانت ستلقى نفس الصدى و الشهرة؟ و هل الحملة الإعلامية الدعائية التي تصاحب في الغالب كل عمل تعرضه MBC هي التي تجعل منه عملا كبيرا و ناجحا؟ أو على الأقل تخلق الاعتقاد لدى الناس أن العمل ضخم و شديد الانتشار و الشهرة.
هل كان سيكون لمسلسل “الاجتياح” قدر آخر من الشهرة و النجاح لو عرض على MBC و سبقت عرضه و تلته كل تلك التوابل الدعائية؟
لا أريد العودة هنا لهذا المسلسل لأني تحدثت عنه بمقال سابق، لكني أراه أحسن مثال للأعمال الفنية الهامة التي لم ينتبه لها الجمهور لمحدودية القنوات التي تعرضها، و لغياب حملة دعائية ذكية تروج للعمل و تجعله ناجحا حتى قبل مشاهدته.
لا يستطيع أحد إنكار نسبة مشاهدة قنوات MBC العالية، و لو كان معارضا لمحتوى الأعمال و المواد التي تعرض بها، أو كان ضد الخط الافتتاحي ككل.
إن تعدد قنوات MBC يجعلها تغطي اهتمامات أغلب الفئات العمرية و الجنسية و التعليمية، كما أن القالب المميز و الجودة التقنية تساهم كثيرا في جعلها في الريادة، إضافة لدعم كبير مباشر و غير مباشر لعدد من المنتديات و الصحف و المجلات تساهم كلها في جعل كل ما يعرض في هذه القنوات كبيرا، و تجنبه الفشل أحيانا.
ما يعرض على MBC يلفت له الانتباه و نتعامل معه على أنه عمل أو خبر هام، و يجعل فرصة الاهتمام به أكبر و احتمال تناقله بكثرة بين وسائل الإعلام يزيد أيضا.
ربما الشيء الوحيد الذي لم تتمكن القناة من المنافسة فيه بقوة و لم تنفعها الحملات الدعائية في ذلك هي برامج تلفزيون الواقع، فلحد الآن لم تصل MBC لإنتاج أو بث برنامج واقع ينافس و يماثل برنامج “ستار أكاديمي” على LBC أو “سوبر ستار” على FUTURE .
** جمال الدين بوزيان
ناشط اجتماعي جزئاري