من الواضح أن موضوع التئام مؤتمر حركة فتح السادس هو ضرورة ملحة ليس لحركة فتح فحسب، بل هو مطلب فصائلي وشعبي، لكي تحدد حركة فتح برنامجها التاريخي ومكانتها وإستراتيجيتها، أي انه اختبار مصيري للحركة وقدرتها على البقاء والصمود أمام التحديات الجسام التي تعصف بها من كل جانب لاسيما بعد التحولات المتراكمة داخلياً وخارجياً وفي بنية النظام السياسي على الساحة الفلسطينية المتشرذمة، وأخرها أحداث يونيو العام الماضي في قطاع غزة التي أفرزت حالة من الانقسام الجغرافي والسياسي، فخلطت الأوراق وأثرت سلباً على مجمل القضية الفلسطينية بشقيها السياسي والنضالي خاصة على الصعيد الداخلي والخارجي وفي المحافل الدولية.
تحديات وحواجز عدة تمر بها الحركة التاريخية كما أشرنا، لكن انعقاد المؤتمر سينعش من جديد نشاط وحيوية اللجنة المركزية المعطلة والتي تبنت في برنامج الحركة الفتحاوية، بعد حالة الجمود التي أصابها طوال تسعة عشرة عاماً، ومسألة التأخير ليست ناتجة عن : “عدم تحديد مكان أو زمان انعقاده، في داخل أو خارج الأرض المحتلة، أو من خلال الفيديو كونفرنس، أو بمشاركة العسكر أو دونهم، وعلى أسس جدول أعمال انعقاد المؤتمر، أو القائمين على التحضير من الأخوة أعضاء اللجنة المركزية”، … إنني أقولها للجميع بصراحة هناك أزمة قيادة وغياب لدى أعضاء الأخيرة، بفعل استشهاد ورحيل ومرض القادة العسكريون والسياسيون من ناحية، ومن ناحية أخرى محاولة فرض البعض أجندته الخاصة للهيمنة وبسط نفوذه وسيطرته على المؤتمر بالتالي نيل عضوا ً في الثوري أو في المركزية. لكن هذا لا يعني أن الحركة تعيش أزمة نهاية كما يروج لها الأعداء وخفافيش الظلام، لا فالحركة وفق مطالعتي للمجريات السياسية وعلى المشهد الفلسطيني والفتحاوي هي قادرة على تجاوز الأزمة العابرة، والتاريخ اثبت ذلك. فالحركة لديها الكثير والكثير من القادة العظام والفضل للسيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومن سار على دربه الرئيس”محمود عباس” القائد العام ورئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والأخوة المناضلين فاروق القدومي، أمين سر اللجنة المركزية وسليم الزعنون عضو اللجنة المركزية ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ومحمد راتب غنيم عضو اللجنة المركزية ورئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الحركي وهم الحارس وأصحاب تجربة وخبرة وكل أعضاء اللجنة المركزية التي يمكن استثمار خبراتهم بجانب عنفوان القيادات الشابة المتكدسة والمتحمسة طوال تسعة عشر عاماً الماضية، لا سيما أصحاب العقول النيرة والمشاريع الشمولية في الحركة التي تبحث عن التجديد والنهوض بها بما يضمن تمثيلاً عادلاً لجميع القطاعات بهدف فرز قيادات جديدة توائم بين تجربه الشيوخ وحماسة الشباب الصاعد والواعي، بعد أن وصلت اللجنة المركزية الحالية المترهلة إلي مرحلة الكهل والجمود وعدم استطاعتها تقديم المزيد من العطاء وإدارات الأزمات.
لذلك نناشد الأخوة أصحاب الشأن والقائمين في اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالأتي:
التوجه بعزيمة صادقة إلى المؤتمر الفتحاوي السادس، ليكون عامل نقلة لا عامل انهزام وانقسام.
أن يكون هناك دافع ورغبة قوية من قبل أعضاء اللجنة المركزية.
حسم مسألة الكفاءات وكلاً حسب موقعه المناسب وعلى قاعدة أصحاب المشاريع الشمولية والوطنية.
نبذ وترك الخلافات الشخصية جانباً والانتباه إلى سلم الأولويات من هموم وتحديات خطيرة تعصف بالحركة والمشروع الوطني.
وضع نهاية حازمة لمسألة بروز التيارات المحسوبة على شخصيات قيادية معنونة، يكون على حساب فتح والمشروع الوطني، لذلك نناشد الجميع الالتزام والتوحد خلف أولي الأمر.
فرز لجنة متفق عليها داخليا لمحاسبة المخطئين وذوي المصالح الشخصية ولملمة الجراح.
التخطيط السليم المسبق قبل انعقاد جدول أعمال المؤتمر خشية أن ينعكس الانقسام السياسي والجغرافي على مناخ أعمال المؤتمر.
أن يحدد المؤتمر موقفه من الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” لا سيما بعد أن خلطت ألأوراق من مسألتي التفاوض والعمل المسلح.
أتاحت الفرصة أمام قيادات الصف الثاني الشابة التي جاءت عبر عملية انتخابية فأفرزت عدد كبير من الأقاليم المشاركة والتي يمكن الارتكان عليها، لا سيما وهي أقدر على العطاء وقيادة السفينة بما يخدم المشروع.
حصر مسألة العضوية ضمن مقاييس ترتئيها الحركة لمن يستحقها، باعتبار المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحركة ويضع سياساتها العامة وينتخب قياداتها المتمثلة باللجنة المركزية و…
كاتب وباحث