نورالدين لشهب
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الجمعة 15-08-2008 ، أتباعه الى ما
نورالدين لشهب
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الجمعة 15-08-2008 ، أتباعه الى ما سماه التوقيع بدمائهم على تعهد بمقاومة القوات المحتلة في العراق والدول الإسلامية كافة ، وحض في بيان تلاه الشيخ أسعد الطاهري خلال صلاة الجمعة أحباره وأتباعه بعدم التردد بتعهد يقسمون فيه على استمرار ما وصفها بالمقاومة في العراق والدول الإسلامية وبالوسائل العسكرية والعقائدية ضد من وصفهم بالمحتلين والقوى التي تعتنق المبادئ العلمانية الغربية ، وقال الصدر بان أعداءه هم القوات المحتلة والنواصب والغزاة ، مشيرا الى أنه لن يتفاوض معهم حول التوقيع على هدنة ولن يجلس معهم حول الطاولة نفسها ما دام على قيد الحياة ، حسب ما ورد في بيانه .
من يقرأ هذا البيان الغريب الذي يعلن فيه “حجة الإسلام” الحرب على الجميع مع استعمال شعارات طائفية مقيتة مثل: النواصب والحرب ضد الدول الإسلامية والعلمانيون العراقيون والاحتلال والقوات الغازية ، الكل في سلة واحدة ، يجعلنا أمام بيان خطير جدا لما يحمل من شعارات وتفسير طائفي للمقاومة بعيدا عن الخطاب الوطني / القطري العراقي الذي يتشكل من فسيفساء مذهبية وطائفية وعرقية ولغوية ودينية واتجاهات سياسية وفكرية… الأمر الذي يجعلنا في أمس الحاجة الى تفكيك هذا البيان وتبيان مخاطره على العراق أولا ،ثم على الأمة ثانيا ، العراق هذا البلد الجميل الذي تحول بفعل هذه البيانات الدموية من بلد الحضارات والثقافات ،يصدر الى العالم بشكل عام والى العالم العربي والإسلامي بشكل خاص الفكر والثقافة ، الى بلد يصدر أخبار الدماء والأشلاء والحروب الطاحنة التي استثمرت في اجتماعه البشري على نحو فاجأ الجميع ولو كانوا عراقيين الذين كانوا الى بداية عام 2004 يستبعدون قيام حرب طائفية بشكلها المأساوي الذي نراه حاليا، ومن بين هؤلاء مفكرون ومثقفون وعلماء دين عراقيون كبار!!
السيد مقتدى الصدر حين يعلن حربه “المقدسة” الصادرة من مكان مقدس على النواصب والدول الإسلامية ، لم يحدد لنا من هم النواصب وما هي هذه الدول الإسلامية التي تعتبر هدفا “مشروعا” لمقاومته ؟؟ ومن المعلوم أن النواصب هو شعار سياسي تاريخي تراثي أكل عليه الدهر وشرب ، ولم يعد له وجود مطلقا لأن الاختلافات السياسية الآن ليست بين علي ومعاوية ، ولكن بين أنصار الممانعة والرفض وخيار المقاومة ضد أصحاب التبعية وخيار المساومة، أما النواصب قديما هم من ناصبوا الإمام علي كرم الله وجهه الخصام لأسباب سياسية حول الخلافة مع معاوية وحزبه ضد حزب علي وشيعته أي أتباعه ، أما اليوم ليس من مكونات الأمة الإسلامية من يناصب العداء لسيدنا علي عليه السلام ، الكل يحب آل البيت جميعا ودون تمييز بين آل البيت والصحابة عند أهل السنة ، وأما عند الطائفة الإمامية فإنهم معصومون ، لا ضير في ذلك المهم أن الكل يحبهم ، فأين النواصب يا ترى في حياة ومسيرة الأمة الإسلامية في هذا العصر ؟ دلونا على من يناصب العداء الآن لآل بيت النبوة؟ لا وجود طبعا. ولو وجد من يناصب العداء لسيدنا علي ويتهجم عليه من على المنابر ويسب أهله كما حكت كتب التاريخ في بداية حكم بني أمية لوجدنا أهل السنة سباقين الى تجريم هؤلاء قبل الشيعة ، وكل من خولت له نفسه وتهور في سب احد الصحابة يتعرض من جمهور الأمة العريض / أهل السنة الى التفسيق والتكفير فما بالك أن يناصب العداء أحد المسلمين لأهل بيت النبوة ؟!
إن النواصب الذين يعنيهم “حجة الإسلام” مقتدى الصدر هم أهل السنة ، ويشهد على ذلك هو أن مقاومته يجب أن تكون مسلحة وفكرية وعقدية كما جاء في البيان ، بمعنى أن مقاومته المسلحة يجب أن يسبقها “تنظير” و “فقه” لما ينبغي أن تسير عليه حربه المقدسة التي تجاوز العراق الى البلدان الإسلامية ، وبما أن البيان لم يحدد من هي هذه البلدان الإسلامية ، فان التنظير والفقه العقائدي له يجعلها تستثني إيران الإسلامية من أهدافها لأنها ، (=إيران) تشارك مقتدى الصدر في منطلقه العقائدي الإمامي ، لتكون الدول الإسلامية ذات الأغلبية السنية هي المستهدف بغاية “تطهيرها” من هذه الأغلبية لأنهم نواصب بزعمه كما يذهب الى ذلك في بيانه ، ولم يقف الأمر الى هذا الحد بل مقاومة العلمانيين بشكل عام سواء كانوا عراقيين أو غير عراقيين ، وهذا أمر خطير جدا لأن العلمانية مفهوم ضبابي غير واضح المعالم في عالمنا العربي والإسلامي ، فالعلمانية علمانيات ، لأنه حتى داخل الطائفة الشيعية هناك علمانيون بعضهم مع الاحتلال وقدموا الى العراق على دباباته وشاركوا في احتلال العراق ، ومنهم من يناصب العداء للمحتل وعملائه ، فأي علمانيين يقصد السيد مقتدى الصدر؟ مفهومه للعلمانية كما ورد في البيان هي
من تقتدي بالمبادئ الغربية ، ولكن البيان لم يحدد لنا ما هي هذه المبادئ الغربية . واضح أن العلمانيين حسب مفهومه هم غير العقائديين مثله في النهج الإمامي حسب تصور جزء بسيط من الأمة ومقتدى الصدر من بينهم . بهذا المعنى فالسيد مقتدى الصدر يحشر جميع العلمانيين في سلة واحدة الى جانب ما سماهم النواصب ولو كانوا من داخل الطائفة الشيعية وما أكثرهم من مفكرين ومثقفين وكتاب الرأي في الصحافة والإعلام ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي وخارجه، ولا أريد ذكر أسمائهم حتى لا أنسى ذكر البعض الآخر!!
من تقتدي بالمبادئ الغربية ، ولكن البيان لم يحدد لنا ما هي هذه المبادئ الغربية . واضح أن العلمانيين حسب مفهومه هم غير العقائديين مثله في النهج الإمامي حسب تصور جزء بسيط من الأمة ومقتدى الصدر من بينهم . بهذا المعنى فالسيد مقتدى الصدر يحشر جميع العلمانيين في سلة واحدة الى جانب ما سماهم النواصب ولو كانوا من داخل الطائفة الشيعية وما أكثرهم من مفكرين ومثقفين وكتاب الرأي في الصحافة والإعلام ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي وخارجه، ولا أريد ذكر أسمائهم حتى لا أنسى ذكر البعض الآخر!!
أما عن المحتل الذي يريد أن يستهدفه فلم يسم لنا من هو هذا المحتل ، لأنه ذكر الى جانب المحتل الغزاة ، هل المحتل هو الأمريكان الذين يسميهم بعض الشيعة العملاء بالقوات المتعددة الجنسيات والقوات الحليفة التي قدمت لتحرير العراق من النظام الصدامي البائد فغرقت في مستنقع العراق بفعل المقاومة العراقية الوطنية الباسلة التي حاصرته مع عملائه، ذلك أن العملاء لا يستطيعون مغادرة المحمية الأمريكية أو ما يسمونها بالمنطقة الخضراء ، لأن المقاومة هي من يتحكم في شؤون العراق الاجتماعية وليس العملاء الذين لا يستطيعون أن يبرحوا المنطقة الخضراء إلا بمساعدة المحتل . أم أن المحتل هو دولة إيران وبيادقها الذين ينافسون المقاومة في الشرعية الاجتماعية بأساليب طائفية عتيقة يستهجنها بعض الشيعة ممن يتحزبون للعقل المسدد بحاجة العراق الراهنة ومتطلباته الآنية، و القادرين على إنتاج خطاب وطني جامع ( = ربما هم العلمانيون على حد تعبير البيان)كالاحتفال بأئمة الشيعة التي جعلوها مناسبات دينية وأنزلوها منزلة وطنية على طول العام ، فهذا الاحتفال لمولد الإمام كذا، وهذا لأربعينيته، وذاك ليوم موته أو استشهاده ووو… حتى غدا العام كله عطلا واحتفالات يعرضون فيه خطر الزوار والمحتفلين الى الخطر، خطر “بلاك ووتر” وغيرها من الشركات “الأمنية” المرتزقة علاوة على خطر الجماعات المشبوهة. كما أن كل احتفال بالأئمة على الطريقة الطائفية الشيعية التي هي جزء واحد من مكونات العراق تخصص له عطلة يومية وتتوقف فيه الدراسة والعمل في الإدارات، والخدمات الاجتماعية، وتتعطل فيه المرافق المكرسة لخدمة العراقيين البسطاء !!
إن هذا البيان خطير وغير وطني لأنه ينظر الى الأشياء بمنظار طائفي مقيت مقوض لعرى الاجتماع العراقي فضلا عن العربي والإسلامي ، فمقتدى الصدر لما ألقى خطابا قبل أربع سنوات دعا فيه الى مقاومة المحتل على طريقة حزب الله وحماس صفق له الجميع وكانوا ينتظرون قيام هذه المقاومة وانطلاقتها ، لكن بعد أيام قليلة شارك أنصاره في الانتخابات حسب مشيئة الاحتلال الأمريكي ، وشاركت مليشياته المخترقة من قبل الصفويين في ذبح المواطن العراقي ، وخاب أملنا في دعوته الى المقاومة التي بشرنا بها على طريقة حزب الله وحماس كما توعد الأمريكان بذلك ،ووعد جمهور المقاومة في المشرق العربي ومغربه ، ولا زلت أتذكر مقالات كثيرة كتبت حول كلامه من قبل كتاب عرب في أكبر الصحف العربية من داخل الوطن العربي وخارجه تستبشر بدعوته هذه ، ولا زلت أتذكر أن الأستاذ عبد الباري عطوان خصص له مقالا في افتتاحية جريدة القدس العربي يشيد بدعوته آنذاك ، لكن السيد مقتدى الصدر خيب الأمل وغدا كلامه ظاهرة صوتية ليس إلا ،بتعبير عبد الله القصيمي!!
إن هذا البيان جاء في سياق ضبط استخباري أمريكي كشف تفاصيل جديدة لنشاطات الميليشيات المدعومة من النظام الإيراني في العراق. وأكدت مصادر استخباراتية أن تدريب هذه الميليشيات يتم في أربع معسكرات تدريب في إيران وتخضع نشاطاتها لإشراف مباشر من قاسم سليماني قائد قوة «قدس» وبموافقة من شخض «الولي الفقيه» في النظام الإيراني.
وتفيد المعلومات المتوفرة عن طريق قوات الميليشيات ومصادر أخرى في العراق أن فرق التفجير والاغتيال يتم تدريبها في ما لا يقل عن أربعة مواقع داخل إيران من قبل قوة «قدس» وحزب الله اللبناني. وقال ضابط رفيع في المخابرات الأمريكية إنه حصل على قوائم تتضمن الأهداف المحتملة لهذه الفرق الإرهابية. وأضاف يقول: إن الأجهزة الاستخبارية راحت تستعد لتنفيذ عملية للتأكد من زمان ومكان دخول هذه الميليشيات المدربة إلى العراق. كما إن هذه الأجهزة سوف تقدم تقريرًا في هذا المجال لرئيس الوزراء العراقي نور المالكي.
وأضافت هذه المصادر على لسان ضابط استخباري قائلا : “إن تدريب الميليشيات يتم في ما لا يقل عن أربعة مواقع في إيران وهي في قم وطهران وأهواز ومشهد.. إن عدد فرق الجريمة الخاصة مجهول ولكن يقدر بمئات ولعل أكثر من ألف فريق.. وتعمل معسكرات التدريب هذه بقيادة قائد قوة (قدس) قاسم سليماني وتنشط بعلم وموافقة من ”الولي الفقيه” في النظام الإيراني علي خامنئي”
وذكرت مصادر مطلعة في وقت سابق أن إيران تشرف على تدريب جزء من الشيعة العرب من السعودية والبحرين والكويت في إيران ولبنان ويبلغ عددهم الآلاف وهم مستعدون للدفاع عن إيران إذا ما تعرضت الى هجوم متوقع من الغرب /أمريكا أو إسرائيل .
في السياق ذا
ته تابع الجميع خطاب احد القيادات الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية يدعو فيه الدولة الى السماح ببناء أضرحة الأئمة في البقيع واقتسام مداخل الحج والتعويض عن سنوات الإقصاء التي طالتهم كطائفة من قبل الوهابيين دون أن تتحرك السلطات السعودية في حبسه أو استنطاقه في سابقة غريبة من نوعها مقارنة مع أهل السنة مثل الأكاديمي د. متروك الفالح ود.محمد الهاشمي ، وفي لبنان كذلك وجه السيد نعيم قاسم خطابا خاصا الى إيران بمناسبة الذكرى الثانية لحرب تموز. بمعنى أن الشيعة العرب أصبحوا اليوم في جيب إيران وضمن أجندتها الخاصة وباتوا يلعبون بالنار في إنتاج خطاب غير وطني لا ينبع من حاجيات الوطن ومتطلباته الراهنة، وهذا ما نبه إليه المرحوم مهدي شمس الدين لما كان يدعو الشيعة العرب الى إعطاء الأولوية للوطن أولا.
ته تابع الجميع خطاب احد القيادات الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية يدعو فيه الدولة الى السماح ببناء أضرحة الأئمة في البقيع واقتسام مداخل الحج والتعويض عن سنوات الإقصاء التي طالتهم كطائفة من قبل الوهابيين دون أن تتحرك السلطات السعودية في حبسه أو استنطاقه في سابقة غريبة من نوعها مقارنة مع أهل السنة مثل الأكاديمي د. متروك الفالح ود.محمد الهاشمي ، وفي لبنان كذلك وجه السيد نعيم قاسم خطابا خاصا الى إيران بمناسبة الذكرى الثانية لحرب تموز. بمعنى أن الشيعة العرب أصبحوا اليوم في جيب إيران وضمن أجندتها الخاصة وباتوا يلعبون بالنار في إنتاج خطاب غير وطني لا ينبع من حاجيات الوطن ومتطلباته الراهنة، وهذا ما نبه إليه المرحوم مهدي شمس الدين لما كان يدعو الشيعة العرب الى إعطاء الأولوية للوطن أولا.
تجدر الإشارة الى أن المفكر العربي الدكتور فهد النفيسي دعا في وقت سابق الى تدخل العربية السعودية باعتبارها حاضنة لأهل السنة والجماعة ، كلام النفيسي هذا استقبحه الكثير من المتابعين والمواكبين لمسيرة هذا المفكر وأنا واحد منهم ، ولأنه متخصص في الشؤون الشيعية وكان موضوع أطروحته لنيل الدكتوراه حول دور الشيعة السياسي في العراق ، وزار الأماكن المقدسة في العراق وبقي فيها شهورا قصد إعداد أطروحته ، بمعنى انه خبير بالشأن الشيعي ودارس له من الداخل ،يجعلنا أمام هذا البيان الخطير للسيد مقتدى الصدر، نولي الاهتمام والعناية اللازمة لكلام هذا المفكر ، سيما وان المسالة أصبحت على قدر كبير من الخطورة ، فالبيان المذكور يهدد الأمة بالأفول بإسلامييها ويسارييها ، بل وحتى الدول الإسلامية التي وصفها بالنواصب .
في نهاية هذا المقال أريد أن أقول وبعظمة لساني وملء فِيهِي : إن كان السيد مقتدى الصدر يعتبر من يناصب العداء لآل الحكيم و صولاغ والربيعي والسيستاني وغيرهم من عملاء الاحتلال الأمريكي في الطائفة الشيعية ، أسأل الله تعالى أن يجعلني من النواصب الى جانب الكاتب سمير عبيد والمعارض لملوك الطوائف الجدد السيد عبد الأمير الركابي والعلامة آية الله أحمد البغدادي وعبد الحسين شعبان وغيرهم من العلمانيين والإسلاميين !!
اللهم آميييييييييييين يا رب العالمين !!