اختتم مجلس شورى الاخوان المسلمين في سوريا (معارضة) اعمال مؤتمره السنوي السبت في مقره في لندن بتوجيه انتقادات عاصفة لنظام الرئيس بشار الأسد وللمفاوضات الجارية بين سوريا واسرائيل. واعتبر المجلس ان “نظاما فاقدا للشرعية، غير منتخب بطريقة دستورية سليمة، غير مؤهل للتفاوض باسم شعبه، والبت في قضاياه المصيرية”.
وجاء في البيان الذي صدر في ختام المؤتمر السنوي الثالث ان المفاوضات الجارية بين اسرائيل وسوريا تفسر مطالبة “حكام اسرائيل بكلام عبري صريح، بضرورة المحافظة على نظام بشار الاسد”.
كما انتقد البيان “اصرار قوى الهيمنة العالمية على تكريس حالة الاستبداد والقمع في سوريا، وتجاهل حقوق شعبنا في التمتع بأبسط ما تقرره المواثيق الدولية في ميدان حقوق الانسان” وذلك في انتقاد للانفتاح الدولي الاخير على سوريا والذي تكرس في استقبال الرئيس الاسد في باريس منتصف يوليو/تموز الماضي.
وتواجه تيارات مختلفة من المعارضة السورية شكوكا واتهامات، لا سبيل الى معرفة مدى صحتها، بأنها تقيم علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية وإسرائيل، وتتخذ موقفا مناوئا للمقاومة ضد الإحتلال في العراق، الأمر الذي يجعل انتقاداتها موضع تساؤلات.
وكانت اسرائيل وسوريا باشرتا في مايو/أيار محادثات غير مباشرة في اسطنبول باشراف تركيا.
وتطالب دمشق باستعادة هضبة الجولان في اطار اتفاق سلام محتمل مع اسرائيل.
ويتوقع اجراء جولة خامسة من المفاوضات بين البلدين بواسطة دبلوماسيين اتراك الشهر الحالي.
وتعرضت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لقمع عنيف في فبراير/شباط 1982 في مدينة حماه شمال دمشق اسفر عن الاف القتلى والمعتقلين، وذلك جراء هجوم نفذه الجيش.
وينص القانون الرقم 49 الصادر عام 1980 على تطبيق عقوبة الاعدام بحق المنتسبين الى الجماعة.
وفي منتصف التسعينات اوقفت السلطات تنفيذ احكام الاعدام الصادرة بحق ناشطي جماعة الاخوان المسلمين وخففت الاحكام الصادرة بحقهم الى عقوبات سجن طويلة.
وشدد البيان على ان “انتماءنا العربي لا يعني – بحال من الاحوال – الانتقاص من حقوق الاقليات القومية، في التعبير عن خصوصياتها بكل ابعادها: الحضارية، والثقافية، والاجتماعية.. في اطار وحدة الوطن، ودولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات”، في اشارة الى الاقلية الكردية خصوصا في سوريا.
كما جدد الاخوان في سوريا دفاعهم عن “لبنان حرا مستقلا ذا سيادة، في ظل علاقة سورية لبنانية، تقوم على الاخوة المتسامية، لنعيد الى اهلنا في لبنان ثقة افقدتهم اياها آليات الاستبداد والفساد”.
وفي انتقاد لحزب الله اعلن البيان دعم “قوى المقاومة في كل مكان، لتحرير الارض المحتلة من العدو الغاصب، ولا نقبل في الوقت نفسه ان يوجه السلاح الى شركاء الوطن، او ان تقترن المقاومة بالاستعلاء، والتجاوز على حقوق الآخرين”.
كما اكد الاخوان المسلمون على تضامنهم “مع جميع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، من السوريين واللبنانيين والاردنيين والفلسطينيين” مطالبين “بالافراج عنهم جميعا، والكشف عن مصير المفقودين منهم”.
وتوقف الاخوان المسلمون عند التحالفات التي عقدتها الجماعة، “في اطاري اعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني” (معارضة) مؤكدين على “المكانة الاصيلة للجماعة في بنية اعلان دمشق” ومعلنين تضامنهم “مع الاحرار من رجاله ونسائه، ومطالبتهم بالافراج الفوري عنهم، وعن جميع المعتقلين في السجون السورية، من عرب وكرد، على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم”.
ودعا البيان الى “اسقاط الما
دة الثامنة من الدستور، واسقاط القانون رقم (49/ 1980) الذي يحكم بالاعدام على كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين”، منددا “بما ارتكب من مجزرة في حق الابرياء” في سجن صيدنايا.
دة الثامنة من الدستور، واسقاط القانون رقم (49/ 1980) الذي يحكم بالاعدام على كل من ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين”، منددا “بما ارتكب من مجزرة في حق الابرياء” في سجن صيدنايا.
وشهد سجن صيدنايا في يوليو/تموز عصيانا نفذه معتقلون اسلاميون احتجزوا خلاله رهائن، لم تعرف حصيلة ضحاياه فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان القريب من المعارضة السورية ومقره لندن بان نحو 25 لقوا مصرعهم في العصيان.