أكثر المواضيع التي تثير فضولي, ما يتعلق بالصفات السيكولوجية للإنسان وما تتعرض له الدراسات عن الشخصية.وأنواعها وسماتها الخاصة.فكلما جمعت عوامل استدلالية في شخص معين لتستدل بها على طبيعته وميوله تجد انك انحرفت قليلا, عن صواب الواقع الخاص , الذي يميزه عن غيرة ويجعل منه منفردا في نفسه ومختلفا عن غيرة, ممن تجتمع فيهم بعض الصفات والميول…فسبحان الله خالق النفس.أثناء السفر والرحال ,يشدني منظر الناس في الشوارع وعلى الطرقات ,وتثيرني الاختلافات بين البشر والسكان ,اجلس انظر إليهم أتعرف على حركاتهم وعلى طريقة لفظ لغتهم الخاصة, وسلوكهم العام في الشارع, ومدى انضباطهم ومراعاتهم للسلوك العام المتعارف عليه ضمن بيئاتهم الخاصة ,فلا بد أن تظهر هناك معلومة أو استنباط يدلك إلى صميم كنه البشر وكينونتهم الخاصة.الحضارة والبناء والأماكن الطبيعية على الأرض هي أماكن للناس, مهما اختلفت جنسياتهم أو اختلفت بيئاتهم, فنحن في النهاية بشر, جبلنا من نفس الطين لكن بألوان وأمزجة مختلفة.الفكرة الحاضرة الغائبة ,انه مهما اختلفت صفات البشر وتنوعت المفاهيم الإنسانية,وكثرت الدراسات السيكولوجية والسسيولوجية ,حتى مقدمة ابن خلدون .فان للحياة أناس وجدوا فوق هذه الخليقة ليكون لهم وظيفة يمتازون بها عن غيرهم من حيث التأثير العام, ينحصرون ضمن فئتين لا ثالث لهما:بشر يصنعون الحياة وبشر يصنعون المأساة.هكذا أطلقت عليهم أحكامي, وهكذا اختصر عنهم كلامي, تأخذني ابتساماتهم إلى أفاق النشوة والحبور إذا لقيت أولهم وترسلني إلى غياهب الإحباط والضيق تجهم وكشر ثانيهم.لحظات اللقاء قصيرة وأحيانا خاطفة ,على سماعة التلفون ,على باب مؤسسة ,بجانب مكتب موظف,في سوق التجاري,وأحيانا مع بائع الجرائد وعامل النفايات ,لكنها تؤثر فينا و تصنع نهارنا كله ,سواء بالبسمة والبشر أو في النكد والإحباط .حركات صغيرة, يحملها أصحاب الحس والشعور ,امتنان ومعروف ,كان يفتح احدهم باب السيارة, أو يلتقط الشال عن الأرض,أو يدلك على مكتب,أو يناولك المجلة من خلف الكشك, أنها أشياء صغيرة جدا, لكنها تشعرك بالأمان وانك بين أناس فيهم الخير والتفاؤل,رغم ضيق مساحة الوقت .إلا أنها تتسع بسماحة الخلق وتنطبع في صميم الشعور إحدى النصائح الجميلة في كيفية التعامل والتواصل مع الآخرين, تقول:انه إذا أردت أن تتحدث بالهاتف مع شخص فعليك بالتبسم له, لأنه سيشعر بابتسامك من نغمات صوتك وتعبير كلماتك.أدب الحديث والتصرفات العامة مع الآخرين ,ونشر الأمل والتفاؤل مهمات أصبحت مطلوبة من جميع الذين وهبهم الله حب الحياة, وبراعة تحويل المواقف التي يفرضها أصحاب المواقف التراجيدية إلى مواقف تفاؤل ,تخفف من ضيق الوقت وثقل الحياة,في ظل أحداث يومية أثقلتنا بالمشاهدة والمتابعة, وتدبير الحال في زمن التغيرات الساقطة فوق مواقع الشعور ,فضاقت الخيارات في زحمة المنافسة والوجود, وقلت الهمم ودافعية الاستمرار, وزادت الهموم.وارتفعت الأسعار وزادت معاناة الناس في ظل شح الأمل وضبابية الأمان في المستقبل.تأملاتنا الخاصة ومعرفتنا لأنفسنا .والى أي اتجاه ننتمي ,يحتاج إلى الكثير من الموضوعية والمكاشفة الخاصة ,لنعرف مدى أثرنا على الآخرين, وهل نضيء أمال النفس, ونبشر ساعات الوقت ,بحسن التعامل وبسمة التفاؤل ,أم نكسر الخاطر ونضيق العيش ,بجلافة الكلمة وجفاف الشعور؟أشخاص كثر,رغم مرورهم السريع الخاطف أحيانا في حياتي,منهم لا يزال على قيد الحياة ومنهم من رحل وما رحلت أثارهم ,ممن أعرفهم ولا أعرفهم ,أتذكرهم ولا بد أنهم قد نسوني,لا تزال ابتساماتهم وكلماتهم وحسن تعاملهم ,مشاعل تنير مساحات الوجد والشعور, وتعطر ضيق النفس وتنعش الذكرى بدعوات الخير والرحمة . واشكر الله على أنهم كانوا في حياتي مروا كرماء في الخير والطيب.أما الآخرين.فلقد كانت لنا بهم, دروس وعبر,وتصاريف في الحياة ,نكتفي منهم بما حصل وغاب عنا ورحل, تجاوزنا نزقهم ,وسؤ طباعهم , ويحزنا حالهم ,فهم بالنتيجة ضحايا لجهلهم بالناس وبانفسهم.