بقلم: سهام البيايضة
المسلسل التركي (نور) وبطله مهند استحوذ هذه الأيام على عقول النساء والرجال على حد سواء,لا بل تعدى ذلك إلى الحكومات والوزراء والوزيرات بقلم: سهام البيايضة
المسلسل التركي (نور) وبطله مهند استحوذ هذه الأيام على عقول النساء والرجال على حد سواء,لا بل تعدى ذلك إلى الحكومات والوزراء والوزيرات ,ليطبع اسم مهند ونور على المؤخرة العربية دمغة خزي وغباء وفراغ عاطفي زادت معاييره عن كل المستويات وفوق كل مسميات العار العربي والخيبة الأمة ,أمام تجمد مشاعر النخوة العربية والحس المغيب عن الضمير العربي المشوه أمام قضايانا المصيرية وهمومنا التي وصلت لحد الإشباع لننساق بعاريين وحملان خلف مسلسل لا يحمل في طياته أي معنى إنساني, يوجد في اقل مستوى تخلف فكري وحضاري بصورته البدائية العاجزة.المخجل أن القائمين على هذا المسلسل من كوادر فنيه وممثلين أدهشهم هذا التأثر العربي العاطفي لقاء مسلسل عادي ,لم يشاهده, معظم الأتراك ولم يعيروه أدنى اهتمام, إلا بعد بثه على القنوات الفضائية العربية ,وما لاقوه من دعوات إلى البلاد العربية, ,ليصدم المجتمع العربي كافة برومانسيه مفتعله في قصة مملة ,ولتتهافت على مهند ونور النساء والرجال ,ليكون له قرص في كل عرس عربي,في دبي والأردن والكويت ,تتهافت حوله الجموع البشرية ويرتفع الصراخ والتأوهات .وتتساقط عند أقدامه النساء والصبايا مغشيا عليهن من شدة التأثر بشعره الذهبي وعيونه الزرقاء, وكأنه اله إغريقية خرجت للعوام, يتأوهون ويولولون من شدة التأثر وضياع الصواب, والغياب عن الوجود في إغماء أحمق.انه حقا التدهور ألقيمي العربي بكل معانيه.الذي تجسد في كل ردود الفعل الشعبية عند الشعوب العربية نحو هذا مسلسل, بحجة أن الشعوب العربية قد ملت من أخبار القتل والدمار والتخاذل.وان مسلسل نور هو نافذة الأحلام الرومانسية التي تفتقدها مجتمعات غارقة في الخيبة والهموم والأسعار, وان الجلوس ببلاهة لمدة تزيد عن ساعة ونصف ستنسي هذه الشعوب التعسة مشاكلها. إنها الحجة الدامغة علينا لا المبرر المفهوم والمعتبر.قصص الإعجاب بالمسلسل وبمهند خاصة,تعدت المنطق والمعقول إلى حدود ألا معقول ,قصص تناقلتها الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية ومنتديات المعجبين والمتابعين بصورة تشمئز منها النفوس وتزيد من الم المشهد العربي المتردي فوق المشاهد الساقطة والمسلسلات الفارغة.متباهين بقلة الأدب وضياع الخجل والحياء ,لتصارح إحداهن زوجها العزيز بأنها تتمنى أن تقضي ليلة واحده في أحضان مهند ,وآخر فقد صبره مع زوجته لأنه كلما طلب منها تحضير العشاء تقول له:” بعد أن ينتهي مسلسل نور” ,وأخيرا خبر ترتيبات زواج لعروسين من الكويت استأجرا قصر مهند ونور لمدة ثلاث أيام ودعوة الممثل مهند لحضور الزفاف ليبارك الزواج وليقدم بركاته الرومانسية لقاء مبالغ طائلة تستحضر ديناصورات العصور القديمة لو دفعت لها, وإرفاق تذكرة سفر الكويت- اسطنبول -الكويت مع بطاقات دعوة العرس ليحظى العروسان بليلة مبيت في القصر,يتمتع فيها العريس بليلة أحلام مع نور وتتمتع العروس بليلة أحلام في حضن مهند, ليصحوا الطرفين على كابوس الواقع بعد أن طارت التكاليف ,ليجد كل منهما الأخر على طرفي نقيض الواقع المتخلف.ومواجهة واقع حقيقي يجري فيه المتاعيس لصرف الفلوس والتلبيس.ليضاف عار جديد على قائمة الخجل والحظ العاثر للشعوب العربية.صحيح أن الله قد من على شعوب عربيه بثروات البترول,ومن حقها التمتع كما تشاء بنعم الله عليها من فائض أسعار البترول المتزايد كل يوم على حساب الشعوب وملايين العرب والمسلمين التي أثقلت حياتهم بالحاجة والتي تقبع تحت براثن الفقر, لا والي لها ولا نصير إلا رحمة الله.لكن, المحزن المبكي أن يتفاخر أصحاب الأموال البترولية بالصرف الغبي الذي يمسخر الشخصية العربية من خلال دفع أموال طائلة لتلبية رغبات ساقطة وتجعل من الشخص العربي أضحوكة الشعوب ورمزا للتخلف. حزن شديد يلفني ,وهوية عربية تخجلني, أمام مشاهد نور ومهند تعدت خجلي أمام أطفال الحجارة واجتياح بغداد وقتل المسلمين في البوسنة والهرسك, واجتياح مخيم جنين وغزة وحصارها ودماء الحسيني في شوارع القدس وشهداء الأقصى ,انه خجل فاق الخجل نفسه وتعدى حدود الصبر والعقل أمام امة تنتهك في عقولها بعد أن انتهكت أعراضها ونساءها وخيراتها ,أمام المشهد العربي المتخاذل على القنوات الناطقة بالعربية وما هي بعربية ,الساعية إلى إثبات الغباء والتخلف على امة كاملة قدمت كل مظاهر التردي والخيبة بصوت صراخ السيدات وتأوهاتهن كلما ظهر مشهد من مشاهد مسلسل نور.شهادة خالصة لله أقدمها لابناءنا وأحفادنا اكتبها بأحرف غاضبة حتى لا نتهم بالغفلة في لحظة تذكر وترحم على أرواحنا,اعلم أن هناك الكثير ممن لن تعجبهم كتابتي إلا أنني أبريء نفسي والبريء كل عقل عربي مسلم يحترم نفسه ويوازن الأمور بميزان العقل والمنطق ..حلمنا من خلف الخيبة, بالرجل العظيم .القائد والمنقذ الذي تلتف حوله جموع الناس ..فظهر على شاكلة مهند..حسبي الله ونعم الوكيل