كشف مصدر استخباراتي أمريكي أن فرق اغتيال عراقية شيعية يجري تدريبها في طهران حالياً على أيدي قوات القدس الإيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني، على أن تعود إلى العراق خلال الشهور القليلة المقبلة لتنفيذ سلسلة اغتيالات لمسؤولين عراقيين وقوات أمريكية وعراقية.
وكشف المسؤول في الاستخبارات الأمريكية في العراق هذه المعلومات الخميس في مقابلة أجرتها معه وكالة الأسوشيتد برس، غير أنه رفض الكشف عن هويته نظراً للمواضيع الحساسة التي تناولها.
وقدم المسؤول الإستخباراتي الأمريكي عدة قوائم بأهداف فرق الاغتيال الشيعية الأربعاء لمستشار الأمن القومي العراقي، قائلاً إنها تتضمن العديد من القضاة، لكنه رفض الكشف عن أسمائهم.
وتحضر الاستخبارات العراقية عمليات لتحديد زمن وأماكن دخول مقاتلي الوحدات الخاصة إلى العراق، على أن تقدم تقييمها بذلك لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.
وقال المسؤول الأمريكي إن الكشف عن المعلومات يأتي في إطار الضغط على إيران لوقف تدريب المسلحين ومنعهم من العودة إلى العراق.
كذلك يريد الجيش الأمريكي من الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات لحماية الشخصيات المستهدفة، ولذلك فقد تم إعداد ملصقات للمطلوبين تشتمل على صور الأشخاص الذين يعتقد أنهم يتزعمون هذه الجماعات الخاصة، وتم نشرها في أنحاء مختلفة من بغداد، وفقاً لمسؤول عسكري.
بالإضافة إلى ذلك، تحث الولايات المتحدة الحكومة العراقية على مواجهة إيران بالمعلومات التي لديها عبر القنوات الدبلوماسية.
ومن المتوقع أن يعود المقاتلون إلى العراق في فترة تتراوح بين الآن وشهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، غير أن المسؤول قال إنه لا توجد معلومات تفيد بأن هؤلاء المقاتلين موجودون في العراق حالياً.
وحول مصدر هذه المعلومات، أفاد المسؤول إنهم حصلوا عليها من مقاتلين تم اعتقالهم في العراق ومن مصادر أخرى في العراق رفض الكشف عنها.
وكان العديد من المقاتلين العراقيين قد فروا من العراق باتجاه الأراضي الإيرانية خلال فصل الربيع الماضي، عندما وجهت القوات العراقية ضربة لتجمعاتهم في مدينة البصرة جنوبي البلاد، وكذلك في بغداد وحي الصدر، ومن ثم في العمارة وحالياً في محافظة ديالى.
أما سبب اعتقاد الأمريكيين بأن المقاتلين توجهوا إلى إيران فيعود إلى المؤشرات على الانخفاض الحاد في عدد العبوات الناسفة القاتلة التي تحمل أختاماً إيرانية، إذ شهد شهر مارس/آذار الماضي أكثر من 55 هجوماً بالعبوات الناسفة، وانخفض في يوليو/تموز إلى 18 هجوماً فقط.
وكشف المسؤول إلى أن عمليات تدريب هؤلاء المسلحين تتم في أربعة مواقع في مدن “قم” و”طهران” و”الأهواز” و”مشهد”، لكنه قال إن عدد هؤلاء المسلحين غير معروف، ويقدرون بالمئات، وربما يتجاوز عددهم الألف مسلح.
وأضاف أن عمليات التدريب تجري بإشراف قائد قوات القدس، الجنرال قاسم سليماني، وبمعرفة وموافقة مرشد الثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي.
وأوضح أن عناصر حزب الله اللبناني متورطون كثيراً في أعمال التدريب هذه لأنهم يتحدثون اللغة العربية، كما أنهم يحظون بمصداقية وثقة عند العراقيين.
غير أن المسؤول قال إنه لا توجد أي تقارير مؤكدة حول دخول عناصر من حزب الله اللبناني إلى العراق.