.. (قال الله تعالى ” الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ”)،
***
عم الفساد.. يا إخوتي.. في البلاد..
ولا حياة في هذا العالم.. لمن تنادي..
انتشرت في كل مكان.. عملة الفساد..
تستشري فينا.. بين الرائح والغادي..
لا ناه ولا منته.. في عالمنا من العباد..
يستيقظ فيه.. ولو مرة.. وعي الأجداد..
لا يسار ولا يمين.. ينفع عند الميعاد..
لغة الفساد.. تتردد على لسان الأشهاد..
يروج لها كل مارد.. بالسعي والعتاد..
في كل مكان.. بميعاد أو بدون ميعاد..
حق ضاع.. وطالبه تخنقه يد الجلاد..
تقطع أنفاسه.. منذ صرخة الميلاد..
وزبانية ذوي النفوذ.. أبدا لهم بالمرصاد.
***
فسق وفجور.. كذب واحتيال الأرذال..
نصب ونفاق.. رشوة ولغة الابتذال..
عملة العصر.. لم تختر لأحد على البال..
يروجها صباح مساء.. كل آفاق محتال..
في كل قطاع قطاع.. وفي كل مجال..
فمن يغير المنكر.. يا أصحاب المعالي..
قيم الأمم هدت كلها.. في زمننا الحالي..
لم يعد مكان للحق.. والخير.. والجمال..
فقر وبطالة.. واحتقار وخوف من الأهوال..
جهل ومرض.. يفتك طرا.. بالنساء والرجال..
أمية وتخلف.. يا أحبائي قدر الكبار والأطفال..
هكذا يريدنا أن نكون حقا.. أهل الشمال1..
بقرة حلوب لا تنبض.. لأسواق المال والأعمال.
***
أفيقي يا أمة العز.. والكرامة.. والشجعان..
انتفضي.. فما دام حال الذل.. والطغيان..
أغنياء بلادي.. صدهم الجشع عن الإحسان..
سياسيو بلادي يا ترى.. بخسوا قيمة الإنسان..
إداريو بلادي.. جلهم يتنفسون الفساد بالبيان..
مثقفو بلادي.. جلهم بوق لذوي السلطان..
فنانو بلادي.. جلهم سلعة في كل مهرجان..
شرفاء بلادي.. تم تغيبهم قهرا من الميدان..
انتهازيو بلادي.. شوهوا صورة الأوطان..
الحل والعقد في بلادي.. مجرد لعب صبيان..
مجتمع مدني بلادي.. بين المطرقة والسندان..
الحق دوما.. يؤخذ بقوة الاحتجاج والعصيان..
لا يؤخذ أبدا يا سادة.. بالاستسلام والخذلان.
—————–
بنعيسى احسينات
1. 1. نعني بالشمال الغرب بما في ذلك أمريكا.