يتصفح جيل من الشبان العراقيين شبكة الانترنت بغرض البحث عن شريك حياتهم بسبب أعمال العنف والتوتر الطائفي الذي ترك آثاره السلبية على وسائل التلاقي والتواصل الاجتماعي، في حين تؤكد دراسات أن نصف المجتمع تقريبا بات عازباً او مطلقا.
وأدى انعدام الأمن في كثير من الأحيان إلى صعوبة إقامة علاقات أو التعارف في ظل سيطرة أجواء من الكآبة على بغداد، الأمر الذي دفع بالفتيات والشباب إلى الالتقاء عن طريق غرف الدردشة.
ويقول مصطفى كاظم (20 عاما) الذي عثر على نصفه الآخر عن طريق إحدى المنتديات الخاصة بالطلاب الجامعيين «اعتقد ان العراقيين يبحثون عن الحب من خلال الانترنت بسبب صعوبة الالتقاء بطريقة أخرى». وأضاف الشاب الذي يدرس الهندسة في جامعة بغداد «بعد انتهاء الفتيات دراستهن، يمكثن في المنزل بدل البحث عن عمل لان الأوضاع الأمنية تحول دون خروجهن».
بدوره، يقول عمر اثير (29 عاما) الموظف في احد مصارف بغداد وكان لجأ إلى الانترنت للبحث عن شريكة حياته «لا توجد فتيات في المصرف، ولا ارغب في قيام والدتي باختيار زوجتي كما تفعل بعض العائلات». ويضيف«أريد أن أقع في الحب ..لا أريد أن أكون جزءاً من زواج تقليدي منظم».
يشار إلى ان المجتمع العراقي محافظ في معظمه على غرار غالبية المجتمعات العربية بحيث يتزوج الشبان عن طريق الأهل او عن اللجوء إلى «خاطبة» للمساعدة في العثور على الشريك المطلوب. ويتابع اثير، وهو مسيحي عثر على زوجة المستقبل ايفان فادي (25 عاما) عن طريق غرف الدردشة على موقع «عراق فور يو»:«كنت سعيدا جدا عندما عرفت أنها مسيحية».
والتقى الاثنان مرتين فقط قبل ان يقررا الزواج، ويقول«لقد التقينا مرتين ولوقت قصير في احد مقاصف حي المنصور (غرب بغداد) بسبب الظروف الأمنية». لكن عائلته رفضت فكرة الزواج عن طريق الانترنت «لكنني أقنعتهم بأنها الطريقة الوحيدة للتعرف على فتاة».
وتشير الدراسات التي اجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية العام2006 ان ما نسبته 3. 49 بالمئة من العراقيين و 5. 47 بالمئة من العراقيات هم إما مطلقون أو عازبون. ويسكن أثير في منطقة القادسية، غرب نهر دجلة، بينما تسكن ايفان منطقة زيونة على الطرف الآخر من النهر.