لقد كتب من كتب ،وناح من ناح على محمود درويش رحمه الله ،سواء من الذين يحبون الناس بعد موتهم فجأة، أو من الذين يكتبون في المناسبات لسرق الأضواء.
درويش هو من صنف الشعراء الذين نحتوا أسماءهم بالذهب أو بالألماس بلا ريب كما يقول أهل الإطراء،أو من الذين ينتقدونه على أنه كذا وكذا ،طبقا لقاعدة غير قاعدة بن لادن ،”خالف تعرف” ،أو من الذين يعرفون قيمة الرجال، أو من الأوفياء لهم حتى بعد الممات ،لهم منا أخلص التعازي في مُصابهم ، ولكن كلامي في هذا المقام، أريده أن يصبح قاعدة لمن أراد أن يعمل، وطبعا ،لست الأول ولا الأخير ،إنما فذكر ،إنما أنت مذكر.
ماأريده هو أن لا نصبح كالنساء اللواتي تبكين أزواجهن وتندب بعدما يغيبون ويتركون لهن اليتامى.
نحن لاننكر قدر الرجل ولانريد أن ننقص من شأنه ولا أن نقلل من هول الفاجعة ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا أعددنا بعد غياب الرجال؟؟؟ سواء أكانوا شعراء أم سياسيون أم رجال تاريخ أم قادة ميدانيون …..الخ
كان الراحل هواري بومدين ،الرئيس الجزائري لمن لايعرفه ،واسمحولي أيها الكبار في السن بهذا القول ، فنحن نخاطب أجيالا ولدت بعد رحيله، يتعدى سنها الثلاثين اليوم ،لاتعرفه ،وقد تلد أجيالا أيضا بعد ثلاثين أخرى لاتعرف شيئا عن محمود درويش ولا عن غيره ،لأن العقليات لازالت تسير بعقلية الستينيات ولم تتطور، مع أنها تتحدث عن التطوير كل يوم ، بل أصبح من الصعب تطويرها يقول هواري بومدين :
أريد بناء دولة لاتزول بزوال الرجال.ماأحلى هذه الكلمة وماأزكاها وماأبلغها، هو هذا مانطمح له أيها الحكام ،أيها المسئولون، إننا نريد أن تبقى الحياة تدب بعد رحيل زيد أو عمر وهذا ليس تنكرا ولا إنتقاصا من قيمة الرجال، بل نحزن لفراقهم ونتأثر، خاصة إذا كانت لهم بصماتهم في حياتنا، وكلماتهم تعادل الصواريخ ،ولكن ماذا أعددنا بعد رحيلهم؟؟؟
فهل ياترى أعددنا رجالا أم أعددنا نساء للنواح ،هل أعددنا كباشا أم نعاجا وعنزا تساق من أذيالها ؟؟؟ هل أعددنا شعراء وأدباء ،أم أعددنا ببغاوات تردد من دون فهم
هذا سؤالي لكم أيها الشرفاء فهل وُلد محمود درويش ياترى أم مات للأبد؟؟؟.