من سيكتب يامحمود ها نحن إنتصرنا ….!!
من سيكتب يا محمود … ها نحن تحررنا….!!
من سيكتب يا محمود … ها نحن عدنا الى فلسطين..!!!
أعتقد يا أبو رقطي…. وبلا زعل ” أنك بالغت جداً وانت تنقل المشهد عبر تلفزيون فلسطين …نعم بالغت في الوصف وبالغت في النتائج أيضاً ودعني أقول : دعنا نتحرر اولاً …. ومهلاً على الإنتصار ” دعنا نتحرر من أنفسنا ومن ذواتنا ومن أمراضنا ” والنصر يا أبا رقطي…( نصر) ولا يحتاج الى من يعلنه
فلاتخف ولا تتسائل كثيرا ولا تقلق … فالنصر إن حدث ..! سيعلن عن نفسه بنفسه
وحين الإنتصار سنجد من ينشد ذاك النشيد ….إنتصرنا إنتصرنا …
ويكفي ان يصدح بها طفلاً او طفله عند قبر الشهيد أبو عمار
…………………………………………………………….
كنت قد كتبت قبل مشاهدتي وسماعي لما قاله الأخ زعل ابورقطي أثناء تشييع الشاعر والراحل الكبير …كتبت عنواناً مختلفا لعنوان مقالتي هذه
والغريب في الأمر أن الموضوع واحد ولم أغير فيه سوى المقدمة هذه
وكان هذا العنوان …..
((نبالغ في أحزاننا كم نبالغ في أفراحنا ))
وكان هذا النص تحت هذا العنوان بالضبط قبل أن يدخل الزعل على الخط ….
نبالغ في كل شيء وكأننا امام ثقافة أصبحت تتلبسنا وتسير في شراييننا وهي ثقافة تضاف الى كثير من الأمور التي طغت على مجتمعاتنا مما يوحي بالتخلف الذي أصبح ملازماً لنا في أفراحنا بشكل خاص وفي كل المناسبات بشكل عام في الأفراح والأعراس أو المهرجانات وغيرها من الأمور ” والغريب في الأمر أن مثل تلك الثقافة المتخلفة ربما طغت على نسبة كبيرة من العامة في المجتمع فكم إنقلبت أفاحنا مئآتماً
لغلونا في الفرح واستعمال السلاح للتعبير السخيف
رغم ان ثقافتنا الأصلية كانت تتجلة في زغاريد النساء ودبكات الرجال
وغداء متواضع مع القاء الحلوى فوق رؤوس الأطفال ….
إلا أننا في بعض الأمور والمناسبات نرى بعض المثقفين ذهبوا أبعد من عامة الناس فيغلوهم وإسرافهم حتى في استعمال اللغة اعربية في
فكان الإبتذال والإسفاف واضحا في مقالاتهم وأشعارهم بالرغم من وعيهم وعلو درجاتهم العلمية والثقافية وأعني في مناسبة رحيل الشاعر الكبير محمد درويش
وكأن الأمر تنافساً أو مسابقة عنوانها
(من يكتب أكبر ملطمة في درويش )..!!
موضوعي هنا لا يحتمل التأويل أو التفسيرات المغرضة ..!
فما أكتبه لغة عربية واضحة ولو ترجمت الى كل اللغات لا لبس فيها
وأقول بكل وضوح لماذا هذه المبالغات في ما نرى هذه الأيام بالنسبة للراحل الكبير محمود درويش ..!!
كتب كُتاب وكاتبات كُثر وقرأنا البدع من مقال ونثر وشعر فيها ما يرقى الى مستوى الحدث الكبير للراحل الكبير حقاً
مواضيع أخاذه تعطي الراحل الفيسطيني حقه وزيادة في الرثاء وبث الشجن والحزن على رحيله وهو أمر عادي لا بل هو واجب إنساني وثقافي ووطني أيضاً ”” قرأنا عبارات جميلة أخاذة فيها مشاعر فياضة بالحب والوفاء للشاعر الفلسطيني والذي كرس ثقافة العودة من خلال شعره النافذ كالسهم في عقول وقلوب الناس …………!!
اليس هذا كافياً ..!!!
أما أن يذهب البعض الى التقديس والتدليس وتصوير الأمر بأننا أما كارثة وطنية وقومية وعالمية واننا خلاص إنتهينا وما عاد لنا حاضراُ ولا مستقبلاً……… بعدك يا درويش ..!!!
أعتقد أن الزائد أخو الناقص في كل أ مر
طبعاً انا لست مع من كتب أو صرح أو صرخ تحت عبائة الدين والشرع بأن درويش كذا وكذا ….! هؤلاء الذين إنطلقوا من زاوية ضيقة تتمثل بالحقد أكثر من منطق الشرع “والسبب واضحاً وليس خافياً على أحد من خلال قصيدته التي كتبها عما جرى في غزة وما تبعه من هجوم عليه جراء ما قال ..!!
ولولا ما قاله في قصيدته الناقدة والجارحة “ولولا الظروف التي نعيشها في الوطن لكانوا أول المشاركين في عزائه وفقدانه ….ولكن الظروف لها أحكام طبعاً……!!!
أعود وأقول ….إن ما كتبه بعض السادة الكرام من المثقفين وأصحاب الدرجات العلمية وليسمحو لي أن أقول هنا..وكأني بهم يقولون
((ونجهل فوق جهل الجاهلينا …)) ومعذرة لهذا التعبير ولكن ما دفعني أني قرأت غلوا كبيراً وخاصة عندما قال أحدهم
(إنتهينا بعدك يا درويش )
واليكم أمثلة مما قرأت وحفزني على كتابه هذا الموضوع ………
بعض ما قاله إخوة كتاب أفاضل ذهب بعيداً في الوصف للحالة الفلسطينية من خلال رثاء الراحل الكبير وأقتبس هنا فقرات من مرثياتهم …..فقال أحدهم ….
وداعا سيدي .. جفت أقلامي .. ومازلت الدموع تنسل والمفردات مازلت تهجر مواجعنا .. والألم مازال في أوج الطريق .. وغلب الصمت .. وانكفأت الوجوه الواجمة .. ففلسطين اليوم انكفأت على وجهها .. ومازالت تبكى فهل لها من مغيث
ماذا نقول بعدك رحلت وأنت النور الذي أضاء سماء حياتنا وبرحيلك غابت شمس فلسطين وأظلم قمرها الساطع…………..
هنا أتسائل …فل
سطين إنكفأت على وجهها ..!!
سطين إنكفأت على وجهها ..!!
ومنذ متى أصلاً فلسطين لم تنكفيء على وجهها ولم تبكي ..!!
وأسال أيضا ً … غابت شمس فلسطين وأظلم قمرها ..!!
ربما يكون هذا من باب الشعر مقبول”” فالشعر فيه بث مشاعر ربما تخرج عن المنطق أحياناً ولكن قضية فلسطين قضية أكبر من أن تذوب
او تنطفيء ما دام فيها أمهات ينجبن أبطالاُ نراهم كل يوم يسجلون أروع
ملاحم التضحية والفداء
وهناك الكثير مما قيل بأكثر من هذا الوصف الذي ما أن يقرأه قاري حتى يقول ذهبت فلسطين بلاعودة
إن ما جرى في وداع محمود درويش من قبل الجهات الرسمية والشعبية كان أفضل ترجمة على الحب الكبير لهذا الشاعر الوطني واعتقد أن درويش أخذ حقه في التكريم من خلال هذا المهرجان الضخم الذي يوازي مكانته وحجمه وإسمه
وأخيراً أقول إن درويش بدون أدنى شك كان رقما كبيراً في المعادلة الوطنية الفلسطينية ” ولكن لم تتوقف الحياة عند رحيله ” لأنه لو كانت الحياة تتوقف على شخص لتوقفت عند رحيل الشهيد أبو عمار ” أو عند رحيل الشهيد أمير الشهداء أبو جهاد
ويجب أن ندرك أن الوطن لا يتوقف والقضية لا تنتهي عند مصيبة”
وإلا اليس الشهداء الذين يسقطون كل يوم هم من صلب هذه الأرض المباركة..!!
وهناك من سقطوا على طريق الحرية من عمالقة هذا الشعب العظيم
واذا تحدثنا عن الشعر والشعراء ..!! فلم يبدأ الشعر من درويش مع كل الإحترام له ” ولن ينتهي برحيله “ فكان قبل مولده شعراء وكان معه شعراء وبعده سيكون شعراء “
فكان هذا الشاعر الشهيد الفلاح الأصيل والذي قال ……………….
سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن = مخوف الجناب حرام الحمى
لعمرك إنّي أرى مصرعي = ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب = ودون بلادي هو المبتغى
فمنه نصيبٌ لأسد السماء = ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين = ولكن عُفاراً يزيد البها
ونام ليحلم َ حلم الخلود= ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال = ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود = وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة = وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة = فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام = فيعلم قومي أنّي الفتى
……………..
أليس هذا شعراً يتغنى به كل حرٍ في الوطن العربي ..!!
لماذا نغمض أعيننا عن شعراء الوطن الذين أثروا القضية باشعارهم الوطنية
وكيف لا نرى هذا الشاب المبدع والذي بدأ ينطلق كالصاروخ في فضاء الشعر الوطني وأعني الشاعر الفتي الذكي (( تميم البرغوثي )) فاليهتم به أصحاب الأمر والثقافة الفلسطينية
إذا دعونا نطلق تلك العبارة الشهيرة من وحي روح الراحل الكبير ونقول (دعوا الف زهرة تتفتح ) ونكمل المشوار “
فالطرق…. طويل…. طويل